ذكرت شبكة
سي إن إن، أنها تحقق في تقارير تفيد بأنه مراسلتها
كلاريسا وارد وفريقها ربما تعرضوا للخداع من قبل ما يسمى بسجين سوري، رجل يمكن أن يكون في الواقع ملازما أول في مخابرات القوات الجوية السورية، مؤكدة بأنهم يحققون في هوية الرجل الذي ربما يكون قد أعطى هوية مزورة"، وفقا
لوسائل إعلام أمريكية.
ونشرت قناة "سي إن إن" عبر موقعها الإلكتروني، ومنصتي "يوتيوب" و"إكس" تقريرا مصورا بعنوان "مراسلة سي إن إن توثق لحظة صادمة للعثور على معتقل محتجز بسجن سري في
سوريا يجهل خبر الإطاحة بالأسد".
ويَظهر في التقرير موفدة القناة ومراسلتها كلاريسا وارد، برفقة شخص يحمل السلاح، وهم يفتحون إحدى الزنازين في أحد
سجون دمشق.
التقرير يظهر رجلا يُدعى
عادل غربال، من مدينة حمص، قال إنه اُعتقل من منزله قبل ثلاثة أشهر لتفتيش هاتفه، واقتادوه إلى دمشق بداية في سجن لم يسمِّه، قبل أن يتم نقله إلى الموقع الحالي، حيث تم العثور عليه بعد مرور ثلاث ليالٍ على سقوط نظام المخلوع بشار الأسد.
وادّعى أحد المعتقلين، الذي ظل مختبئا تحت بطانيته رغم صوت إطلاق الرصاص الذي استخدمه مسلح لكسر قفل زنزانته، أنه لم يرَ الضوء منذ ثلاثة أشهر. ومع ذلك، لم تبدُ على عينيه أي ردّة فعل توحي بذلك عندما خرج إلى الحرية، حيث نظر إلى السماء مبتهجا بضوء النهار دون أن يرمش، وكأنّ الضوء لم يكن غريبًا عليه.
رغم ما يُعرف عن سوء المعاملة التي يتعرض لها المعتقلون في السجون السرية، ظهر السجين بحالة لا تتوافق مع تلك الظروف القاسية، حيث بدت ملابسه نظيفة، وشعره مرتب، وحالته الجسدية جيدة، دون أي علامات كدمات أو آثار تعذيب. وأثارت هذه الحالة التساؤلات، خاصة أنه زعم أنه كان محتجزًا في زنزانة انفرادية مظلمة لمدة 90 يومًا.
كلاريسا، التي جاءت إلى دمشق بحثا عن أي أثر للصحفي الأمريكي أوستن تايس، أثارت تساؤلات المشاهدين حول خلو السجن من المعتقلين، وتواجد شخص واحد فقط داخله يُدعى "عادل غربال".
وقد ظهر غربال في التقرير وهو يتصرف بتناقض؛ يرتجف خوفا في لحظة، ويهدأ بشكل طبيعي في لحظات أخرى، ما زاد من غموض المشهد وعدم اتساقه.
كشف هوية المعتقل "المدعي"
بحث فريق منصة "تأكد" في السجلات الرسمية عن اسم "عادل غربال" للتحقق من سبب ومدّة اعتقاله، دون العثور على نتائج.
أكدت المنصة أن الاسم الحقيقي للمعتقل، الذي أشار إلى أنه من مدينة حمص بلهجته، هو سلامة محمد سلامة. وأشارت إلى أنه صف ضابط برتبة مساعد أول في فرع المخابرات الجوية، المعروف بأنه أحد أسوأ الأفرع الأمنية التابعة لنظام بشار الأسد المخلوع.
وفق أهالي حي البياضة في حمص، كان سلامة، المعروف أيضا باسم "أبو حمزة"، مسؤولًا عن عدّة حواجز أمنية وله تاريخ طويل في السرقة وفرض الإتاوات والتحكم في أرزاق الأهالي، بالإضافة إلى تجنيد المخبرين قسرًا لجمع المعلومات لصالحه.
تبيّن أن سلامة سُجن منذ فترة قليلة لا تتجاوز الشهر بسبب خلاف على نسبة توزيع الأرباح من الأموال التي يجمعها من المدنيين مع رجل آخر أعلى منه رتبة في الجيش، مما أدى إلى سجنه في إحدى الزنزانات في دمشق.
سجل حافل بالجرائم
على الرغم من ملامحه البريئة الهادئة، شارك سلامة في عمليات عسكرية على عدة جبهات في مدينة حمص عام 2014، حيث قتل العديد من المدنيين.
كما كان مسؤولا عن تعذيب واعتقال الكثير من شباب المدينة بدون تهم، أو بتهم باطلة في حال رفضوا دفع الأموال أو العمل لصالحه، أو لمجرد أنه لم يرتح لوجوه البعض، وفق شهادات أهالي الشهداء وناجين من المعتقل الذين تواصل معهم فريق "تأكد".
بعد سقوط النظام، عمل سلامة على استجداء عطف أهالي حمص وإقناعهم بأنه كان مجبرًا على كل ما قام به من قتل وترويع وبلطجة، وفق شهادات أهالي الحي.
وعلم فريق منصة "تأكد" أن سلامة، المعروف أيضا بـ"أبو حمزة"، عطّل حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي وقام بتغيير رقم هاتفه المحمول في محاولة لإخفاء أي وثائق تدل على حمله السلاح والتورط بجرائم حرب.
ليست المرة الأولى لكلاريسا
واكتسبت كلاريسا وارد، مراسلة سي إن إن، كراهية كبيرة بعد ظهورها في مقطع فيديو وهي تتلقى تعليمات من المخرج لتبدو خائفة وقلقة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وكأن الفلسطينيين يهاجمونها خلال تغطيتها للأيام الأولى من طوفان الأقصى.
ولاقت "فبركات" مراسلة "سي إن إن" انتقادات واسعة٬ ويذكر أن الصحفية المصرية رحمة زين وبختها خلال حديثها عن الإعلام الغربي.
وقالت زين: "أفهم أنك تمثلين حكومتك وسياساتك التي تدعي أنها تدعم حرية التعبير وحرية الرأي، لكنكم تفهمون معنى الديمقراطية وفقًا لما تريدون فقط، وتتعاملون مع المبادئ بما يتماشى مع مصالحكم فقط. الآن نحن نرى نتائج احتلالكم ونشاهد نتائج صهيونيتكم وسوء تعبيركم عن العرب".