صحافة إسرائيلية

قلق إسرائيلي من الأسلحة الكيميائية في سوريا بعد انهيار نظام الأسد

حذر تقرير بحثي إسرائيلي من العواقب الخطيرة لانهيار قوات الأسد- الأناضول
نشر باحثان إسرائيليان تقريرا يحذر من المخاطر المترتبة على انهيار نظام الأسد في سوريا بالنسبة لتل أبيب، بما في ذلك احتمال كبير لترك الأسلحة الكيميائية مهملة وفي أيدي المسلحين السوريين، مؤكدين أن هناك حاجة ملحة لتفادي هجوم مفاجئ.

وأشارت صحيفة "معاريف" العبرية، إلى أن التقرير البحثي الذي أعده الباحثان سيريت زهافي وطال باري، يحذر من العواقب الخطيرة لانهيار قوات الأسد، التي كانت منتشرة في سوريا بآلاف الجنود والضباط، ويؤكد أنه "رغم انهيار هذه القوات، إلا أن جميع منشآتهم وقواعدهم ومعداتهم وأسلحتهم تركت وراءهم، وتم التخلي عنها".

ويتابع الباحثان: "منذ يوم الأحد 8 ديسمبر، أصبح بإمكان أي شخص أخذ المعدات العسكرية الأساسية وحتى الأسلحة المتقدمة، مثل الأسلحة الاستراتيجية وحتى الأسلحة الكيميائية، وهذا هو السيناريو الذي كانت إسرائيل تخشاه، والذي أصبح فعلا تهديدا مباشرا وفوريّا".

"منطقة مهملة"
ينبه المعهد إلى أن سوريا في مواجهة سيناريو "منطقة مهملة"، حيث تقاتل كل مجموعة للسيطرة على الأرض، مبينا أن "الوضع الذي نشأ يذكرنا بما شهدناه في العراق وليبيا، عندما انهارت الأنظمة، وتفككت الأسلحة، والنتيجة كانت استخدام هذه الأسلحة لأغراض إرهابية"، وفق تعبيره.

وفي الحالة السورية، يدور الحديث عن أسلحة ومعدات روسية وإيرانية، مثل السفن والدبابات والمدرعات والطائرات والمروحيات وأنظمة الدفاع الجوي والصواريخ المختلفة، وأنظمة ومواقع استخباراتية، وبالطبع مواقع تطوير الأسلحة وإنتاجها مثل مركز سرس، ومن المحتمل أنه يوجد أسلحة كيميائية، بحسب ما نوه إليه الباحثان.



ويقدّر الباحثان الإسرائيليان، أن السيناريو المحتمل هو أن تبدأ حرب في سوريا تحت شعار "الجميع ضد الجميع"، مع وجود دافع للسيطرة على هذه الأسلحة واستخدامها ضد إسرائيل، وهو سيناريو واقعي جدّا وخطر للغاية، والتاريخ يعلمنا أن هناك إمكانية كبيرة أن يتم توجيه هذه الأسلحة ضد إسرائيل.

ويشرح الباحثان أن "الوضع في سوريا حاليًا غير مستقر إلى حدّ بعيد، ومن الصعب معرفة كيف ستتطور الأمور. بناء على ذلك، هناك حاجة ملحة لمنع حدوث هذا السيناريو المحتمل الذي قد يتطور بشكل فوري، ويصبح هجوما مفاجئا ضد إسرائيل من قبل جماعات المتمردين، التي يحمل بعضها أيديولوجيات إسلامية متطرفة".

وأكدا أنه "في الشرق الأوسط لا يوجد شيء مؤكد، والمصالح الفورية تتغلب على كل شيء، ولا يمكن استبعاد إمكانية أن يكون حزب الله، بدعم من إيران بالطبع، قد أقام علاقات معينة مع جماعات متمردة مختلفة، بحيث يتسلم جزءا من الأسلحة المتروكة مقابل مال كثير".

ممر الأسلحة
واستدركا بقولهما: "مع انهيار النظام السوري، تم قطع ممر الأسلحة الإيراني إلى حزب الله، وهو شريان الحياة لحزب الله لإعادة بناء قوته العسكرية، وتم قطعه. سيفعل الإيرانيون وحزب الله كل ما في وسعهم للعثور على بدائل لذلك، والتكيف مع الواقع الجديد".

ونوها إلى أنه "لمواجهة هذا التهديد، بدأت إسرائيل عملية هجوم واسعة، تهدف إلى تدمير الأسلحة التي تركت وراءها. منذ 8 ديسمبر، شن سلاح الجو أكثر من 300 غارة في أنحاء سوريا، بهدف ضرب الدبابات، الصواريخ، أنظمة الدفاع الجوي، الأسلحة الكيميائية. "هذه عملية غير مسبوقة في نطاقها، تهدف إلى منع حدوث واقع يتم فيه سقوط أسلحة قوية في الأيدي الخاطئة"، على حدّ وصفهما.

وذكر الباحثان أنه "علاوة على ذلك، تعمل إسرائيل في منطقة الحاجز الواقعة في الأراضي السورية القريبة من الحدود مع إسرائيل"، مشددين على أن "هذه دروس إسرائيلية من 7 أكتوبر. إسرائيل تدرك أن قدرتها على التنبؤ بنوايا عدو إسلامي متطرف محدودة جدا إن لم تكن مستحيلة. مفهوم الردع غير موجود في قاموس الأيديولوجية المتطرفة، والتحذير الاستخباراتي ليس دائما موجودا. بناء على ذلك، فإن هامش الخطأ لدى إسرائيل شبه معدوم في هذه الحالة".

وأردف بقولهما: "لذلك، إذا حدث خطأ في تقدير النوايا، فسوف يكون الثمن حياة العديد من الإسرائيليين، وإسرائيل لا يمكنها تحمل احتمال حدوث شيء من هذا القبيل".

الأكثر قراءة اليوم
الأكثر قراءة في أسبوع