نشرت مجلة "
فورين بوليسي" الأمريكية، تقريرا، أعدّته نسوموت غابادموسي، قالت فيه إنّ "رئيس النظام
المصري، عبد الفتاح
السيسي، سوف يستفيد من انتخاب دونالد
ترامب، رئيسا للولايات المتحدة، ومن المتوقع أن يصبح مرة أخرى ديكتاتوره المفضل".
وأضاف التقرير الذي ترجمته "عربي21" أن "ترامب لم يول اهتماما كبيرا لقارة أفريقيا في ولايته الأولى. ومع ذلك، هناك رابحون وخاسرون أفارقة، واضحون الآن، بعد أن أصبح على استعداد للعودة إلى الرئاسة".
وتابع: "تعد جنوب أفريقيا وكينيا من بين الدول التي تشعر بالقلق إزاء العلاقات المتدهورة المحتملة، على عكس نيجيريا وأوغندا والمغرب ومصر، التي تتوقع زيادة التجارة وصفقات الأسلحة، بدون تلقي محاضرات عن
حقوق الإنسان".
وبحسب
التقرير: "كان السيسي من بين أول زعماء العالم الذين هنأوا ترامب على فوزه، حتى قبل أن تعلن وكالة أسوشيتد برس عن نتائج الانتخابات، في صباح يوم 6 تشرين الثاني/ نوفمبر".
"نشر السيسي منشورا على مواقع التواصل الاجتماعي جاء فيه: "نتطلع إلى تحقيق السلام معا والحفاظ على السلام والاستقرار الإقليمي". ولاحقا في مساء ذلك اليوم، اتّصل السيسي بترامب وقدم له المزيد من التهاني" وفقا للتقرير نفسه.
وأردف: "إن كلا الزعيمين يحترمان سياسة الرجل القوي. وأثار ترامب الجدل خلال ولايته الأولى عندما نادى بصوت عال في 2019: أين ديكتاتوري المفضل؟؛ بينما كان ينتظر وصول السيسي إلى اجتماع خلال قمة مجموعة السبع، التي عقدت في فرنسا؛ في ذلك الوقت، أشاد ترامب بالسيسي لكونه "رجلا قويا جدا" وأضاف: "لقد فهمنا بعضنا البعض جيدا".
واسترسل التقرير: "كانت مصر سابع أكبر مستورد للأسلحة في العالم من عام 2019 إلى عام 2023، وفقا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام. استوردت القاهرة العديد من تلك الأسلحة من الولايات المتحدة خلال إدارة ترامب، ولكن في السنوات الأخيرة، استوردت المزيد من روسيا وإيطاليا وألمانيا".
وأبرز: "تعرضت مصر لتدقيق كبير واتهامات بمحاولات التأثير على السياسة الأمريكية. فيما ذكر تحقيق نشرته صحيفة "واشنطن بوست" أن نظام السيسي عرض على ترامب 10 ملايين دولار لتعزيز حملته الرئاسية لعام 2016".
ووفق
التقرير ذاته، "دعا بايدن إلى "عدم منح المزيد من الشيكات الفارغة لـ"الديكتاتور المفضل" لترامب" خلال حملته الانتخابية في عام 2020. كما جمّد بعض أموال المساعدات في أيلول/ سبتمبر الماضي بسبب سجل مصر في مجال حقوق الإنسان".
وأردف: "دور مصر كوسيط بين إسرائيل وحماس على مدار العام الماضي عزّز أهميتها كحليف للولايات المتحدة، مما دفع واشنطن إلى تجاهل النظام الاستبدادي للسيسي، حيث منحت القاهرة 1.3 مليار دولار من المساعدات العسكرية السنوية هذا العام. وهناك الآلاف من السجناء السياسيين في مصر، بما في ذلك مواطنون أمريكيون، وفقا لتقرير وزارة الخارجية لعام 2023 عن البلاد".
وقالت وزارة الخارجية في أيلول/ سبتمبر الماضي إنّ "واشنطن تدير حوارا صارما مع الحكومة المصرية بشأن إجراء تغييرات ملموسة لحقوق الإنسان والتي تعد حاسمة للحفاظ على أقوى شراكة ممكنة بين الولايات المتحدة ومصر".
وفي عهد ترامب، لا يمكن لمصر أن تتوقع مثل هذه التوبيخات بشأن حقوق الإنسان. من خلال التركيز على اتفاقيات -إبراهام- كمحرك رئيسي للسياسة الخارجية في المنطقة، يمكن لترامب أن يمنح مصر عن غير قصد حرية التصرف لتعزيز دورها كلاعب مهم في الجغرافيا السياسية في القرن الأفريقي.
وتدعم مصر عسكريا ما يوصف بـ"مظالم" الصومال وإريتريا ضد إثيوبيا. كما تدعم الجيش السوداني وحربه ضد قوات الدعم السريع. ويأمل المسؤولون المصريون أن يؤدي أسلوب ترامب إلى نهاية حاسمة لحروب الاحتلال الإسرائيلي على غزة ولبنان، والتي أدت خلالها هجمات الحوثيين على الشحن في البحر الأحمر إلى انخفاض مستوى الملاحة الدولية عبر قناة السويس وألحقت ضررا بالاقتصاد المصري.