سياسة عربية

عباس يحذر من مخطط إسرائيلي لإفراغ غزة من سكانها ويدعو لوقف العدوان

عباس دعا المجتمع الدولي للتحرك ووقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة- الأناضول
شدد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الخميس، على تخطيط دولة الاحتلال الإسرائيلي لإفراغ قطاع غزة لا سيما المناطق الشمالية من السكان، داعيا المجتمع الدولي إلى وقف العدوان على الشعب الفلسطيني بشكل فوري.

وقال عباس في كلمة له خلال قمة "بريكس" التي حضرها أكثر من 20 زعيما حول العالم في مدينة قازان بروسيا، "مضى عام كامل على أكبر كارثة يمر بها الشعب الفلسطيني بعد نكبة عام 1948".

وأضاف أن هذه الكارثة هي "الحرب الإسرائيلية التي تُرتكب فيها جرائم الإبادة الجماعية، والتطهير العرقي في غزة، في إطار مخطط لإفراغه من سكانه، وخاصة الآن في شمال القطاع حيث تلجأ قوات الاحتلال إلى تجويع السكان".

وشدد رئيس السلطة الفلسطينية، على ضرورة تحرك "المجتمع الدولي لتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي بوقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني فورا، وإدخال المساعدات الإنسانية، والانسحاب الكامل من قطاع غزة، وتولي دولة فلسطين مهامها الكاملة لإعادة النازحين إلى مناطقهم، وإعادة الإعمار".

وأشار إلى أن "تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني هو الاختبار الأهم في هذه المرحلة التاريخية"، موضحا أن "الوقت قد حان لوقف الظلم وإنهاء ممارسات الاستقواء بالقوة العسكرية، وإطالة أمد الاحتلال".

ودعا عباس دول العالم إلى تطبيق قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن فتوى محكمة العدل الدولية، وإلزام إسرائيل بإنهاء وجودها غير القانوني على أرض دولة فلسطين، بعاصمتها القدس الشرقية خلال عام واحد.

وفي تموز /يوليو الماضي، أصدرت محكمة العدل الدولية في لاهاي رأيا استشاريا شدد على أن احتلال "إسرائيل" للضفة الغربية وشرقي القدس، غير قانوني، وأشارت إلى أن "احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية هو ضم بحكم الأمر الواقع"، مطالبة الدول بعدم الاعتراف بالوجود غير الشرعي لـ"إسرائيل" في الأراضي المحتلة.

وفي هذا السياق، طالب رئيس السلطة الفلسطينية "بفرض عقوبات بحق إسرائيل في حال عدم التزامها بتنفيذ قرار الجمعية العامة"، مشددا على "ضرورة العمل مع الأمم المتحدة والأطراف المعنية على عقد مؤتمر دولي للسلام".

ودعا المجتمع الدولي إلى "رفض وإدانة قرار الحكومة الإسرائيلية إغلاق المقر الرئيسي لوكالة الأونروا في القدس الشرقية، وتعطيل عملها في العناية باللاجئين الفلسطينيين في أرض دولة فلسطين المحتلة، وإجبارها على التراجع عن هذا القرار".

وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أفادت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، بأن "سلطة الأراضي قررت مصادرة مقر رئاسة وكالة الأونروا بالقدس الشرقية"، مشيرة إلى أن الخطوة المشار إليها تأتي بهدف تخصيص المقر لإقامة 1440 وحدة استيطانية.

وفي 10 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، قالت صحيفة "إسرائيل هيوم" العبرية الخاصة، إن "سلطة أراضي إسرائيل" قررت مصادرة مقر رئاسة الأونروا بالقدس الشرقية لإقامة 1440 وحدة استيطانية، وأوضحت أن المشروع في مراحله "التحضيرية".

وكانت دولة الاحتلال طلبت من الوكالة الأممية، إخلاء مقرها الرئيس في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، تحت مزاعم "استخدام الأرض دون موافقة سلطة أراضي إسرائيل"، وذلك في إطار حملة تحريضية واسعة يشنها الاحتلال على "الأونروا" منذ بدء العدوان الوحشي على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول /أكتوبر 2023.

ولليوم الـ384 على التوالي،  يواصل الاحتلال ارتكاب المجازر، في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية.

وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى ما يزيد على الـ42 ألف شهيد، وأكثر من 100 ألف مصاب بجروح مختلفة، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا لوزارة الصحة في غزة.