سياسة دولية

بوتين يفتتح قمة "بريكس".. آمال بتشكيل "نظام عالمي متعدد القطب"

عقدت القمة تحت عنوان "تعزيز التعددية من أجل التنمية والأمن العالميين العادلين"- روسيا اليوم
افتتح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، اجتماع قادة مجموعة "بريكس".

وقال بوتين إن "مسار تشكيل نظام عالمي متعدد القطب جارٍ حاليا، وهو مسار دينامي ولا رجعة فيه".

وانطلقت الثلاثاء، في عاصمة جمهورية تتارستان الروسية، قازان، فعاليات وأنشطة قمة "بريكس" بنسختها الـ16، بمشاركة نحو 40 دولة، وموضوع القمة الرئيسي هو "تعزيز التعددية من أجل التنمية والأمن العالميين العادلين".

وفي كلمته حذر بوتين من أن اللجوء المتزايد للعقوبات الاقتصادية والحمائية يهدد بإثارة "أزمة" عالمية.

وقال بوتين: "يبقى احتمال نشوب أزمة بالغة ماثلا. وهي لا ترتبط بالتوترات الجيوسياسية الدائمة التزايد، لكن أيضا... توسع اللجوء إلى العقوبات الأحادية الجانب، والحمائية والمنافسة غير العادلة".

ورأى بوتين أن قمة دول مجموعة "بريكس" تشهد تشكيل "نظام عالمي متعدد القطب"، مؤكدا رغبة موسكو في مواجهة "الهيمنة" الغربية.

وعقدت قمة مجموعة "بريكس" بمشاركة الدول الأعضاء الجدد: الإمارات ومصر والسعودية وإثيوبيا وإيران.

وتتشكل مجموعة بريكس من روسيا والصين والبرازيل والهند وجنوب أفريقيا.

وطرح بوتين اقتراحين على طاولة قادة المجموعة لتأسيس بورصة حبوب وإطلاق منصة استثمارية جديدة للمجموعة، التي تضم 10 دول.

وقال بوتين إن "التجارة العالمية والاقتصاد العالمي ككل تشهد تغيرات كبيرة، حيث يتحول تركيز النشاط التجاري تدريجيا نحو الأسواق الناشئة، ويجري الآن تشكيل نموذج متعدد الأقطاب، وهو ما يطلق موجة جديدة من النمو، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى بلدان الجنوب والشرق العالميين، وبطبيعة الحال، دول "بريكس".

من جهته هاجم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان "الهيمنة الغربية، وقال إن الوضع يمكن أن يزداد سوءا حول العالم نتيجة الهيمنة الغربية. في حين أكد أن "بريكس" رسخت أقدامها كطريق بديل للطريق الغربي.

وقال إنه يجب مواجهة العقوبات الاقتصادية الغربية المفروضة على الدول المستقلة، ويتطلب ذلك بذل جهود مشتركة وعمل جماعي.

رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أكد من جانبه أنه على ثقة بأن هذه الرابطة سوف تبرز كالوسيلة الأكثر فاعلية لمواجهة التحديات العالمية.

وقال: "برزت "بريكس" كقوة اقتصادية كبيرة بناتج محلي إجمالي للدول بنحو 30 تريليون دولار".

وأضاف: "نعمل على زيادة التكامل المالي بين دول "بريكس" والتجارة بالعملات المحلية والمدفوعات الميسرة بين البلدان ستيسر من عمليات التسوية المالية".

رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا أشار إلى ضرورة استخدام دول "بريكس" لكل الإمكانات المتوفرة لدى المجموعة، من أجل مكافحة الإرهاب والجرائم الإلكترونية والسيبرانية.

وقال رامافوزا: "يجب أن يلعب التعاون الأمني لمجموعة "بريكس" دورا أساسيا في تعزيز الثقة المتبادلة والتعاون العملي، وهذا ما سيمكننا من مواجهة التحديات الأمنية المعقدة، بما في ذلك الإرهاب وعدم الاستقرار في مختلف المناطق، فضلا عن التقنيات الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي والجرائم السيبرانية".

في حين قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إن النظام الدولي عاجز عن التعامل بإنصاف مع الصراعات حول العالم.

وأوضح أن مصر تؤمن إيمانا راسخا، بأهمية تعزيز النظام الدولي متعدد الأطراف، وفي قلبه الأمم المتحدة وأجهزتها، باعتباره الركيزة الأساسية للحفاظ على مكتسبات السلام والاستقرار والتنمية، والضمانة القوية لحفظ الأمن والسلم الدوليين، إلا أن الأزمات المتعاقبة التي عصفت بالعالم، خلال السنوات الماضية، قد أوضحت بما لا يدع مجالا للشك، عجز النظام الدولي عن التعامل بإنصاف مع الصراعات حول العالم فضلا عن حالة الاستقطاب والانتقائية، التي أضحى النظام الدولي يتسم بها.