صحافة إسرائيلية

كاتب إسرائيلي يشكك بتصريحات جيش الاحتلال حول أنفاق حزب الله

سكان مستوطنات عادوا مجددا لتقديم شكاوى مفادها أنهم يسمعون أصوات الحفر تحت منازلهم
لم يعد اتهام جيش الاحتلال بعدم كشف حقيقة ما يجري من معارك مع المقاومين في غزة ولبنان يقتصر على المتابعين الفلسطينيين والعرب، بل إنه امتد مؤخرا إلى الرأي العام الإسرائيلي الذي بات عدد من كتابه الكبار المعتمدين يضعون علامات استفهام كبيرة حول مصداقية جيش الاحتلال بسبب ممارسته ما يعتبرونه عمليات خداع مستمرة.

موشيه نيستلباوم الكاتب في صحيفة "معاريف"، لم يتردد في القول إن "جيش الاحتلال لا يقول الحقيقة كاملة للإسرائيليين، وبعد أن باتوا يعتمدون تصريحات المتحدث باسم الجيش على أنها كلمة صادقة وموثوقة، فإن ما حصل في الآونة الأخيرة يضع مزيدا من الشكوك على ما يقوله ويعلنه، وأصبح من الواضح أن الجيش لا يختار دائما خيار قول الحقيقة للإسرائيليين، الأمر الذي يثير الغضب في المستوطنات الشمالية عقب إعلان المتحدث باسم الجيش عن العثور على نفق يمر عبر الأراضي اللبنانية قرب قرية زرعيت في الجليل الغربي".

وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "النفق الذي يقع في جنوب لبنان، ويخترق الأراضي الفلسطينية المحتلة على بعد حوالي عشرة أمتار وهو مسدود دون مخرج، أثار غضب عميت تسوفير، رئيس مجلس مستوطنة ماروم الجليل الإقليمي، الذي أعلن أنه ظل لسنوات يقدم شكاوى من المستوطنين للجيش بأنهم يسمعون أصوات حفر تحت منازلهم، لكن الجيش الإسرائيلي نفى دائماً وجود مثل هذا الاحتمال، وادعى أن الأرض في المنطقة لا تسمح بالحفر، وزعم أن تربتها صخرية، وأن معدل الحفر يصل في أحسن الأحوال إلى متر واحد يوميا".

وأوضح أن "سكان المستوطنات القريبة من الحدود عادوا مجددا لتقديم شكاوى جديدة للجيش مفادها أنهم يسمعون أصوات الحفر تحت منازلهم ليلاً، لكن الجيش اكتفى باتهامهم بأنهم يتمتعون بخيال متطور، رغم أنهم كانوا يسمعون أصوات حفر بحفارات محترفة، وتحت غرف المعيشة في منازلهم، لكن الجيش اختار ألا يصدق المستوطنين، وادعى أن القصص كانت من نسج خيالهم. وفجأة، في عام 2018، تم اكتشاف أول نفق بالقرب من زرعيت، مع أن وقائع الحرب الجارية كشفت أن حزب الله لم يكتف بنفق واحد، بل إنه حفر بنية تحتية كبيرة من الأنفاق في المنطقة".

ونقل عن مستوطني مستوطنة "مسغاف عام" أن الحفارين بدأوا يحفرون باليد أو بالملعقة أو بالمجرفة، فيما قال آخرون من سكان الموشافيم والكيبوتسات على الحدود الشمالية إن الأمر بدا قريباً جداً، واعتقدنا أنهم سيكونون داخل المنزل في أي لحظة، في حين اكتفى ممثلو الجيش بأنهم ليس لديهم علم بأي أنفاق تعبر للأراضي المحتلة، وطلبوا "عدم القيام بما وصفوها بأعمال أحادية درامية، وما إن جاء عام 2018، حتى تم تحديد وتدمير ستة أنفاق هجومية، وصلت إلى مستوطنتي المطلة وزرعيت، وبدا لاحقا أن عملية القضاء على الأنفاق استغرقت 41 يومًا، لكن هذه لم تكن النهاية".

وأكد أنه "في عام 2019، أعلن الجيش أنه نجح في تحديد موقع "أم الأنفاق"، وكشف عن النفق الأكبر والأكثر تطورًا، وتبين أن لدى حزب الله كل الإمكانات لحفر الأنفاق في الشمال دون انقطاع، ووفقاً لدراسة أصدرها مركز ألما المتخصص بدراسة التحديات الأمنية لإسرائيل، فإننا لسنا أمام شبكة من الأنفاق الهجومية أو الأنفاق الجهنمية فقط، بل شبكة من الأنفاق الأقاليمية التي تصل إلى بيروت، ما يطرح التساؤلات الصعبة على الجيش: لماذا كان من الصعب اكتشاف الأنفاق التي تم حفرها؟".

ونقل عن تال باري، مدير الأبحاث في مركز ألما، أن "السبب في ذلك هو الطريقة التي تم بها زرع المتفجرات في الأنفاق، ما أدى لإغلاقها بالكامل، وجعل من الصعب كشفها بمساعدة أجهزة الاستشعار التي تعتمد على الحركة والتغير في الحجم، فيما يبقى السبب وراء عمل الجيش مع شكاوى مستوطني الشمال منذ سنوات غير واضحا، كما أنه ليس من الواضح سبب اتهام من اشتكوا من سماع أصوات الحفر بأنهم موهومون، وذوو خيال متطور، لأن عدم وجود سبب مقنع يجعلنا نشكك في مصداقية الجيش برمّتها".