تسبب الكمين المميت
الذي نفذته كتائب القسام، يوم أمس في حي الشجاعية شرق مدينة
غزة، وقتل فيه 10 من
قوات
الاحتلال، أغلبهم من الجنود من لواء جفعاتي للقوات الخاصة، بصدمة في أوساط
الاحتلال، دفعت عضو مجلس الحرب بيني
غانتس إلى وصف ما يجري بحرب البقاء الثانية، والثمن
الباهظ المؤلم.
وقال غانتس في مشاركة عبر
حسابه بموقع إكس، "إن حرب البقاء الثانية، التي تشنها إسرائيل تفرض علينا
ثمنا باهظا ومؤلما وصعبا، وكل من يسقط هو ندبة على دولة إسرائيل بأكملها، وكل ندبة
من هذا القبيل هي تذكير ببطولة محاربينا، والحاجة إلى أن نكون كمجتمع جديرين
بتضحياتهم".
وبفعل ضراوة تصدي
المقاومة للاحتلال في معارك غزة، هذا هو التصريح الثاني لغانتس، بعد الخسائر
الكبيرة التي يتعرضون لها في القطاع.
وقال غانتس في الأيام
الأولى للعدوان، بعد تفجير المقاومة لمدرعة النمر، ومقتل 7 جنود من لواء جفعاتي
للنخبة بداخلها، إن "دموعنا تتساقط عند رؤية جنود جفعاتي يسقطون".
وتابع غانتس قائلا: "نمر بأوقات صعبة وسنشهد المزيد منها وهدفنا تغيير الواقع في غزة من
أساسه".
وعلق محللون وكتاب على
حديث غانتس عن الحرب الوجودية، والثمن الباهظ الذي يدفع من الجنود في غزة بالقول:
من جانبه قال الباحث والمحلل السياسي الدكتور
عبد الله العقرباوي، إن تصريحات غانتس، تفهم في سياق التخفيف من وطأة الخسائر
الكبيرة التي يتكبدها جيش الاحتلال، في قطاع غزة، والتي يأتي وقعها كبيرا على مجتمع
الاحتلال.
ضمان استمرار الحرب
وأوضح العقرباوي لـ"عربي21" أن
مجتمع الاحتلال، يضغط على نفسه كثيرا، من أجل المحافظة على موقف داعم للحرب على
قطاع غزة.
وأشار المحلل السياسي،
إلى أن "غانتس الذي دخل مجلس الحرب كوكيل للمصالح الأمريكية، يريد أن يضمن
استمرار الحرب رغم الخسائر الكبيرة التي يتكبدها الجيش".
ورأى أن التصريح يأتي
في ظل ضربة موجعة، تلقاها الجيش، في حي الشجاعية، وهي ضربة أحدثت ردة فعل وصدمة
كبيرتين، لدى مجتمع الاحتلال، خاصة وأن الجنود العشرة من لواء غولاني، وهي نخبة
النخبة بجيش الاحتلال، وهم أولاد الذوات من العلمانيين الأشكناز، الذين يرون غانتس
ممثلا عنهم في مجلس الحرب.
وكان جيش الاحتلال
الإسرائيلي أعلن فجر الأربعاء مقتل 10 من عناصره معظمهم ضباط في المعارك الدائرة
في شمال قطاع غزة. كما اعترف بإصابة 21 جنديا خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وأعلن الجيش أن
العسكريين الـ10 وبينهم قائد كتيبة في لواء غولاني قتلوا بكمين لكتائب القسام
في حي الشجاعية بغزة، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
من جهتها أفادت
الإذاعة الإسرائيلية الرسمية "كان"، بأن قوة قتالية تابعة للواء
"غولاني"، خرجت، الثلاثاء، لتفتيش المباني في منطقة القصبة في حي
الشجاعية الذي يعتبر منطقة كثيفة بالسكان.
ووفقا للإذاعة
الإسرائيلية، فإن القوة العسكرية وقعت في كمين لمقاتلين من "القسام"،
حيث تم تفجير عدة ألغام بها، كما أنه تم من أحد المنازل إطلاق النار على الجنود.
ورد الجنود بإطلاق
النار، وأثناء محاولة سيطرتها على المواقع انقسمت القوة العسكرية إلى قسمين، وخلال
عملية الإنقاذ وصلت قوة أخرى دخلت المبنى، من أجل إخلاء
القتلى والمصابين، حيث فتح
عناصر "القسام" النار نحو قوة الإخلاء فوقعوا بين قتيل وجريح.
ونقلت الهيئة عن ناطق
باسم الجيش إعلانه "مقتل 5 ضبّاط هم قائد الكتيبة 13 في لواء غولاني المقدّم
تومر غرينبرغ، وقائد سرية في الكتيبة 13 في لواء غولاني الرائد روعي ميلداسي،
وقائد سرية في الكتيبة 51 في لواء غولاني، الرائد موشه أفراهام بار أون".
وأشار المتحدث العسكري
إلى أنه من بين الضباط أيضاً "قائد فصيلة في الكتيبة 51 في لواء غولاني
النقيب ليال هايو، وأيضاً قائد سرية مقاتلين في وحدة الإنقاذ التكتيكية الخاصة 669
الرائد بن شيلي".
أما الجنود القتلى
فهم: "الرقيب روم هيخت، والرقيب أول أوريا يعقوب، إضافةً إلى الرقيب آحيا
داسكال"، وفق المصدر نفسه.