تقرير: هل يعكس المنطاد الصيني وجود مشاكل بالدفاع الجوي لأمريكا؟

نشرت صحيفة "غازيتا" الروسية مقال رأي للخبير العسكري الروسي والكولونيل المتقاعد في قوات الدفاع الجوي الروسية، ميخائيل خودارينوك، تحدث فيه عن واقعة إسقاط الولايات المتحدة المنطاد الصيني، الذي انجرف بشكل غير متوقع فوق الأراضي الأمريكية.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن المنطاد الصيني ظل في المجال الجوي للولايات المتحدة لمدة أسبوع تقريبًا قبل إسقاطه بواسطة زوج من المقاتلات من الجيل الخامس من طراز "لوكهيد مارتن إف.22 رابتور"، محملة بصواريخ "إيه آي إم.9 سايدويندر"، التي أطلقت من قاعدة لانغلي الجوية.

وذكرت الصحيفة أن بقايا المنطاد وأجهزته سقطت في مياه المحيط الأطلسي، على بعد حوالي 11 كيلومترًا من الساحل الأمريكي بالقرب من منتجع ميرتل بيتش في ساوث كارولينا. وفي وقت سابق، ترددت الولايات المتحدة في إسقاط المنطاد الصيني؛ بسبب كبر حجمه؛ خشية أن تلحق شظاياه ضررًا بالأشخاص والمباني. وقد تداولت بعض وسائل الإعلام معلومات مفادها أن الأمريكيين حاولوا إسقاط المنطاد فور اكتشافه، لكنهم لم ينجحوا في ذلك.

يرى عدد من الخبراء أن ما حدث أمر طبيعي؛ نظرا لصعوبة توجيه صاروخ نحو منطاد. وفيما يتعلق بأنظمة الصواريخ المضادة للطائرات نفسها، فهي لا تواجه أي صعوبات في إطلاق النار على المنطاد. وقد كان من المقرر إسقاط هذا المنطاد بواسطة صواريخ مفردة على نطاقات وارتفاعات واردة في لائحة إطلاق النار في الجداول ذات الصلة، لكن تمت التوصية باستخدام صواريخ "بي 755" الموجهة المضادة للطائرات.

وذكرت الصحيفة أن هناك صعوبة في إسقاط المنطاد بالطائرة المقاتلة. في الخمسينيات من القرن الماضي، لم يكن السقف العملي للطائرة المشاركة في القتال ضد المنطاد المتحكم فيه آليا يتجاوز 15 و17 ألف متر، في حين أن ارتفاع المنطاد قد يصل إلى 35 كيلومترا. وبما أن السقف العملي للمقاتلات الحديثة يتراوح بين 19 و21 ألف متر، واجهت مقاتلات "لوكهيد مارتن إف22 رابتور" صعوبة في إسقاط المنطاد الصيني، الذي قدر ارتفاعه عن الأرض بحوالي 20 ألف متر.

هل كان دخول المنطاد الصيني إلى المجال الجوي الأمريكي حادثًا عرضيًا؟
يمكن التنبؤ باتجاهات تدفقات الهواء وتحركاته في الغلاف الجوي الطبقي، ما يعني أنه يمكن تحديد موقع المنطاد بدقة. في أعقاب اكتشاف المنطاد، تضاربت الآراء حول وجود مشاكل في نظام الدفاع الجوي الأمريكي، حيث تركز قيادة دفاع الفضاء الجوي الأمريكية الشمالية (نوراد) بشكل أساسي على مهام الإنذار المبكر لأي هجوم جوي. 

من حيث المبدأ، لا يتم نشر غطاء جوي للمقاتلات والصواريخ المضادة للطائرات وأنظمة استطلاع الرادار في الولايات المتحدة، نظرا إلى موقع البلاد بين المحيطين الهادئ والأطلسي، ما يجعل مهمة مكافحة الطائرات المأهولة والطائرات دون طيار ليست في مقدمة الاهتمامات، على عكس ما كان عليه الوضع في عهد الاتحاد السوفيتي.

وأشارت الصحيفة إلى أن المنطاد الصيني لم يكشف عن أوجه نقص كبيرة في نظام الدفاع الجوي الأمريكي، لا سيما أن القوات الجوية الأمريكية لم ترفع عدد أطقم الطائرات المقاتلة في قواعد الدفاع الجوي في الجزء القاري من البلاد.

ومن جهتها، رأت روسيا عقب الحادث ضرورة مضاعفة قوام القوات ووسائل الدفاع الجوي التابعة للقوات المسلحة الروسية المنتشرة في الجزء الأوروبي من البلاد، وإيلاء أهمية خاصة للاستطلاع بالرادار، كون جميع الإجراءات وقرارات الجهات المسؤولة عن الدفاع الجوي للدولة والقوات المسلحة تعتمد فقط على بياناتها الدقيقة.



وفي الختام، نوهت الصحيفة بأن واقعة تحليق المنطاد الصيني فوق أراضي الولايات المتحدة تمثل فرصة لإعادة التفكير، واتخاذ قرارات بناءة في مجال تعزيز القدرات القتالية والتشغيلية للدفاع الجوي المحلي.