نشرت
صحيفة "
الغارديان" تقريرا قالت فيه إن الأطباء في العراق يواجهون
التهديد من العائلات، في حال وفاة المريض في المستشفى، مشيرة إلى أن نسبة 87% من
الأطباء العراقيين عانوا من تجربة العنف في العمل واستخدم في بعضها السلاح ومعظمها
بسبب تعد من عائلات المرضى.
وقال
معد التقرير تشارلي ميتكالف، إن معظم الأطباء في العراق يفكرون بمغادرة البلاد،
بسبب ازدياد العنف تجاه الكوادر الطبية بعد انتشار وباء كورونا، موضحا أن معظم
الهجمات قام بها مرضى أو أقاربهم.
وأشار
إلى أن المريض في العراق يجد مساعدة من أصدقائه وعائلته، حيث يصل عددهم أحيانا 15
شخصا، وعندما لا يساعد الطبيب المريض على الشفاء أو يشك بارتكابه خطأ فإن التوتر
قد يتحول إلى عنف.
وقال
رياض لفتة، أستاذ علم الأوبئة بجامعة المستنصرية في بغداد: "عندما ينقل
المرضى إلى المستشفى ويعانون من القلق والتوتر، يجد الأطباء صعوبة في التعامل
معهم. يغضبون ويلجؤون إلى العنف".
ونظرا
إلى التراخي الأمني يستخدم المهاجمون الأسلحة، حيث تملك نسبة 27% من المدنيين
أسلحة. ويقول لفتة: "الناس قلقون وهم مسلحون وهناك مشاكل بالنظام الصحي"
و"كلها عوامل تسهم في تصعيد العنف".
ويقول
لفتة إن العوائل التي تعمل داخل نظام العشائر العراقية طورت أساليب جديدة للابتزاز.
وهم يهددون الأطباء وعائلاتهم عند ارتكاب خطأ، سواء كان حقيقيا أم مزيفا ويطالبون
بعطوة عشائرية، تصل أحيانا إلى 145 مليون دينار عراقي (نحو 82.000 جنيه إسترليني).
وقال
جراح القلب عثمان عتيبة إن المشاكل هذه دفعت أطباء للقيام "باستعراض"
وعمل أشياء للمرضى لتخفيف غضب العائلات.
وأضاف:
"عندما يكون أمامك جسد ميت وهناك 10 أشخاص يقفون حولك، فسيقتلونك لو قلت إنه
ميت" ولهذا "تقوم بإعطاء الميت صعقات" و"لهذا تعطيه صدمة
واحدة، اثنتين وثلاثا وربما عشرا" و"تعرف أن هذا خطأ لكن هو ما يمكنك
عمله".
ويقول
عتيبة، 28 عاما إن زملاءه يعملون هذا يوميا. ويتخذون الاحتياطات الأمنية عندما
يتوقعون وفاة مريض ويستدعون الحرس.
وفي
دراسة صدرت عام 2017 أشارت إلى أن نسبة 77% من الأطباء الصغار يفكرون بمغادرة البلد.
وفي
عام 2019 قال المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية إن 20.000 طبيب عراقي غادروا
البلد بسبب العنف. ويقول لفتة: "ليس الشخص الذي تعرض للعنف، بل وزملاؤه
وعائلته وأصدقاؤه وأقاربه وهذا أمر معد" و"في السابق، كنا نعاني من
هجرة العقول، وأخذ بعض الدول أطباءنا، واليوم تغيرت الظاهرة إلى "التخلص من
العقول" ونحن ندفع بعقولنا للخارج بسبب العنف".
ويتجنب
الأطباء العمليات الجراحية المعقدة بسبب الضغوط والتهديدات العشائرية، ويتجنب
الأطباء المتخرجون حديثا العمليات التي تحتوي على مخاطرة، مثل عمليات الدماغ
والأدوية العاجلة.
والمتخرجون
الذين يرغبون بالتخصص في مجالات تحتوي على مخاطر عالية يتم تسريع تخصصهم من خلال
دراسة عامين في مرحلة ما بعد التخرج، في محاولة من الحكومة لمعالجة النقص.
و"عندما
يذهب المهاجمون إلى المستشفيات فهم يدخلونها مدججين بالرشاشات وبمجموعة مكونة من
أربعة إلى خمسة أشخاص". و"لا يمكن للطبيب حماية نفسه بسلاحه الصغير أو
التحرك بسرعة هذه العصابات".