تناول معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، الطائرات المسيرة التي تملكها إيران، ومدى الخطر الذي تشكله على خصومها.
وبحسب الخبير الأمني في المعهد فرزين نديمي، فإن إيران تستخدم تكنولوجيا الطائرات المسيرة دون طيار "لإعادة إحياء الموقف الرادع الذي شوهته العمليات الأخيرة من القتل المستهدف، والهجمات على المواقع العسكرية والنووية، والانتفاضات المحلية الشعبية".
وتابع بأن إيران "تدّعي امتلاكها الأسطول الأكثر قوة وتنوعاً من الطائرات بدون طيار في الشرق الأوسط، وقد حققت بالفعل تقدماً كبيراً في هذا المجال خلال العقود الأخيرة. فالطائرات المسيرة الإيرانية تُستخدم على نطاق واسع من قبل وكلائها في المنطقة منذ عام 2004 على الأقل، ما يشكل تهديداً مطلقاً من كافة النواحي يصعب كشفه والتصدي له.
ونوه التقرير إلى أن التلفزيون الإيراني بث في 29 أيار/ مايو، مشاهد عن "قاعدة للطائرات المسيرة تحت الأرض وسرية للغاية" يديرها الجيش النظامي، في مكان ما غرب إيران.
وتُظهر اللقطات التي عرضتها المحطة التلفزيونية مراسلاً شاباً يصعد على متن مروحية من طراز "بيل 214" تقلع من "قاعدة كرمانشاه الجوية الأولى للجيش" وفقاً لبعض التقارير، ليسافر معصوب العينين لمدة أربعين دقيقة باتجاه الموقع السري.
وهناك، انضم إليه طاقم تصوير عسكري ليصحبه في جولة في الموقع، قبل إجراء مقابلة مع قائد "أرتيش" اللواء عبد الرحيم الموسوي ورئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، اللواء محمد باقري من "الحرس الثوري الإسلامي" الإيراني، اللذيْن كانا يزوران المنشأة أيضاً. ومن داخل شبكة الأنفاق الكبيرة تحت الأرض - والتي تبدو مشابهة جداً لقاعدة صواريخ تابعة لـ "الحرس الثوري" - تُعرض على المراسل صفوف من الطائرات المسيرة، من بينها جميع الطرازات المهمة تقريباً المتواجدة في خدمة "القوات المسلحة الوطنية".
ونوه المعهد إلى أن بعض هذه الطائرات كان لا يزال نماذج أولية، مثل طائرة "فوتروس" التي تعتبر أكبر الطائرات المسيرة الإيرانية، ويبلغ طول جناحيها أكثر من 16 متراً.
وفي مقطع الفيديو، تظهر طائرة "كمان-22" مع صاروخين من نوع "حيدر" تحت جناحيها. ويشار إلى أن صاروخ "حيدر-2" الذي يزيد حجمه بعض الشيء عن النسخة الأولى ويتجاوز مداه الـ200 كيلومتر وفقاً لبعض التقارير، يحمل بعض التشابه مع صواريخ كروز من نوع "القدس" و"القدس-2" التي يستخدمها الحوثيون ضد المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. وقد أُطلِق على الطائرة المزودة بصاروخ "حيدر-2" لقب "طائرة كروز مسيرة استراتيجية"، وهي تعمل إما بمحرك توربيني نفاث صغير تشيكي الصنع من طراز "تي جي-100" أو على الأرجح بنسخة إيرانية منه تدعى "تي 10 إس تولو-10"، والتي تعمل أيضاً على تشغيل صواريخ "القدس". ولا يُعرف عن حالات تم فيها وضع صواريخ "كمان-22" أو "صواريخ كروز "حيدر" في الخدمة.
اقرأ أيضا: قناة إسرائيلية تكشف أسباب تصعيد الهجمات في سوريا
وظهرت في الفيديو عدة "مسيّرات انتحارية" من نوع "كيان-2"، والتي تم الكشف عنها للمرة الأولى في عام 2019 ويبلغ مداها حوالي 1000 كيلومتر، إلى جانب طائرات "كرار" المتعددة الأهداف ذات المدى الذي يصل إلى حوالي 700 كيلومتر، وتم الكشف عنها عام 2010.
ومسيّرة "كرار" هي أول طائرة نفاثة بدون طيار طورتها "شركة صناعات الطائرات الإيرانية"، وتُستخدم بشكل رئيسي للاستهداف والقصف الجوي، وتحمل قنبلة واحدة تزن 250 كيلوغراماً للغرض الأخير.
بالإضافة إلى ذلك، شملت الطائرات المسيرة الأخرى المعروضة في التقرير طائرات استطلاع من نوع "مهاجر-6" و"أبابيل-5"، وطائرة مهاجمة بدون طيار ومسيّرة انتحارية صغيرة تتمتع ببعض أوجه الشبه الديناميكية الهوائية مع الذخيرة المتسكعة الإسرائيلية من طراز "هاروب".
"عرض خادع"
حول التكهنات بوجود القاعدة في دالاهو، وهي منطقة جبلية تبعد حوالي 100 كيلومتر غربي كرمانشاه، قال المعهد إنه "في الواقع، لا تكشف صور الأقمار الصناعية المفتوحة المصدر عن أي بنية تحتية عسكرية ذات أهمية في منطقة دالاهو. لكن قاعدة (الشهيد آسيايي) تتضمن ما لا يقل عن مدخلين مدعمين بالخرسانة لما يبدو شبكة أنفاق تحت الأرض، مع منحدرات خرسانية مجاورة فوق الأرض يمكن استخدامها لإطلاق طائرات مسيرة بمساعدة محركات صاروخية".
ومع ذلك، فإنه لا يمكن رؤية أي مدرج للطائرات بدون طيار، وتستغرق المسافة البالغة 320 كيلومتراً بين قاعدتي "مسجد سليمان" و"كرمانشاه" أكثر بكثير من أربعين دقيقة بالطائرة. ويمكن لطائرة هليكوبتر نموذجية من طراز "بيل 2014" من النوع الظاهر في الفيديو أن تحلّق بسرعة 200- 250 كيلومتراً في الساعة، ولا تقطع أكثر من 130- 150 كيلومتراً في تلك الفترة.
وأضاف أن "المسافة المقطوعة تجعل قاعدة الصواريخ الباليستية الكبيرة "الإمام علي" التابعة للحرس الثوري الإيراني بالقرب من خرم أباد موجودةً ضمن نطاق الطوافة. لذلك فإن من المحتمل أن تكون إيران قد جلبت طائرات "أرتيش" المسيرة، التي تُستخدم بانتظام في الاستعراضات العسكرية والعروض العامة في جميع أنحاء البلاد، إلى قاعدة الصواريخ التابعة للحرس لإثارة إعجاب المراقبين عند التفاخر بأسطولها".
ففي آذار/ مارس، قام الحرس الثوري بخطوة مشابهة، حيث استعرض أعداداً كبيرة من الذخائر المتسكعة "شاهد-131" و"شاهد-136" داخل قاعدة صواريخ تحت الأرض، موجودة على الأرجح في "جزيرة قشم" في الجنوب بالقرب من مضيق هرمز.
وفي الوقت نفسه، ربما كان خيار "أرتيش" تنظيم هذا العرض بمثابة محاولة لدحض الدعاية السيئة الأخيرة التي عانت منها "القوات المسلحة الوطنية"، وخاصة قواتها الجوية، عندما أدى تحطم الطائرات المأهولة إلى مقتل طيارين شباب، بحسب المعهد.
وخلص التقرير إلى أن "تشغيل وصيانة هذه المجموعة المتنوعة من الطائرات المسيرة المعروضة في تقرير التلفزيون الإيراني سيكونان مصدر إزعاج لأي مشغّل أو فني إيراني، كونها تتطلب مجموعة من محطات التحكم والمعدات والمركبات المختلفة - وغير المتوافقة. لذلك فإن من الواضح أن العرض هو حدث نُظِّم على عجل".
وأضاف أنه "في الوقت نفسه، قد يكون استعراض إيران المخادع للقوة [مجرد] محاولة لمواجهة التقارير المتواصلة عن تحطم طائرات مسيرة متفجرة صغيرة غير معروفة في مواقع عسكرية ونووية إيرانية حساسة، فضلاً عن القتل المستهدف لمسؤولين عسكريين إيرانيين، وكلها أحداث أدت إلى إضعاف الشعور بالأمان والردع لدى إيران".
"نيويورك تايمز" تكشف تفاصيل هجوم بارشين جنوبي طهران
إيران تحتجز ناقلتي نفط ترفعان علم اليونان.. وأثينا تحتج
إيران ترجح اجتماعا ثنائيا مع السعودية في "دولة ثالثة"