نشر موقع "أياركس" الروسي تقريرا
تحدث فيه عن التأثيرات الاقتصادية المحتملة للانتخابات الرئاسية الأمريكية على الأسواق
العالمية.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته
"عربي21"، إن استطلاعات الرأي تظهر تفوق مرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن
على مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب، لكن لا يبدو أن لهذه النتيجة تأثيرا على الأسواق
العالمية. ولكن الأمر المؤكد أن نتائج الانتخابات الرئاسية ستؤثر على السياسة الاقتصادية
التي اتبعها ترامب في السنوات الماضية.
وذكر الموقع أنه وفقا لتقارير نشرت من
طرف شبكة "سي إن إن"، فإن مؤشرات سوق الأسهم سبق وتنبأت بنتائج الانتخابات.
فعلى سبيل المثال، عندما ينخفض مؤشر "إس وبي 500" في الأشهر الثلاثة التي
تسبق الانتخابات الرئاسية، فذلك يعني أن رئيس البيت الأبيض الحالي خسر الانتخابات بنسبة
88 في المئة في معظم الولايات. وفي الواقع، لم تطرأ على السوق تغييرات خلال الأشهر
الثلاثة الماضية، مما دفع المستثمرين إلى الاعتقاد بأن النتيجة ستكون قريبة جدا من التوقعات.
يعتقد الخبراء أنه في حال حسمت نتائج الانتخابات
لصالح ترامب ليحظى بولاية رئاسية ثانية، فإن سوق الأسهم سوف يشهد انتعاشا لأن ذلك سوف
يضمن استمرارية سياسته، خاصة من حيث احتمال التخفيضات الضريبية. ومع ذلك، قد لا يكون
لإعادة انتخاب ترامب لولاية ثانية تأثير كبير على السوق مثلما كان الوضع عند انتخابه
قبل أربع سنوات (عندما كانت فرص فوزه ضئيلة).
وأوضح الموقع أن تأثير فوز بايدن في السباق
الرئاسي على سوق الأسهم يختلف عن تأثير فوز منافسه. ويعود ذلك بالأساس إلى خطة ميزانية
بايدن التي تقترح زيادة الإنفاق الحكومي وزيادة الضرائب على الشركات والعائلات التي
يفوق دخلها السنوي 400 ألف دولار. كما أن إقرار مشروع قانون يخدم هذه الخطة يعتمد على
نيل الديمقراطيين الأغلبية في مجلسي النواب والشيوخ. وعلى هذا النحو، سيركز المستثمرون
على نتائج انتخابات مجلس الشيوخ الأمريكي، جنبا إلى جنب مع الانتخابات الرئاسية.
ومن غير المستبعد أن يتفاعل المستثمرون
بشكل سلبي مع سياسة الترفيع في الضرائب. تدعو خطة بايدن إلى إلغاء قانون التخفيضات
الضريبية ورفع معدل الضريبة على الشركات من 21 إلى 28 بالمائة، مما سيقلل من
قيمة الأرباح على أسهم إس وبي 500 بنسبة تتراوح بين 5 و9 في المئة. بالإضافة إلى ذلك،
هناك خطر مضاعفة معدل الضريبة تقريبا على أرباح رأس المال وإيرادات الأرباح من 24 إلى 43 بالمئة.
وأشار الموقع إلى أن تأثير الزيادات الضريبية
قد يكون مؤقتًا، ومن المتوقع أن يركز المستثمرون في نهاية المطاف على تأثير الإنفاق
الحكومي المتزايد على الاقتصاد. من جانبهم، أشار خبراء البنك الاستثماري العالمي
"غولدمان ساكس" إلى أن فوز بايدن ووصول الديمقراطيين إلى مجلس الشيوخ الأمريكي
قد يدفعهم إلى تحديث توقعاتهم بشأن الاقتصاد الأمريكي. وقد يزيد ذلك من احتمال الحصول
على حزمة حوافز مالية لا تقل عن تريليوني دولار في مطلع 2021، تليها زيادة الإنفاق
على البنية التحتية والطاقة الخضراء والقطاعات الحيوية مثل الصحة والتعليم.
وذكر الموقع أن الانتخابات المثيرة للجدل
التي تستمر لأسابيع تؤثر سلبا على السوق المالي، مثلما جرى الأمر أثناء معركة الرئاسة
لعام 2000، التي واجه فيها جورج بوش الابن آل غور. وخلال هذه الفترة، كانت هناك العديد
من عمليات إعادة فرز الأصوات وقرارات المحاكم التي نتج عنها تقلبات في السوق، وانخفاض
مؤشر أسهم إس وبي 500 بنسبة 8 في المئة تقريبًا. وفي جميع الأحوال، قد تكون نتائج الانتخابات
هذه المرة أكثر إثارة للجدل في ظل إمكانية طعن ترامب في النتائج.
كان الكثير من الأشخاص يعتقدون أن انتصار
ترامب في 2016 سيتسبب في انخفاض سوق الأسهم وتراجع متوسط مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة
900 في المئة كنتيجة أولية. لكن عقب الانتخابات استمر متوسط مؤشر داو جونز الصناعي
في الارتفاع حتى 2018. ونتيجة لذلك، توقع المستثمرون أن تؤدي التخفيضات الضريبية وتحرير
القيود إلى نمو اقتصادي أقوى.
وعلى الرغم من أن رد فعل سوق الأوراق المالية
كان إيجابيًا على احتمال التخفيضات الضريبية وإلغاء القيود قبل أربع سنوات، غير أن
الحرب التجارية التي تلت ذلك مع الصين ساهمت في زيادة تقلبات السوق. وبشكل عام، يساعد
التحلي بالمرونة والاطلاع على مجموعة واسعة من الفرص على اتخاذ قرارات استثمارية مربحة
أكثر.
اقرأ أيضا: ترامب يشتكي من "تزوير" وبايدن يريد احتساب "كل الأصوات"
توقعات ببقاء الدولار ضعيفاً سواء فاز بايدن أم ترامب
ارتفاع كبير للأسهم الأمريكية تزامنا مع الانتخابات
"عربي21" ترصد خيوط "لعبة النفط" في سباق الرئاسة الأمريكية