تحدثت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، عن خطوة "الكرم المفاجئ" من قبل زعيم الانقلاب المصري، عبد الفتاح السيسي، تجاه المعتقلين السياسيين في مصر، مؤكدة أن إطلاق سراحهم مرتبط بالانتخابات الأمريكية.
وأوضحت الصحيفة في مقال نشرته للكاتب تسفي برئيل، أن المصري شادي أبو زيد، "منذ 2015، يستخدم خياله ومؤهلاته الساخرة من أجل أن يطلق سهامه إلى المشكلات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في مصر"، منوهة إلى أن "أساس نجاحه المهني الساخر طوره من خلال برنامج "أبلة فاهيتا"، الذي في إساسه يوجد شخصية كاريكاتورية تفحص الواقع في مصر".
وأضافت: "يمتنع أبو زيد عن التعامل بالسياسة مباشرة؛ خوفا من أن يعتقل، ولكن عن طريق السخرية نجح في أن يضع مرآة مقعرة أمام النظام، وتحول لمدون في "يوتيوب" يتابعه ملايين المشاهدين".
ولفتت إلى أن اعتذار أبو زيد عن فيلمه الذي نشر في "يوم الشرطي" عام 2016، لم ينه ملاحقة جهاز النظام المصري له، حيث اعتقل في أيار/ مايو من العام ذاته، "ونقل سرا لمركز شرطة قرب القاهرة للتحقيق معه. وفي السنتين التاليتين، مكث في المعتقل دون محاكمة؛ بتهمة الانتماء لتنظيم معاد ونشر أمور كاذبة، وهي اتهامات معتادة يستخدمها النظام ضد منتقديه، وبها اعتقل وحوكم عشرات آلاف المواطنين المصريين".
وبحسب تقديرات منظمات حقوق الإنسان، يوجد في المعتقلات والسجون في مصر أكثر من 60 ألف شخص اليوم، وهو "رقم تنفيه الداخلية المصرية، بزعم أن هؤلاء مجرمون".
وذكرت أن السلطات المصرية أطلقت سراح أبو زيد الأسبوع الماضي، و"من غير الواضح إذا كان سيقدم للمحاكمة أم لا، علما بأن القانون المصري يسمح باعتقال الشخص دون محاكمة حتى عامين، لكن ليس هناك عائق أمام تمديد الاعتقال حسب الحاجة".
ونوهت بأن "نظام عبد الفتاح السيسي الذي لا يفسر قراراته، خاصة فيما يتعلق بالمعتقلين، فإن إطلاق سراح أبو زيد طرح فورا تخمينات تقول إن السيسي ربما بدأ بالتأثر من الضغط الدولي الممارس على مصر، لإطلاق سراح سجناء، وتخفيف ملاحقة الخصوم والمعارضين السياسيين".
الديكتاتور المحبب
وأرسل الأسبوع الماضي 200 من أعضاء البرلمان من دول أوروبا رسالة للسيسي، تطالبه بإطلاق سراح سجناء الضمير، إضافة لـ56 من أعضاء الكونغرس الأمريكي أرسلوا رسالة مشابهة.
ونبهت "هآرتس" إلى أن "عرائض ورسائل ومطالبات لمنظمات حقوق الإنسان الدولية ونشطاء مصريين يتم رميها في سلة القمامة بشكل عام، ولكن عندما يرفع أعضاء كونغرس صوتهم، فهذا يمكن أن يأخذ القصة في اتجاه آخر".
وأشارت إلى أن "السيسي، الذي ينتظر بفارغ الصبر نتائج الانتخابات في الولايات المتحدة، يفهم أن صديقه المقرب دونالد ترامب (الذي وصف السيسي بـ "الديكتاتور المحبب إليه") سيفقد مكانه في البيت الأبيض، ومن أجل استقبال جو بايدن، من المفضل له أن يعرض بعض التصرفات اللطيفة مع المعتقلين".
وقالت: "إذا كان حقا هذا هو السبب الذي من أجله يظهر نظام السيسي كرمه تجاه المعتقلين السياسيين، من بينها إطلاق سراح صحفيتين متهمتين بنشاط ضد النظام، فهنا يوجد سبب للتفاؤل الحذر".
وأما الاحتمالية الأخرى لإطلاق النظام المصري سراح بعض المعتقلين السياسيين، بحسب الصحيفة، " فتنبع من رغبته في إرضاء الناخبين في الانتخابات البرلمانية، التي بدأت نهاية الأسبوع، وستستمر حتى بداية تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، وهي غير واردة على الإطلاق".
وتابعت: "على الرغم من منافسة أكثر من 4 آلاف مرشح على 568 مقعدا من بين 596، حيث سيعين الباقي السيسي، إلا أن الانتخابات تعدّ عملية خداع؛ لأن نتائجها معروفة مسبقا"، متوقعة هبوط نسبة المصوتين في الانتخابات المصرية، لأن "الثقة بالبرلمان معدومة".
وأفادت بأن "حزب السلطة سيواصل كونه واجهة عرض لعملية ديمقراطية مشكوك فيها، لكنها ستعطي النظام دعما قانونيا لقراراته"، موضحة أن بعض حركات المعارضة "قررت التنافس في هذه الانتخابات، فقط كي تستطيع أن تواصل وجودها".
وقدرت أن "وجود السيسي مهدد من رد فعل حركات الاحتجاج التي تعرف كيف تثير الشارع، ومن وسائل الإعلام المعادية، التي تعمل في أرجاء الشبكات الاجتماعية"، معتبرة أن "إطلاق سراح المعتقلين هو ورقة مساومة سياساتية وليس سياسية".
سفير سابق: مخاوف إسرائيلية على مستقبل نظام السيسي
جنرال إسرائيلي يدعو لتعزيز دور مصر.. ما علاقة المصالحة؟
المونيتور: قيمة قناة السويس الاقتصادية تتضرر بتطبيع الإمارات