عزام: النصرة حصلت على السلاح من "الأركان" رغم "كفرها"

كشف رئيس مجلس إدارة جريدة "أخبارك أون لاين"، حذيفة عبد الله عزام، أن جمال معروف قائد "جبهة ثوار سوريا" قام ببيعة "جبهة النصرة" بيعة سرية قبل أن تنقلب عليه الجبهة، وتستولي على سلاحه ومقراته.

وأضاف حذيفة عزام عبد الله في الجزءين الثاني والثالث من شهادته على أحداث حصلت مع "جبهة النصرة وفصائل من الجيش الحر"، أن الجبهة كانت تحصل على سلاح من مقر قيادة الأركان المشتركة بالقرب من الحدود التركية باسم "كتائب وألوية شهداء سوريا".

سلاح الأركان

قال حذيفة عبد الله عزام إن "جبهة النصرة" حصلت على أسلحة من مقر قيادة الأركان المشتركة بالقرب من الحدود التركية باسم "كتائب وألوية شهداء سوريا"، المكون الأساسي في "جبهة ثوار سوريا" التي انحلت بعد مهاجمة "النصرة" و"جند الأقصى" لمقراتها والاستيلاء على سلاحها.

وجاء ذلك في سلسة تغريدات لـ"عزام" على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" شهد فيها على أحداث الساحة، المتعلقة بمعارك جبهة النصرة مع فصائل الشمال السوري.

وساءل حذيفة عزام جبهة النصرة مستنكرا: "ألم يكن (أبو حسن البارة) الذي كان قياديّا في جبهة النصرة قبل أن ينتقل إلى داعش، بعد الخلاف بين النصرة وداعش- ألم يكن أبو الحسن البارة- يضع على سيارات جبهة النصرة ملصقات (كتائب وألوية شهداء سوريا) - قبل أن تتحول إلى جبهة ثوار سوريا-، ويذهب إلى مقر القيادة المشتركة في أطمة ويستلم السلاح لصالح جبهة النصرة وكل هذا بفضل الله ثم جمال معروف؟".

وانتقل عزام إلى مخاطبة عناصر "جبهة النصرة"، حيث قال: "فهل ذكرت لك قيادتك يا جندي النصرة هذا الإحسان وتلك الشهامة والأيادي البيضاء لجمال معروف على جبهة النصرة، أم اكتفت بذكر مفاسده ومساوئه وفساده؟".

الجدير بالذكر أن جبهة ثوار سوريا أعلنت حل نفسها في أعقاب دخول جبهة النصرة إلى أبرز معاقلها في "دير سنبل" قبل أكثر من عام ونصف.

مراقبون قالوا إن شهادة عزام إن ثبت صحّتها، فإنها تنسف الموقف الرائج عن "جبهة النصرة" من هيئة الأركان، حيث أفتى زعيمها "أبو محمد الجولاني" بردة وكفر "هيئة الأركان"، أثناء كلمته الصوتية، التي رثى فيها "أبا خالد السوري" القيادي في حركة أحرار الشام الإسلامية عندما اغتالته "داعش"، حيث قال الجولاني في خطابه: "خلافنا مع جماعة الدولة لا يمنع من وجود جماعات تقاتلها، وقعت في ردة وكفر، كالائتلاف وهيئة الأركان، كونهم يعملون على جيش وطني يسعى لتثبيت حكومة علمانية والقضاء على مشروع إسلامي راشد".

الشهادة في معروف

وقال: "ألستم من أوفد الأخ (حذيفة الليبي) الشرعي الدعوي -والرجل مازال حيا في منطقة الساحل إلى جمال معروف، وكانت مهمته العلنية الدعوة، ومهمته السرية اختراق جمال معروف، وأقام الأخ حذيفة الليبي قرابة عام ونصف في دير سنبل وكان يخطب الجمعة في دير سنبل والبارة وجبل الزاوية عموما فما التقرير الذي قدمه لقيادة النصرة عن جمال معروف؟".

وأضاف: "لماذا لا تخرجون شهادة الأخ حذيفة الليبي في جمال معروف وقد عاش عنده عاما ونصف العام؟ لأنها لا تخدمكم وسأذكر شهادته لأنكم لم ولن تذكروها، شهد حذيفة الليبي (شرعي جبهة النصرة) لجمال معروف بالعبادة والمواظبة على الصلاة والسنن والصيام وعدم التبعية للغرب والأخلاق الحميدة".

وأوضح: "فهل أخبرت قيادة جبهة النصرة عناصرها بهذه الشهادة؟ هذه ليست شهادتي بل شهادة شرعيكم وهو حي يرزق، وقد عاش مع الرجل سنة ونصف السنة، وأزيدكم، ساهم الأخ حذيفة الليبي بالتقريب بين جبهة النصرة وجمال معروف".

معروف والبيعة السرية

وقدم حذيفة عزام "شهادة أحد أمراء جبهة النصرة وعلاقته بعبد العزيز القطري، قائلا ولكي تقر عيون القوم سأنقل شهادة شاهد من أمراء النصرة وقيادييها".

وأضاف: "لقد كانت العلاقة بين أبي عبدالعزيز القطري وجمال معروف علاقة قوية ومميزة وكان يأتيه كل أسبوع فيعظه وكان جمال معروف يبكي من مواعظ أبي عبدالعزيز القطري".

وأوضح: "لقد بلغ الأمر من قوة العلاقة والثقة بين الرجلين أن أخذ أبو عبد العزيز القطري (بيعة سرية) من جمال معروف للنصرة".

وشدد على أن "الشيخ الجولاني يعرف هذا الكلام وأبو الحسن البارة يعرف هذا الكلام وأبو محمد عطون يعرف هذا الكلام، وكان حذيفة الليبي موجوداً وشاهداً على هذا الكلام وشهد البيعة السرية التي أخذها أبو عبد العزيز القطري من جمال معروف لجبهة النصرة وبعد ذلك تطورت الكتائب والألوية لتصبح جبهة ثوار سوريا".

من قتل القطري؟

وانتقل حذيفة عزام إلى "شهادة أمير معتبر في جبهة النصرة عن حادثة مقتل أبي عبدالعزيز القطري وهو (أبو الحسن تفتناز) والرواية له بتصرف في اللفظ".

ونقل رواية أبو الحسن تفتناز، أحد أمراء جبهة النصرة، وجاء فيها: "سمع أبو عبد العزيز القطري بفرية (اغتصاب المهاجرات) وكان في البارة فجن جنونه وركب سيارته ولقوة علاقته وشدة ثقته بجمال معروف لم يصطحب معه المرافقة ووصل إلى (دير سنبل) وكانت اشتباكات على أشدها مع داعش والوضع الأمني سيئا للغاية".

وأفاد أن "أبا عبد العزيز سمع أيضا أن جمال معروف يقتل أي مهاجر على الحاجز دون تفرقة بين داعشي وغيره فاستشاط غضبا وركب سيارته ولم يصطحب معه أحدا ووصل دير سنبل".

وتابع: "وأراد أن يدخل على جمال وكان الأخير في اجتماع فمنعه حرس جمال من الدخول فأخذ يرفع صوته ويقول أريد مقابلته فورا فالأمر لا يحتمل التأجيل، وسمع جمال معروف الجلبة والضجة في الخارج وعرف صوت أبي عبدالعزيز فنادى بصوته: اسمحوا للشيخ أبي عبد العزيز بالدخول".

وسجل أنه دخل وبدأ يتحدث بأعلى صوته وهو يحترق من الداخل ويقول: "اتق الله يا أبا خالد اتق الله في المهاجرين اتق الله في أعراضهم، ما ذنب المهاجرين لتأخذوهم بجريرة بعضهم، وكان بجوار جمال معروف رجل من أتباعه ذبحت داعش أخاه بالسكين قبل الاجتماع بساعتين فظن الرجل أن أبا عبدالعزيز من داعش فأطلق عليه النار من مسدسه فقتله".

وشدد على أنه "هنا صعق جمال وأسقط في يده ولم يدر ما يفعل فإن أعلن الأمر في هذا الظرف لن يصدقه أحد وسيكون المتهم الرئيس في قتل الشيخ أبي عبد العزيز فقرر أن يكتم الأمر ولا يعلنه حتى تمر الظروف ويفكر كيف يعمل؟! وهو مدان دون شك لإخفائه الأمر وعدم إعلانه عنه".
  
وأكد: "هنا تنتهي رواية أبي الحسن تفتناز عن قصة مقتل الشيخ أبي عبد العزيز القطري ولئن صحت هذه الرواية التي لم يعلن عنها من قبل ولا يعلمها إلا القليل فإن الجزء الذي يتحمل فيه جمال وزر هذا الجرم، أترك تقديره لكل حسب رؤيته وهذه شهادة من داخل جبهة النصرة نقلتها بتمامها".

تكفير الفصائل

وتحدث حذيفة عزام عن رفض جبهة النصرة المحكمة الشرعية بينها وبين فصيلي (جبهة حق) و(ألوية الأنصار)، بسبب أن المحكمة لم تعلن بداية "كفر" الفصيلين، اللذين قتلت النصرة رجالهما واستولت على سلاحهما قبل ذلك.

 وقصة جبهة حق أن يوسف الحسن كان رجلا من الجيش الحر لكنه كان يحب حركة أحرار الشام ويميل إليها، وجاء ذات مرة للشيخ الحموي ليبايعه ومعه في المجلس أبو عبد الملك وأبو طلحة الغاب -رحمهم الله- جميعاً، فقال له الشيخ الحموي -رحمه الله-: يا يوسف إذا بايعت الأحرار فسيقطع عنك الدعم وأنت تعطينا وتعطي غيرنا من الدعم الذي يأتيك فليكن ظاهرك جيش حر وباطنك أحرار، وأشار الشيخ الحموي على أبي عبدالملك الشرعي أن يكتب له ميثاقا واختار أبو طلحة الغاب له اسم (جبهة حق).

وتابع: "وكان نشاط الجبهة في أرياف حماة وكان يوسف الحسن لا يبخل بالدعم على أي طرف وكان يعطي الأحرار والنصرة وجند الأقصى وكان يدخرهم في المعارك ضد النظام، وكان مثقال العبدالله أيضا من العرب الخلص، تجد فيه شهامة البدوي وكرمه وإن كان التزامه بسيطا لكنه كان محافظا على الصلاة وهذا أشهد له به".

وطالت هذين الفصيلين التهمة ذاتها وبدأ الزحف وبدأت محاولات وقف النزيف وثني النصرة عن ذلك، وتحركت حركة أحرار الشام محاولة وقف النزيف وعادت قضية التحاكم إلى شرع الله مرة أخرى إلى الواجهة".

وأضاف: "وشكلت محكمة قبلت بها جبهة النصرة على رأسها الشيخين أبي موسى وأبي البخاري، وعادت المعاناة من جديد، العسكر على الأرض يتقدمون ولا يبالون بالمحاكم، والشرعيون يمرمرون الشيخين أبا موسى وأبا البخاري والشيخ حسام، ثم ما يلبث أن يمضي حتى يعود القوم من جديد إلى وضع شروط تعجيزية للقبول بالمحكمة التي قبلوا بها ابتداء".

وشدد على أن "آخر شرط تعجيزي لعدم القبول بالمحكمة هو أن المحكمة لا تكفر جبهة حق وألوية الأنصار وهذا كلام شرعيهم (أبي عبدالله طعوم)، وكان هذا الشرط التعجيزي بمثابة إطلاق رصاصة الرحمة على المحكمة".

وذكر أسماء "الفصائل التي اندرست على يد غلاة النصرة وصولا إلى هذه المرحلة، لواء ذئاب الغاب، لواء شهداء إدلب، كتائب شهداء سوريا، جبهة ثوار سوريا، حركة حزم خان السبل، جبهة حق المقاتلة، ألوية الأنصار، خط النار، أبو العلمين، صقور الغاب، اللواء السابع، والفرقة 13".


اعتذار لصادقي النصرة

وقال حذيفة: "أعتذر لأسود جبهة النصرة الرابضين على ثغور المسلمين والمرابطين على نقاط التماس مع العدو، وأعتذر لكل مهاجر صادق خرج من دياره نصرة لدينه والمستضعفين يروم رضى الله والجنة، وأعتذر للصادقين المخلصين من المجاهدين في جبهة النصرة".

وتابع: "أعتذر لتيار بأكمله داخل الجبهة؛ فأعتذر للشيخ الفاضل أبي مارية القحطاني وأعتذر للدكتور مظهر الويس وأعتذر للدكتور أبي البراء وأعتذر للشيخ علي العرجاني أبي الحسن الكويتي وأعتذر للأخ الحبيب عيسى الشامي وليعذرني من فاتني ذكره، أستميحكم عذرا جميعا فلستم المقصودين بكلامي".

وأضاف: "أشهد الله أنني كنت أود أن أصمت عنها ما حييت لو توقف القوم عن استهداف إخوانهم ولو اقتصرت مدافعهم على التوجه نحو العدو، ولكنهم أبوا فعذرا عذرا أحبابي وإخواني".

وأوضح: "إن تصفية 14 فصيلا وإخراجهم من الساحة وعزمهم على تصفية البقية بالطريقة ذاتها عملا بدستور (إدارة التوحش) لإقامة إمارة المتغلب على حساب دماء المسلمين وأموالهم وعتادهم أمر يأثم فيه شرعا كل من علمه وسكت عنه وأنا أولهم".

وأفاد: "عذرا إخواني فدماء المسلمين عند الله أغلى وأعز، والسكوت عليها جريمة، ولو كان الأمر خطأ أو اثنين أو ثلاثة وكان إيقافه متاحا ولم يك (منهجا) للقوم ما كنتم لتقرؤوا هذه الكلمات، ولكنه نهج ومخطط مرسوم وفكر عشعش في رؤوس القوم ودأبوا عليه وساروا فيه ظنا منهم أنه قابل التطبيق ممكن التحقيق".

وزاد: "إن الثمن تدفعه الأمة بأسرها ولم نجد طريقة لإيقاظهم وهزهم وإيقافهم إلا هذه بعد أن صموا آذانهم، إذ غرتهم قوتهم فجعلتهم لا يلقون بالا لأحد ولا يلتفتون لنصح ولا وعظ، وهنا كان لا بد من إسماع دوي مدافعهم صوت صرير أقلامنا نصرة لهم ظالمين كما نصرناهم مظلومين، وإيقاظا وتنبيها ومعذرة إلى البارئ جل وعلا ولعلهم يرجعون".