مقابلات

الرحبي: تحرير صنعاء بات قريبا.. والمشروع الإيراني يترنح

الرحبي: الحسم العسكري هو الخيار الأوحد بعد نكوص الحوثيين عن الحل السياسي - عربي21
الرحبي: الحسم العسكري هو الخيار الأوحد بعد نكوص الحوثيين عن الحل السياسي - عربي21
الرئيس هادي يعود إلى عدن خلال أقل من أسبوع.. وعودة الحكومة نصر كبير

الحسم العسكري هو الخيار الأوحد بعد نكوص الحوثيين عن الحل السياسي

لن نشارك في أي حوارات إلا عقب تنفيذ الحوثي لقرار مجلس الأمن 2216

الثقة قائمة بين المقاومة الشعبية والحكومة.. وبدأنا بدمج المقاومة بالجيش


قال السكرتير الصحفى لمكتب الرئاسة اليمنية، مختار الرحبي، إن عملية تحرير صنعاء بدأت منذ دخول أول مصفحة عسكرية لقوات التحالف إلى مأرب، مؤكدا أن ساعة الصفر لتحرير المدينة باتت "قريبة جدا".

وأضاف في حوار خاص مع "عربي21" أن المشروع الإيراني في اليمن يترنح حاليا، ويكاد يسقط بعد عاصفة الحزم، ذاهبا إلى أنه "سيسقط تماما بعد دخول قوات الشرعية لكل مناطق اليمن، وسيطرتها عليها خلال الفترة القادمة".

وتوقع أن يعود الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى عدن "خلال فترة لا تتجاوز أسبوعا"، واصفا عودة الحكومة اليمنية إلى عدن بأنها "أكبر انتصار تم تحقيقه بعد الانتصارات العسكرية على أرض الميدان".

وأكد الرحبي أن جماعة أنصار الله (الحوثيين) ومؤيدي الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح "يعيشون أسوأ مراحل حياتهم على الإطلاق، وخاصة أن الثقة بين قواعدهم وقادتهم منعدمة" على حد قوله.

وإلى النص الكامل للحوار:

* ما تفسير عودة الحكومة اليمنية لممارسة أعمالها في الداخل؟

- هذه العودة حتمية ومهمة جدا في ظل الظروف الراهنة، وخاصة بعد تحرير مناطق شاسعة باليمن، ويمكن القول إن الجنوب بشكل كامل تم تحريره، فقد تحررت الضالع وعدن وشبوة وأبين، بالإضافة إلى أن أكثر من 80 بالمئة من مدينة تعز بيد المقاومة، وبالتالي فالعودة كانت ضرورية لإعادة ترسيخ الأمن والاستقرار، وتسهيل عودة النازحين الذين يقدر عددهم بأكثر من 50 ألف نازح، وهناك ملفات كثيرة جدا لا بد للحكومة العمل على إيجاد حلول لها.

وستكون عودة الرئيس وأعضاء الحكومة نهائية، فلن يعودوا إلى الرياض مرة أخرى، وسيكون مقرهم الدائم في عدن.

* ما التداعيات المترتبة على هذه العودة؟

- عودة الحكومة التي كانت منفية خارج اليمن؛ هو أكبر انتصار تم تحقيقه بعد تحقيق الانتصارات العسكرية على أرض الميدان، وهذه العودة بمثابة عودة الشرعية، وسترفع من معنويات المقاومة في المناطق الأخرى؛ لتسرّع من وتيرة الحسم ضد الانقلابيين، إضافة إلى أنه سيكون لها تأثير إيجابي وانعكاسات هامة جدا على التحالف والمقاومة والجيش وأبناء اليمن.

* هناك من يرى أن قرار العودة جاء متأخرا، فما رأيك؟

- بالفعل جاء متأخرا، لأنه كانت لدينا مشاكل كثيرة في عدن عقب التحرير مباشرة، وهو ما عرقل عودة الحكومة، لكن كان ينبغي عليها العودة فور تحرير عدن، إلا أن أعضاءها ورئاسة الوزراء كان لديهم حسابات أمنية، ولم يكن لديهم مقر للاجتماعات، بسبب التدمير الكامل للبنى التحتية في المدينة.

ولكن؛ أن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي. وعودة الحكومة في مثل هذه الظروف ستكون عاملا أساسيا لعودة الأمن والاستقرار والتنمية وهيبة الدولة، وتعجل من وتيرة إعادة البناء وإعمار ما دمرته الحرب.

* ما هي أبرز التحديات التي تواجه الحكومة بعد العودة لليمن؟

- أهم تحدٍّ هو التحدي الأمني الذي يعصف بمدينة عدن، والذي وصل حد الاغتيالات لبعض القيادات، إضافة إلى توفير الخدمات الأساسية (مياه وكهرباء وصحة وتعليم)، فضلا عن عدم اكتمال أعضاء الحكومة حتى الآن؛ لأن عددا قليلا من الوزراء أرتضى أن يكون في صف الحوثي.

وعدن ما زالت غير مستقرة، لكنها بطبيعتها مدينة ترفض العنف والمليشيات، ووضعها الآن أفضل بشكل كبير جدا عما كانت عليه في السابق، ودمج المقاومة الشعبية الجنوبية في الجيش الوطني سيعزز من وجود الأمن.

* لماذا لم يتم تفعيل قرار دمج المقاومة بالجيش والمؤسسات الأمنية حتى الآن؟

- بالعكس؛ تم تفعيله، فقد تم استدعاء كافة المقاومين إلى بعض المعسكرات في الدولة، وتسلموا استمارات لتسجيل بياناتهم للانخراط والتدريب، وبدأت محافظة الضالع في تدريب المقاومة الشعبية في معسكرات الأمن والجيش، والعمل جار على قدم وساق في كل المحافظات.

* كيف تنظر لعلاقة الحكومة بالمقاومة الشعبية، في ظل حديث البعض عن غياب للثقة بينهما؟

- لا أعتقد أن هناك غيابا للثقة بينهما، إلا أن تواجد الحكومة في الخارج بالرياض؛ هو الذي أحدث بعض الإشكالات، لكن بعد عودة الحكومة إلى عدن أصبحت المقاومة والحكومة شيئا واحدا، فالمقاومة في أرض الميدان هي من دافعت عن الحكومة وأعادت الشرعية، والمقاومة الشعبية التي قاتلت وقدمت الكثير من الشهداء والمصابين؛ لها حق كبير وعظيم على الحكومة، ويجب أن تعتني هذه الأخيرة بملف أسر الشهداء والجرحى.

* أشار رئيس حكومة اليمن خالد بحاح، إلى أن عودة الرئيس هادي إلى اليمن أصبحت وشيكة. متى سيكون ذلك؟

- بالتأكيد؛ لن يظل رئيس الجمهورية طويلا خارج اليمن، وخاصة بعد عودة الحكومة، وإعادة تطبيع الحياة إلى عدن، وبالتالي فنحن ننتظر فقط التوقيت، الذي سيتم تحديده من قبل الحكومة، والقوات الأمنية المتواجدة في المناطق المحررة، وموعد عودة الرئيس هادي وشيك فعلا، وأعتقد أنه خلال الفترة القليلة القادمة، وسيعود أيضا رجال الدولة بأكملهم؛ ليقودوا المقاومة والتحرير من داخل الأراضي اليمنية.

* وفق تقديرك؛ هل موعد عودة الرئيس هادي سيستغرق أياما أم أسابيع أم شهورا؟

- من المتوقع أن يعود الرئيس إلى عدن خلال فترة لا تتجاوز أسبوعا، وسيقوم بتفقد الأوضاع في عدن، وتحديد الموعد على وجه الدقة تقرره القوات الأمنية، وقيادة السلطة المحلية، والحكومة، وهناك عوامل أخرى لتحديد موعد العودة داخل عدن، مثل تجهيز القصر الرئاسي الذي تم تدميره أثناء الحرب، وفور الانتهاء من إعادة ترميمه سيعود الرئيس.

* هل تتوقع حسم ملف تعز بشكل كامل خلال المرحلة المقبلة؟

- بالتأكيد، إذا ما كنا نبحث ملف تحرير صنعاء، وقطع الإمدادات عن الحوثيين من الحديدة؛ فلا بد من تحرير تعز بشكل كامل، وخاصة أن البداية الحقيقية لتحرير العاصمة صنعاء؛ ترتبط بتحرير تعز ومأرب، ولو تم تحريرهما؛ الزحف على صنعاء وتحريرها سيصبح أكثر سهولة، ولكن بعد التنسيق مع القبائل المحيطة بالعاصمة، ودعمها بالسلاح.

* متى تتوقع أن تبدأ عملية تحرير صنعاء؟

- العملية بدأت منذ دخول أول مصفحة عسكرية لقوات التحالف إلى مأرب، والبداية الحقيقية والفعلية لتحرير صنعاء؛ هي تواجد القوات العسكرية اليمنية، والتي تعد بمثابة نواة للجيش اليمني، والتي تعادل أكثر من 20 ألف جندي في مأرب، وكذلك تواجد مئات العربات المصفحة والدبابات والمعدات العسكرية الثقيلة، مع أكثر من 10 آلاف مقاتل من قوات التحالف متواجدين في مأرب، إلا أن ساعة الصفر لم تعلن بعد، وهذا تقدير عسكري بحت، ونحن الآن بانتظار الإعلان عن تلك الساعة الوشيكة والقريبة جدا.

* لكن رئيس اللجان الثورية لجماعة "أنصار الله" محمد علي الحوثي، وصف تصريحات اقتراب معركة تحرير صنعاء بأنها "مضحكة"، وقال: "الشمس أقرب إليكم من دخول العاصمة".. ما تعليقكم؟

- هذا الشخص معروف بالعجرفة والغطرسة، وهو لا يفهم العمل العسكري أو الحربي، ولا يدرك أبعاد ما يتم تجنيده من قوات التحالف والمقاومة الشعبية، وهو يحاول رفع معنويات المليشيات الحوثية وأنصار علي عبدالله صالح.

لكني أؤكد لكم أن مليشيا الحوثي وأنصار صالح؛ يعيشون أسوأ مراحل حياتهم على الإطلاق، والثقة بين قواعدهم وقادتهم منعدمة، فمعظم قيادات الحوثي هاربة ومختفية في الكهوف والجبال والأودية، وكذلك قيادات صالح الذين أعلن بعضهم الانشقاق، وآخرون فروا هاربين خارج اليمن. وبالتالي فإن تصريحات الحوثي محاولة يائسة لرفع معنويات ما تبقى من القوات الانقلابية.

* يعني هل نستطيع القول إن المشروع الإيراني في اليمن إلى زوال؟

- المشروع الإيراني في اليمن يترنح حاليا، ويكاد يسقط بعد عاصفة الحزم، وهناك محاولات للإبقاء عليه ولو بصورة مختلفة؛ ليظل شماعة يتم ابتزاز دول الخليج من خلاله، لكنه سيسقط تماما بعد دخول قوات الشرعية لكل مناطق اليمن، وسيطرتها عليها خلال الفترة القادمة.

* قال وزير الخارجية اليمني رياض ياسين، إن الحل العسكري مؤقت، والخيار السياسي في اليمن ما زال قائما. فهل يمكن الوصول إلى حل سياسي؟ ومتى؟

- الحكومة اليمنية أعلنت أكثر من مرة أنها مع الحل السياسي، وأنها مستعدة للذهاب اليوم وليس غدا للمفاوضات والمشاورات، لكنّ لديها شرطا واحدا فقط؛ هو تنفيذ قرار مجلس الأمن 2216 بالكامل، وهذا شرط مشروع، والعالم أجمع ينادي بهذا الشرط، وبالتالي فعلى مليشيا الحوثي أن تعلن اليوم أنها مع الحل السياسي، وأنها ستنفذ هذا القرار الأممي، وستجد الحكومة في مسقط أو الكويت أو في أي منطقة يتم تحديدها للمشاركة في الحوار.

إذن؛ قرار العودة للحوار والمشاورات؛ يختص بمليشيات الحوثي التي انقلبت على كافة الاتفاقيات (دماج، وعمران، ومخرجات السلم والشراكة، ومخرجات الحوار الوطني)، ولهذا فإن الحكومة اليمنية خيارها الإستراتيجي هو الخيار السلمي والسياسي والحوار، ومن يتعنت ويرفض تنفيذ القرار الأممي هي مليشيات الحوثي. ولذلك؛ نطالب مجلس الأمن والأصدقاء الأمريكان والأوروبيين والعالم أجمع؛ بالضغط على الحوثي لتنفيذ القرار الأممي، ومساعدتنا في منع حدوث دمار أكثر مما حدث باليمن.

* وهل تتوقع استجابة الحوثي لتنفيذ القرار الأممي؟

- أرى بشكل شخصي؛ أن "الحوثيين" جماعة نشأت على الحرب، ورغم أن عمرها 12 عاما فقط؛ إلا أنها خاضت أكثر من 25 حربا، بمعدل حربين في العام الواحد أو أكثر، وهي حركة متعطشة للدماء، ولا يمكن لها أن تعيش في بيئة سياسية، وفي ظل استقرار ودولة ودستور ومؤسسات؛ لأنها تبحث عن الدمار والخراب وتجلبه لبلادنا. ومن خلال معرفتي الجيدة بهم؛ أعتقد أنهم لن ينفذوا الاتفاق بإرادتهم، لكن تنفيذ القرار سيتم حتما، سواء بالحوار والحل السياسي، أو بالخيار العسكري، الذي هو خيار مطروح بقوة.

* هل يوجد ما يلوح في الأفق لإنهاء الأزمة سياسيا؟

- لا أعتقد، وأرى أن مليشيات الحوثي تحاول كسب الوقت والمراوغة؛ كي ترفع من معنويات مقاتليها، ولو كانوا يسعون للحل السياسي؛ لوافقوا على القرار الأممي فور إعلانه قبل أكثر من خمسة أشهر، وليس الآن.

ولدينا خمس قرارات دولية متعلقة باليمن لم يتم تنفيذ أي قرار منها، ومخرجات الحوار الوطني لم يلتزموا بها، وبالتالي فلا أعتقد أن الحوثيين سيجنحون للسلم، ومن خلال الحروب الستة التي خاضتها الدولة معهم؛ كان الحسم العسكري هو الخيار الأوحد الذي لا يمكن الرجوع عنه، وأصبح هو المطروح بقوة خلال الفترة المقبلة.

* هل قد تتجه الحكومة اليمنية للمشاركة في المحادثات التي ستجرى بوساطة الأمم المتحدة مستقبلا؟

- نحن لم نرفض المشاركة في المحادثات، بل اشترطنا شرطا واحدا كما ذكرت آنفا، وهو أن تعلن جماعة الحوثي التزامها بالقرار الأممي، ومن دون ذلك لن نشارك.
التعليقات (0)

خبر عاجل