القيادة الموحدة ترد على النصرة وتتهمها بالتناقض

لم تتأخر الفصائل المقاتلة على جبهة الغوطة، في الرد على جبهة النصرة، التي دعت الأربعاء إلى تشكيل جيش فتح الغوطة، في وقت عرفت بعض أحياء جنوب دمشق مسيرات داعية إلى توحيد الفصائل العاملة بعد صلاة الجمعة.

وأصدرت ‏القيادة العسكرية الموحدة في الغوطة الشرقية بيانا ردت فيه على دعوة "‏جبهة النصرة" بشأن تشكيل جيش فتح في الغوطة على غرار القلمون وإدلب.

وقال بيان القيادة العسكرية الموحدة في الغوطة الشرقية، الذي حمل توقيع أبو محمد الفاتح الرجل الثاني في القيادة الموحدة، إن القيادة الموحدة "تثمن رغبة جبهة النصرة في العلم العسكري المشترك صفا واحدا مع بقية الفصائل العاملة على أرض الغوطة المباركة".

ودعا البيان الذي صدر الجمعة، جبهة النصرة إلى الانضمام إلى القيادة الموحدة التي توافقت عليها فصائل، كما دعت الجبهة إلى الانضمام إلى المجلس القضائي الموحد، وحل المجالس القضائية التي شكلتها

وتابع البيان، وحيث أن جيش الفتح هو غرفة عمليات مهمتها تنسيق العمل العسكري بين الفصائل المختلفة، وبما أن القيادة العسكرية تقوم بهذا الدور منذ زمن طويل وأثبتت نجاحها".

وشدد بيان القيادة الموحدة، "إننا نهيب بانضمام جبهة النصرة إلينا والتزامها بما تم التوافق عليه بين فصائل الغوطة الشرقية، كما وندعوها إلى الانضمام إلى المجلس القضائي الموحد وحل مجالها القضائية".

ونوه البيان إلى "مخالفة أقوال جبهة النصرة في الغوطة لأفعالها" ففي الوقت الذي تدعو الجبهة لتشكيل جيش موحد، فإنها في نفس الوقت تعرقل جهود التوحد بعدم انضمامها للقيادة الموحدة والقضاء الموحد اللذين توافق عليهما الجميع.

في السياق ذاته خرجت بعد صلاة الجمعة مظاهرة في بلدة ببيلا جنوب دمشق مطالبة بتوحد الفصائل العسكرية في المنطقة في كيان عسكري واحد.

وجابت المظاهرة عدة شوارع داخل البلدة، وهتف المتظاهرون هتافات أكدت على ضرورة الاندماج العسكري بين الفصائل أسوة بجيش الفتح في الشمال.

ورفع المتظاهرون أعلام الثورة السورية ورايات التوحيد، وعددا من اللافتات التي كتب عليها عبارات تحي انتصارات حوران ودرعا.

ووجه المتظاهرون من خلالها رسائل لقيادات الفصائل العسكرية ومنها" نحن مجاهدي جنوب دمشق نطالب بقيادة عسكرية واحدة وغرفة عمليات واحدة للمنطقة"، و" نحن مجاهدي جنوب دمشق من كافة الفصائل متفقون على التوحيد ويجب على القادات أن تتفق".

ويشهد جنوب دمشق في الآونة الأخيرة حراكا ثوريا يدعو إلى توحيد القوى العسكرية في كيان عسكري واحد، وتعتبر فصائل جيش الإسلام وجيش الأبابيل وأحرار الشام وشام الرسول وأجناد الشام أبرز الفصائل العسكرية جنوب دمشق تنضوي تحت لواء القيادة العسكرية الموحدة.

هذا وكانت "جبهة النصرة"، تنظيم القاعدة في بلاد الشام، دعت جميع الفصائل والتشكيلات المقاتلة المعارضة في غوطة دمشق الشرقية بريف دمشق إلى تشكيل "جيش الفتح في الغوطة"، وذلك "أسوة" بتشكيل "جيش الفتح" في إدلب وفي القلمون بريف دمشق، وهي الدعوة التي لم تلق تجاوبا من قبل الفصائل العاملة في الغوطة، وكذا عند نشطاء الثورة.

وقالت جبهة النصرة في بيان نشرته، الأربعاء، على مواقع التواصل الاجتماعي، إن "الجبهة تدعو جميع الفصائل على أرض الغوطة الشرقية لتشكيل جيش واحد تذوب فيه الرايات والعصبيات تحت مسمى جيش الفتح في الغوطة".