لوفيغارو: الغموض يكتنف اتفاق إيران النووي مع الغرب

أجرت صحيفة لوفيغارو حوارا مع "بيار غولشميدت"، الذي يقود التحقيق الجاري منذ 2003 حول برنامج إيران النووي، عبر فيه عن رضاه عن الاتفاقية المبدئية المبرمة مع إيران. 

وصرح أن هذه الاتفاقية لا تصل إلى درجة الكمال، لكنها وبدون شك أفضل نتيجة يمكن التوصل إليها في الوقت الراهن.
 
وعرفت الصحيفة غولدشميدت حسب الحوار الذي اطلعت عليه "عربي21"، وتضع رابطه أدناه، بأنه ثاني أهم خبير في الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيانا ورئيس قسم الحماية في نفس الوكالة من عام 1999 إلى 2003، كما يضطلع بدور باحث في الشؤون النووية في مركز "كارنيغي للسلام الدولي" في واشنطن.
 
وجاء على لسانه خلال الحوار أن الاتفاقية المبدئية التي أبرمت في مدينة لوزان السويسرية تبدو واعدة، لكن لا يمكن إصدار تقييم نهائي قبل صياغة الاتفاقية النهائية.
 
وأضاف غولدشميدت أنه لابد من التفاؤل بعد توصل الدول الست الكبرى إلى أسس اتفاق إطاري مع إيران سيتم صياغته وتوقيعه في شهر يونيو/ حزيران من هذه السنة، وتعتبر هذه الاتفاقية المبدئية أفضل نتيجة يمكن التوصل إليها في ظل الظروف الدولية الراهنة.
  
كما أفادت الصحيفة أن غولدشميدت يعتمد في تصريحاته حول الاتفاقية، على الوثيقة التي تعتمدها وزارة الخارجية الأمريكية لأن نص الاتفاقية الإيراني يشتمل على عدة نقاط خلافية.
 
وتنص الوثيقة على ألا تخصب إيران اليورانيوم 235 بنسبة تفوق 3.76 بالمئة لمدة 15 عاما بالإضافة إلى تخفيض مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب إلى 300 كلغ فضلاً عن عدم بناء أي منشأة جديدة لتخصيب اليورانيوم أو استعمال مفاعل الماء الثقيل.
 
كما فرض على إيران أن تدخل تحويراتٍ على قلب مفاعل أراك بطريقة لا تسمح له بإنتاج البلوتونيوم وأن تشحن كل الوقود النووي المستنفد من المفاعل إلى خارج إيران، وهو ما من شأنه أن يمنع إيران من استرجاع كميات البلوتونيوم الموجودة فيه، علاوة عن إزالة جميع أجهزة الطرد المركزي لمدة 20 سنة ووضعها تحت الرقابة المستمرة للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
 
وقد أشارت الصحيفة إلى أن غولدشميدت عبر عن "اطمئنانه" لكل هذه الإجراءات الإيجابية.

وأضاف أنه يشاطر الرئيس الأمريكي أوباما رأيه القائل إن تطبيق الاتفاقية المبرمة مع إيران سيضمن الطبيعة السلمية الخالصة للبرنامج النووي الإيراني خلال مدة تتراوح بين 10 و15 سنة، مضيفا أن ذلك يعتمد على حقوق التدقيق التي ستمنحها إيران للوكالة الدولية للطاقة الذرية التي يجب ألا تقتصر على الحقوق المنصوص عليها في البروتوكول الإضافي والتي تجيز عمليات التفتيش الدقيقة والمفاجئة أي دون الإعلام عنها مسبقاً.

كما قال غولدشميدت إن نص الاتفاقية غامض وضبابي ويحتمل عدة تأويلات وهو ما يمثل موضوع المفاوضات القادمة؛ فمن الضروري أن يتم تحليل نص الاتفاقية وسبر أغوارها.
 
ومن ضمن النقاط التي يكتنفها الغموض، ذكر غولدشميدت أنشطة البحث و التطوير التي سيتم إدراجها في أجهزة الطرد المركزي لأن البند ينص على أن إيران سوف تعتمد أنشطة بحث وتطوير "محدودة" وفق مخطط لم يتم إيضاحه بعد. كما أشار إلى نقاط ضبابية أخرى تتمثل في قدرة إيران على إنشاء جهاز طرد مركزي أكثر تطورا في منشأة ناتنز بعد 10 سنوات ولا تبدو قدرة التخصيب في ناتنز واضحة.

كما أضاف غولدشميدت خلال الحوار أن البروتوكول الإضافي ضروري للغاية في هذه المرحلة لأن الوثيقة تنص على تطبيق بروتوكول إضافي ومؤقت، وهذا مناقض لتصريحات وزارة الخارجية التي تقول إن إيران وافقت على اللجوء إلى "بروتوكل إضافي" وأن انضمام إيران إلى هذا البروتوكول "دائم".

وأضاف غولدشميدت أنه من مصلحة إيران أن تلتزم بتطبيق بنود الاتفاقية ذلك أن خرقها سيجلب عواقب سلبية. 

ولا تستطيع إيران أن تعول على حماية روسيا غير المشروطة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حتى في خضم الأجواء المشحونة حاليا مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

كما أضاف أن انتهاك إيران لهذه الاتفاقية لن يمر بسلام، فكما وعد اوباما، سوف تعاقب إيران بإعادة فرض العقوبات الاقتصادية والمالية عليها؛ فمن المقرر أن توقف الولايات المتحدة تطبيق العقوبات في نفس الوقت الذي تنفذ فيه إيران التزاماتها وسيكون ذلك تحت مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
 
وشدد على ضرورة تلافي الغموض والثغرات في الاتفاقية. 

وأضاف أن إيران لا تحتاج إلى قنبلة نووية كي تثبت وجودها كقوة إقليمية كبرى، بل بالعكس، لكن ليس من المستبعد أن يخطط القادة الإيرانيون على المدى الطويل لجعل إيران دولة "عتبة نووية".


الرابط على صحيفة ليفغارو

https://www.lefigaro.fr/international/2015/04/05/01003-20150405ARTFIG00158-nucleaire-iranien-des-zones-d-ombre-a-clarifier-dans-cet-accordde-principe.php