"اتحاد أجناد الشام" يخترق النظام مجددا في قلعته دمشق

 
أعلن "الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام" عن تنفيذ عملية في العاصمة دمشق، حيث استهدف الاتحاد، الثلاثاء، حافلة مبيت لكتيبة القناصات تابعة للحرس الجمهوري، على الطريق الواصل بين استراد المزة ومنطقة السومرية بالقرب من مطار المزة العسكري، ما أدى لسقوط قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام.

 وتسود المنطقة حالة من الفوضى والانتشار الأمني وسط ذهول مسؤولي النظام وعناصره من العملية.
 
وقال أبو محمد الفاتح، قائد الاتحاد، معلقا على العملية: "بعد رصد استمر عدة أشهر، نفذت سرية المهام الخاصة في الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام عملية نوعية في وسط دمشق، وعاد الأبطال إلى قواعدهم بسلام".

وفي حديث خاص لـ"عربي21"، تحدث الناشط أبو خالد، من دمشق، عن حساسية العملية وصعوبة وصول الثوار إلى المكان، فهذه المناطق تعد مناطق خالصة للنظام لا ينازعه فيها أحد، ولا يتوقع حتى أهالي دمشق وصول الثوار إليها بمثل هذه العملية، موضحا أن عملية التفجير هذه مع سابقاتها من عمليات أمنية مماثلة، أوصلت رسائل قاسية إلى نظام بشار الأسد في عرينه.
 
ويقول أبو خالد: "في النصف الثاني من عام 2012، أي بعد عام تقريبا على نشوب الثورة، تمكن ثوار العاصمة من إرباك النظام وتقييد حركته في أحياء دمشق بشكل رهيب، حيث أصبح لكل ضابط من ضباط النظام عدة سيارات بلوحات مدنية يتحرك فيها، ولا يستطيع الاستقرار بسكن واحد خوفا من وصول الثوار إليه، ليعيش حياة الخوف والتشرد. فعليه النوم في بيت جديد في كل يوم، ناهيك عن خوفه من عناصر مرافقته بعد تكرار اختراقات الثوار لهم".

ويضيف: "في تلك الأيام كانت الثورة في مرحلة العمل الأمني وليس العسكري الذي تعيشه اليوم، فالنظام تمكن من جرّ الثوار إلى العمل العسكري الذي أنقذه من ويلات العمليات الأمنية (..) التي كانت تستهدف الضباط والمسؤولين في كل يوم" في العاصمة.
 
ويبيّن أبو خالد أن محاصرة الثوار في ريف دمشق جعل من العاصمة حصنا للنظام ينعم فيه بالراحة والهدوء، إلا من قذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا التي تسقط على نقاطه، لكنها لا تسبب له إلا جزءا يسيرا من الأضرار، بالمقارنة مع الأضرار التي كانت تسببها العمليات الأمنية".

ويرى أبو خالد أنه تم اختراق "أسوار القلعة الحصينة" وتنفيذ عدة عمليات قاسية في مناطق أمنية بامتياز. ويبدو أن مخططي هذه العمليات ومنفذيها بذلوا جهدا كبيرا وقدموا خبرة عالية للوصول إلى هذه النتائج.

وقال: "أصبحنا نتطلع لدمشق قبل عامين، حيث كان النظام يعيش حالة من التخبط، وأصبحت كثير من الأحياء والحارات محرّمة على عناصره، لا لوجود متاريس وأسلحة ثقيلة للثوار فيها، وإنما لخوفهم (عناصر النظام) من عبوات صغيرة تودي بحياتهم، ولا يمكن التكهن بصاحبها وواضعها، ولا حجة لهم لقصف الحي نتيجة العملية، فلا يوجد مظاهر عسكرية داخله"، على حد قول أبي خالد.
 
وفي سياق متصل، تمكن الثوار في الأشهر الأخيرة من تنفيذ عدة عمليات هامة ضد أهداف تابعة للنظام داخل دمشق، مثل تفجير سيارة العميد علي درويش في منطقة الشيخ رسلان، في الثاني من شهر آذار/ مارس الماضي، على يد حركة "أحرار الشام الإسلامية". كما تمكنت جبهة النصرة من تدمير حافلة لعناصر من ميليشيا حزب الله في الحميدية في الشهر ذاته. وسبق ذلك عمليات لاتحاد أجناد الشام في عدة مناطق تسببت بألا تكون العاصمة دمشق حكراً على النظام فقط، أو مكانا لاستقبال المقاتلين الطائفيين من مختلف الجنسيات لقتال السوريين، فالثوار عادوا ليثبتوا وجودهم داخل الأسوار.