سياسة دولية

فوز زهران ممداني يلهم الأوغنديين ويعيد النقاش حول التحول الديمقراطي

 في أوغندا.. فوز ابن كمبالا برئاسة نيويورك يشعل الأمل في التغيير السياسي - الأناضول
في أوغندا.. فوز ابن كمبالا برئاسة نيويورك يشعل الأمل في التغيير السياسي - الأناضول
أثار فوز زهران ممداني، السياسي الأمريكي من أصل أوغندي، برئاسة بلدية مدينة نيويورك، موجة واسعة من الاهتمام والإعجاب، إذ اعتبره قادة المعارضة وناشطون سياسيون في أوغندا، نقطة تحول ملهمة تعكس إمكان التغيير السياسي، رغم أن تحقيق مثل هذا الإنجاز لا يزال “بعيد المنال” في بلادهم.

وقال زعيم المعارضة في البرلمان الأوغندي جويل سينيوني، الذي يمثل إحدى مناطق العاصمة كمبالا، إن فوز ممداني “يعد دافعا كبيرا حتى لنا هنا في أوغندا، لأنه يثبت أن الأمر ممكن”، مضيفا: “لكن أمامنا طريق طويل لنقطعه”.


ويأتي هذا التفاعل في وقت تشهد فيه أوغندا ركودا سياسيا مستمرا منذ ما يقرب من أربعة عقود تحت حكم الرئيس يوري موسيفيني، الذي يواجه انتقادات متكررة بسبب أسلوبه السلطوي، ويستعد لخوض الانتخابات المقبلة في كانون الثاني/يناير المقبل، رغم دعوات المعارضة إلى تقاعده.

ويبرز من بين أبرز منافسيه الفنان بوبي واين، البالغ من العمر 43 عاما، الذي اتهم الحكومة بتزوير انتخابات عام 2021، محذرا من أن استمرار هذا المسار قد يقود البلاد إلى اضطرابات سياسية جديدة.

أما ممداني، البالغ من العمر 34 عاما، فقد ولد في كمبالا عام 1991، وعاش سنوات طفولته الأولى في أوغندا قبل أن يغادرها وهو في الخامسة من عمره برفقة والده، المفكر السياسي المعروف محمود ممداني، إلى جنوب أفريقيا، ثم انتقل لاحقا إلى الولايات المتحدة حيث بدأ مسيرته الأكاديمية والسياسية.

اظهار أخبار متعلقة


ويعرف ممداني بانتمائه إلى التيار الاشتراكي الديمقراطي، واحتفظ بجنسيته الأوغندية إلى جانب الجنسية الأمريكية التي حصل عليها بالتجنس عام 2018.

وتنتمي والدته، المخرجة السينمائية الشهيرة ميرا ناير، إلى عالم الفن، إذ رشحت أعمالها لجوائز الأوسكار. وتحتفظ العائلة بمنزل في كمبالا، تعود إليه بانتظام، وكان آخر حضور لهم هناك مطلع هذا العام للاحتفال بزواج زهران ممداني.

ويرى سينيوني أن قصة ممداني “تجسد الإمكانات الكامنة لدى الشباب الأفارقة حين تتاح لهم بيئة سياسية ديمقراطية”، مشيرا إلى أن فوزه “يذكر العالم بأن أبناء القارة يمكنهم قيادة التغيير متى توفرت الفرص والعدالة”.

من جانبه، كتب ممداني عقب فوزه على منصة "إكس": “هذا الفوز ليس إنجازا شخصيا، بل هو انتصار لجيل المهاجرين الذين يؤمنون بأن مدننا يجب أن تكون عادلة وشاملة للجميع”.

وكتب الصحفي الأوغندي نيكولاس سينغو تعليقا على الحدث: “بينما يصعد ممداني إلى رئاسة واحدة من أكبر المدن في العالم، لا يزال أبناء جيله في كمبالا يكافحون لمجرد تنظيم تجمع سياسي دون خوف من القمع”.

ورغم تقليل بعض الدوائر الحكومية في أوغندا من أهمية الحدث، باعتباره “إنجازا شخصيا في سياق مختلف”، إلا أن أوساط المعارضة والمجتمع المدني ترى فيه رمزا للأمل الديمقراطي، ومثالا على ما يمكن أن يتحقق حين تتاح المنافسة الحرة والشفافة.
التعليقات (0)

خبر عاجل