قالت تقارير صحفية عبرية، إن المعتقل الفلسطيني، الذي تعرض للاعتداء في سجن قاعدة
سدي تيمان الإسرائيلي في تموز/يوليو 2024، أعيد إلى قطاع غزة يوم 13 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، في إطار اتفاقية وقف إطلاق النار بين دولة الاحتلال وحركة حماس، وجاء ذلك وفقا لمنظمة يمينية للمساعدة القانونية تمثل اثنين من بين جنود الاحتلال الإسرائيلي الخمسة المتهمين بقضية الاعتداء، حيث قالت إن مكتب المستشار العسكري العام أبلغ محاميها بهذا التطور، فيما طالبت المنظمة إلى إلغاء الاتهامات فورا".
اظهار أخبار متعلقة
صحيفة نيويورك تايمز، قالت إن محامي جنود الاحتلال المتهمين بتعذيب الأسير الفلسطيني، طالبوا بإسقاط القضية بعد استقالة المستشارة القانونية العليا للجيش التي اعترفت بتسريب مقطع فيديو يوثّق الاعتداء، وأوضحت الصحيفة أن التسريب فجّر أزمة سياسية وقانونية حادة كشفت الانقسام داخل دولة الاحتلال، حول محاسبة الجنود على انتهاكاتهم ضد الفلسطينيين في ظل ضغوط داخلية ودولية متزايدة.
وجاء في تقرير الصحيفة أن استقالة المسؤولة القانونية العليا في الجيش بعد تسريبها مقطع فيديو لتعذيب أسير فلسطيني تزيد القضية اشتعالًا سياسيًا، وطالب محامو مجموعة من جنود الاحتياط الإسرائيليين المتهمين بإساءة معاملة أسير فلسطيني، بإسقاط القضية بالكامل، بذريعة أن "الإجراءات القانونية تم تلويثها" بعد سلسلة من التطورات المثيرة للجدل التي هزّت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية.
تفاخروا بجريمتهم.. ودافعوا عن تعذيبهم أسيرًا فلسطينيًا
وجاءت تصريحاتهم خلال مؤتمر صحافي عقب اعتراف المستشارة القانونية العامة للجيش، اللواء يفعات تومر–يروشالمي، بأنها أذنت بتسريب مقطع فيديو من كاميرات المراقبة يوثّق الاعتداء المزعوم، في محاولة منها — كما قالت — لـ"مواجهة الدعاية الزائفة ضد سلطات إنفاذ القانون العسكري"، غير أن التسريب، بدلاً من تهدئة الجدل، فاقم الانقسام السياسي داخل الاحتلال وأثار موجة انتقادات دولية جديدة بشأن معاملة المعتقلين الفلسطينيين.
وفي مقطع مصور، دافع الجنود المدانون عن جريمتهم، وطالبوا بتقديم الشكر لهم، وقالت القناة 7 الإخبارية العبرية، إن الجنود دافعوا عن فعلهم في مؤتمر صحفي عقدوه عند مدخل المحكمة العليا الإسرائيلية بالقدس المحتل، وأظهر مقطع فيديو للمؤتمر نشرته القناة الجنود وهم يرتدون أقنعة سوداء، تجنبا للكشف عن هوياتهم، وقال أحدهم متفاخرا بفعلته: "لن نصمت، بل سنواصل النضال".
استقالة واختفاء
قدّمت تومر–يروشالمي استقالتها يوم الجمعة الماضي. وفي اليوم التالي، اختفت لساعات طويلة، ما دفع الشرطة إلى إطلاق عملية بحث عنها بعد العثور على سيارتها مهجورة قرب أحد شواطئ شمال تل أبيب وسط مخاوف من احتمال إقدامها على إيذاء نفسها، وبعد ساعات، أعلنت الشرطة أنه عُثر عليها حيّة وبصحة جيدة.
تعذيب مروّع داخل سجن عسكري
كانت النيابة العسكرية قد وجّهت في شباط/فبراير الماضي تهمًا إلى خمسة جنود احتياط بتهمة الاعتداء والتسبب بإصابات خطيرة بحق معتقل فلسطيني في سجن قاعدة سديه تيمان العسكرية جنوب إسرائيل في تموز/يوليو 2024، حيث قام الجنود بكسر أضلاع المعتقل وثقب رئته اليسرى وتمزيق المستقيم باستخدام "أداة حادة"، ولم تُكشف هوية المعتقل ولا أسماء الجنود الخمسة، التزامًا بأوامر حظر النشر.
تبرير الجريمة
ووصفت القضية بأنها واحدة من أخطر قضايا التعذيب والإساءة للفلسطينيين، خاصة وأن لائحة الاتهام النهائية لم تتضمّن أي تهم تتعلق بالجرائم الجنسية، بل أشارت إلى أن أحد الجنود استخدم أداة حادة لطعن المعتقل، مما أدى إلى تمزق داخلي حاد، أما الفيديو المسرب، فلم يُظهر بوضوح تفاصيل الاعتداء الذي استمر نحو 15 دقيقة، إذ أخفى الجنود وجوههم والمعتقل عن الكاميرا، غير أن اللقطات التي بثّتها القنوات الإسرائيلية أظهرت مجموعة من الجنود وهم يحيطون بالمعتقل ويضغطونه على الجدار، قبل أن يُرى لاحقًا ممدّدًا على الأرض بلا حراك.
اظهار أخبار متعلقة
ويدافع أنصار الجنود عنهم بالقول إنه "لا ينبغي أن يُحاكموا" في ظل ما جرى بعد هجوم حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ويزعم بعض المحامين أن المعتقل ينتمي إلى وحدة نخبة في حماس، وهو ادعاء لم تؤكده أي جهة رسمية، أما وزير الحرب إسرائيل كاتس، فهاجم المستشارة القانونية المستقيلة، متهمًا إياها بـ"افتراء دموي ضد الجنود"، وقال إنها ستُجرد من رتبها العسكرية عقابًا على أفعالها.
"إسرائيل" تتسم بـ"العار والمهانة".
وتشير شهادات مئات المعتقلين الفلسطينيين إلى تعرضهم لتعذيبٍ شديدٍ وسوء معاملةٍ ممنهجة داخل سدي تيمان، وكشفت تحقيقات صحيفة نيويورك تايمز العام الماضي أن آلاف المعتقلين من غزة احتُجزوا هناك لأشهر في ظروف مهينة ودون أي إجراءات قانونية، هذا وانتقد مقال للصحفية يوعنا غونين، نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية، تصوير 5 جنود عذبوا أسيرا فلسطينيا مكبلا واعتدوا عليه جنسيا كما لو كانوا أبطالا، معتبرة أنهم باتوا رمزا لإسرائيل المعاصرة التي تتسم بـ"العار والمهانة".