أثار مقطع فيديو انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي لحفل نظم في مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية"، موجةً من الغضب والجدل في الأوساط السورية، بعد أن ظهر فيه عرضٌ فني قدّمته مجموعة من الفتيات في مدينة القامشلي بمحافظة الحسكة، حيث اعتبره ناشطون إساءةً صريحة للحجاب واللباس المحتشم.
وأظهر المقطع المصور لعرض المسرحية، فتياتٍ يرتدين في بدايته لباساً طويلاً وفضفاضاً مع غطاء للرأس، قبل أن يبدأن تدريجياً بنزع هذا اللباس خلال العرض، وهو ما عده كثير من المتابعين على أنه دعوة رمزية إلى التخلي عن الحجاب ومظاهر الاحتشام في اللباس.
اظهار أخبار متعلقة
ورأى ناشطون أن هذا الطرح يحمل رسائل متعمدة ومباشرة تمس رمزية الحجاب ومكانته الدينية والاجتماعية، معتبرين أنه يعبّر عن توجه فكري مستفز لمشاعر شرائح واسعة من السوريين، وقال كثير من الناشطين على منصات التواصل الاجتماعي، أن العرض يقلل من قيمة الحجاب ويقدّمه في سياقٍ سلبي، فيما طالب آخرون بفتح تحقيق حول الجهة المنظمة للفعالية، معتبرين أن ما جرى يتجاوز حدود الفن نحو الإساءة للعادات والتقاليد الراسخة، خاصة وأن العرض على ما يبدوا تتبناه فرقة متجولة سبق وأن أدت العرض نفسه في مناطق أخرى.
من جهة أخرى، دعا عدد من المعلقين إلى عدم تحويل الحجاب إلى قضية انقسام اجتماعي أو ديني، مشددين على أن الفن رسالةٌ أخلاقية وإنسانية هدفها الارتقاء بالوعي ونشر قيم المحبة والتسامح، لا النيل من الرموز الدينية أو استهداف القيم الاجتماعية،.
كما طالب ناشطون ومهتمون بالشأن الثقافي بأن تراعي أي أعمال فنية تُقدّم في الفضاء العام خصوصية المجتمع السوري بتنوعه الديني والثقافي، وأن يُبتعد عن توظيف الفن في الصراعات الفكرية.
وشددوا على ضرورة وقف أي إساءات تمس الحجاب أو قيم الاحتشام، مؤكدين أن الاحترام المتبادل بين جميع فئات المجتمع هو الأساس لبناء بيئة ثقافية متوازنة تحترم المعتقدات والتقاليد دون تجاوز أو استفزاز.
اظهار أخبار متعلقة
وفي السياق، خرجت الجمعة مظاهرات في 12 مدينة سورية، بينها العاصمة دمشق، ضد سيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد" على مناطق شمال شرق سوريا، وجاءت المظاهرات بدعوة من ناشطين، بهدف تسليط الضوء على الأوضاع المعيشية والسياسية في مناطقهم، التي يصفونها بأنها "محتلة من قبل قوات سوريا الديمقراطية ( قسد)".