ملفات وتقارير

استعدادات لدى حزب الله.. هل تعود المواجهة في لبنان بعد اتفاق غزة؟

جيش الاحتلال كثف تدريباته تحسبا لهجوم محتمل من حزب الله- جيتي
جيش الاحتلال كثف تدريباته تحسبا لهجوم محتمل من حزب الله- جيتي
تلوح في الأفق احتمالية عودة جولة جديدة من الحرب بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي، في ظل الهجمات الإسرائيلية المتصاعدة على لبنان، ووصولها إلى مستويات غير مسبوقة منذ اتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين.

وخلال تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، شنت طائرات الاحتلال عشرات الغارات على لبنان مستهدفة شمال البلاد وجنوبها بذريعة تدمير بنية تحتية لحزب الله.

وأسفر العدوان عن سقوط عدد من الشهداء زعم الاحتلال ارتباطهم بحزب الله كان أشهرهم علي الموسوي الذي اغتالته طائرة مسيرة الأحد في البقاع.

اظهار أخبار متعلقة


وزعم الاحتلال اغتيال عبد محمود السيد الذي عمل مسؤولا لحزب الله في منطقة البياضة جنوب لبنان وأضاف أنه كان مسؤولاً عن العلاقة بين حزب الله وبين سكان المنطقة في القضايا الاقتصادية والعسكرية، وساهم في محاولات إعادة ترميم القدرات العسكرية لحزب الله في القرية، فيما استشهد شخصين الخميس زعم الاحتلال أن أحدهم مسؤول الشؤون اللوجيستية في قيادة جبهة الجنوب في الحزب، وفي الثانية عنصرا كان يهم بمحاولات إعادة إعمار قدرات عسكرية للحزب.

ووفق آخر إحصائية لوزارة الصحة فإن عدد شهداء العدوان منذ الخميس الماضي فقط وصل إلى 11.


سيناريو للحرب
الأحد الماضي، أعلن جيش الاحتلال استكمال تدريب للفرقة 91، وهو أوسع تمرين منذ بداية العدوان، بهدف تعزيز الجاهزية العملياتية للدفاع والهجوم على الحدود مع لبنان، في البحر والجو والبر.

وذكر موقع "واي نت" العبري، أنه منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار، لم يتوقف الجيش الإسرائيلي عن العمل لمنع إعادة تأهيل حزب الله والحفاظ على الإنجازات التي حققها على الجبهة اللبنانية وتعزيزها.

من جانبها ذكرت صحيفة معاريف، أن الهجمات الاسرائيلية الأخيرة تبعث رسالة إلى لبنان مفادها أنها مصممة على مواصلة فرض قرار وقف إطلاق النار في لبنان بذريعة أن حزب الله حاول في الأيام الأخيرة خلق معادلة جديدة، يمتنع فيها عن تفكيك سلاحه ويسعى للوصول إلى مستودعات الأسلحة التي تضررت، كما يحاول إعادة بناء قوته العسكرية بهدف تعقيد مهمة الحكومة اللبنانية في تنفيذ الجزء الخاص بها من اتفاق تفكيك سلاح حزب الله.

وأوضحت الصحيفة، أنه خلال 11 شهرا، أي منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، نفذ الجيش الإسرائيلي، وخاصة عبر سلاح الجو، مئات الغارات داخل الأراضي اللبنانية، من جنوب لبنان وحتى سهل البقاع، بل نفذ بعض الاعتداءات في مناطق قريبة من بيروت.

اظهار أخبار متعلقة



وشملت الأهداف بنية تحتية عسكرية لحزب الله وطرق تهريب، وقواعد تدريب، ومقرات قيادة، بالإضافة إلى نشطاء وقادة في التنظيم

هدنة غزة إنذار للبنان

وأشارت الصحيفة إلى أن وقف حرب غزة يجب أن يُقلق حزب الله كثيراً، كون الجيش الإسرائيلي، منذ بدء وقف إطلاق النار، بات يمتلك الوقت الكافي والموارد البشرية والذخيرة والقدرات اللازمة لتعزيز وتكثيف فرض الإجراءات ضد الحزب في لبنان.


هدوء الحزب
ومع عدم رد الحزب على هجمات الاحتلال باتت العيون "الإسرائيلية" تنظر أبعد من المواجهة العسكرية المحتملة، حيث تحدث موقع "والا" العبري عن سياسة جديدة يتبعها الحزب تعرب بـ "الهدوء والاحتواء" تهدف لبناء صفوفه استعدادا لحرب أوسع.

وذكر تحليل الموقع، أن الحزب على استعداد بالتضحية بقادته الميدانيين لمواصلة حملته العسكرية واسعة النطاق، لإعادة ترتيب صفوفه.

كما كشف التحليل أن الغارات تتركز على ثلاثة نقاط رئيسية "الأولى في القطاع الحدودي الجنوبي، بمناطق مثل كفرا، دير عاموس، عيتا الشايب، بليدا، راجر، هار دوف وكاتير حرمون، حيث تحاول الهجمات إضعاف البنية التحتية لقوة الرضوان بينما تتركز الهجمات في قطاعات النبطية وخربة سالم ودونين، على مراكز القيادة والدعم اللوجستي التابعة لحزب الله؛ ما يؤدي إلى فصل المستوى الميداني عن القيادة.

وكانت النقطة الثالثة في وادي لبنان، إذ تكتسب الغارات أهمية استراتيجية أكبر، حيث تُظهر مؤشرات على استهداف البنية التحتية الحيوية التي تُعد بمثابة شريان لوجستي ومواقع تخزين للأسلحة الإيرانية والصواريخ بعيدة المدى، فضلاً عن الأسلحة المُهرّبة إلى لبنان.

اظهار أخبار متعلقة



وأكد الموقع نقلا عن مصادر، أن حزب الله يهيئ نفسه استراتيجيا ليس فقط لمواجهة الجيش الإسرائيلي، بل أيضا للتعامل مع الصراعات الداخلية في لبنان، بينما تواصل الحكومة اللبنانية الضغط من أجل نزع سلاحه.

وخلص التحليل إلى أن إصرار حزب الله على الحفاظ على قدراته، وترميم ما تضرر، وتعزيز قوته يعكس جهودا مدروسة لإعادة الإعمار والاستعداد لصراع مستقبلي. 

سيناريو "نهاريا"
ويبدو أن صمت الحزب عن الرد وسع مخاوف الاحتلال من المستقبل حيث تحدثت وسائل إعلام عبرية أن جيش الاحتلال يتعامل مع سيناريوهات مرعبة على الشمال من بينها هجوم مفاجئ على مدينة نهاريا ومستوطنات الجليل من قبل مئات المقاتلين من ميليشيا حزب الله.

وقالت  صحيفة معاريف إن الجيش أطلق الأسبوع الماضي مناورات عسكرية مكثفة استمرت 30 ساعة على طول الحدود مع لبنان، تركز على اختبار التكامل بين القوات البرية والبحرية وسلاح الجو، إضافة إلى التدريب على منع محاولات نقل رهائن إلى الأراضي اللبنانية.

وذكر جيش الاحتلال بحسب الصحيفة، أن الهدف من المناورات اختبار قدرات الجيش القصوى والعمل تحت ضغط شديد للاستفادة من دروس فشل 7 أكتوبر/ تشرين الأول، مع فرض سيناريوهات طارئة ومتنوعة لتقييم الاستجابة الفورية ووضع خطط دفاعية وهجومية فعّالة.

وعزز جيش الاحتلال وجوده في المنطقة الشمالية عبر نشر مواقع اختراق في جنوب لبنان، وتعزيز فرق المشاة ووحدات التدخل، وزيادة القوة النارية لتأمين المستوطنات والمنشآت الحيوية، في محاولة لضمان الاستعداد الكامل لأي هجوم مفاجئ من حزب الله أو أي تهديد آخر.

الحزب مستعد
على الجانب الآخر يبدو حزب الله مدركا لاحتمالية الحرب حيث قال الأمين العام للحزب نعيم قاسم إن احتمال الحرب الإسرائيلية على لبنان موجود لكنه غير مؤكد مبينا أن الحرب ليست نحن من نصنعها، ونحن من يعتدى علينا.

اظهار أخبار متعلقة


وأضاف في مقابلة تلفزيونية أن سلاح الحزب باقٍ كوسيلة حماية في مواجهة إسرائيل. وأوضح قاسم أن الحزب جاهز للدفاع، وليس لشن هجوم، ولكنه سيقاتل بكل ما تبقى لديه إن فرضت عليه المعركة، وفق قوله.

كما ذكر باستهداف الحزب لمنزل نتنياهو العام الماضي قائلا، أنها عملية مدروسة وكانت إنجازا استخباريا.

وشدد قاسم على جاهزية المقاومة للدفاع عن لبنان، واستمرار التحقيقات في الخروقات، مؤكّدا أنّ حزب الله بقيادته الجماعية وبتنسيق مع الدولة قادر على مواجهة أيّ عدوان والحفاظ على قدراته العسكرية والسياسية.
التعليقات (0)