صحافة إسرائيلية

تقدير إسرائيلي: القاطرة الأمريكية لا تتوقف عن الضغط على إسرائيل لكبح جماحها

زيارات متكررة لمسؤولين أمريكيين إلى الأراضي المحتلة- فوكس نيوز
زيارات متكررة لمسؤولين أمريكيين إلى الأراضي المحتلة- فوكس نيوز
ترسل الولايات المتحدة كبار مسؤولي إدارتها إلى دولة الاحتلال واحدًا تلو الآخر "لمراقبة" الاتفاق مع حماس، ويعترفون بأن القدرة على إيقاف بنيامين نتنياهو من التفلّت من الاتفاق محدودة، فبعد وصول نائب الرئيس دي جي فانس، سيصل وزير الخارجية ماركو روبيو بعده مباشرة، وبينهما أنهى المبعوثان ستيف ويتكوف وجاريد كوشنير زيارة مشابهة، وكلهم يبذلون جهدا هائلا للحفاظ على وقف إطلاق النار، لأنهم لن يدعوه ينهار.

ونقل إيتمار آيخنر ودانيئيل أديلسون، مراسلا صحيفة يديعوت أحرونوت، عن مسؤول إسرائيلي وصفه بعبارات "لاذعة للأجواء في واشنطن، التي تُشدد رقابتها على الاتفاق بشكل متزايد مع وصول كبار مسؤوليها جوًا لإسرائيل".

وقال مراسلا الصحيفة إن الأمريكيين في ورطة، فهم لا يرون بأم أعينهم، رغم أن التدخل الأمريكي فيما يحدث في المنطقة يُحطّم كل الأرقام القياسية، وسط إقرار إسرائيلي بمحدودية قدرتها على إيقاف القاطرة الأمريكية، وإدراك بأنه لا ينوي إفساد الاحتفال بالنسبة للولايات المتحدة، بل يهدف فقط لتقليل الأضرار قدر الإمكان".

 وأضافا في تقرير مشترك ترجمته "عربي21" أنه "رغم المشاعر المتوترة في النظام السياسي الاسرائيلي، فإن الواقع على الأرض واضح ومفاده أنه من الآن فصاعدًا، يُتوقع تدخل أمريكي مكثف، الأمريكيون عازمون على عدم السماح بانهيار الاتفاق، أولويتهم القصوى هي إعادة جميع الرهائن القتلى، حتى أن فانس تطرق، لهذه القضية بقوله إن بعضهم مدفونون في باطن الأرض، وبالتالي سيستغرق تحديد مكانهم جميعًا وقتًا، ولذلك علينا التحلي بالصبر، وأكّد تفاؤله، وأن هناك جهودًا جبارة تُبذل للحفاظ على الاتفاق".

وأشارا إلى أنه "في الوقت نفسه، يعمل قائد القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM)، الأدميرال براد كوبر، بجد لإنشاء قوة الاستقرار الدولية المتمركزة في غزة، وستشمل القوة فرقة عمل دولية ستتوجه للميدان لتحديد أماكن الرهائن، ووفقًا للخطة، ستكون القوة مسؤولة عن ضمان نزع سلاح حماس، وتجريد القطاع منه، ومنع إسرائيل من القيام بأعمال عسكرية، وانتهاك وقف إطلاق النار، وستكون القوة بمثابة ثقل موازن لحماس".

اظهار أخبار متعلقة



كما أوضحا أنه "بالتوازي مع زيارة فانس، سيصل روبيو وسيبقى حتى يوم السبت، وسيلتقي، مثل أسلافه، بنتنياهو، لتأكيد التزام الولايات المتحدة الراسخ بأمن إسرائيل، ويلتقي بشركاء إقليميين لمواصلة بناء الزخم التاريخي نحو سلام دائم وتكامل إقليمي في الشرق الأوسط، ووصف مشروع قانون الضمّ الذي أُقرّ في قراءة تمهيدية في الكنيست، بأنه يُشكّل خطرًا على اتفاق السلام في غزة، كاشفا أن دولا من خارج الشرق الأوسط مستعدة للمساهمة في القوة الدولية لتحقيق الاستقرار في غزة".

وأكدا أن "زيارة روبيو وفانس وويتكوف وكوشنير جزء من سلسلة زيارات مكثفة لكبار المسؤولين الأمريكيين، تهدف لضمان استمرار وقف إطلاق النار، وسير الصفقة مع حماس وفقًا للخطة الأمريكية، واللافت أنه لا تفصل سوى ثلاث ساعات بين مغادرة فانس، ووصول روبيو، مما يوضح مدى حرص الولايات المتحدة على ما يحدث".

لا تنزل هذه الزيارات المكوكية الاسرائيلية بردا وسلاما على قادة إسرائيل المعنيين بالتفلّت من اتفاق وقف إطلاق النار بين حين وآخر، وارتكاب انتهاك هنا وخرق هناك، لكن العصا الغليظة التي يرفعها ترامب وإدارته ربما تضيق الخناق على الاحتلال، وتجعل خياراته بين الالتزام الكامل بالاتفاق، وإمكانيه خرقه بصورة طفيفة لا تؤدي في النهاية الى انهياره كلياً.
التعليقات (0)

خبر عاجل