وصل عبد العزيز على مبكرا إلى مشارف مخيم الشاطئ، غرب مدينة بعد أن تمكن من العبور من جنوب قطاع
غزة، إلى شماله مع أول دفعة من النازحين العائدين، في أعقاب إعلان وقف إطلاق النار ودخوله حيز التنفيذ عند الساعة 12 من ظهر الجمعة.
كان عبد العزيز يسابق الزمن، ويعبر الشوارع المدمرة مشيا على الأقدام، على أمل أن يصل إلى بيته وسط المخيم، عله يجده منتصبا ولم تطاله حمم القصف والتدمير، لكن الواقع كان صادما وأليما.
وقعت عينا عبد العزيز على بيته فور الوصول إلى حارته القريبة من سوق المخيم، وتحطمت آماله فجأة وشعر بخيبة أمل عميقة، عندما شاهد بيت أحلامه محطما ومسوا بالأرض، بعد أن ضربته غارة إسرائيلية عنيفة خلال الأيام القليلة الماضية، على إثر حملة القصف والتدمير العنيفة للمخيم الصغير الذي يسكن شاطئ بحر غزة. وفق ما قاله لـ"عربي21".
ولم يكن الحال أفضل عند عبد الله حجازي، فقد فتح الشاب العشريني عينيه على مساحة واسعة من
الدمار طالت بيته الذي ولد فيه، واحتضن ذكرياته، فضلا عن منازل جيرانه في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة.
يقول حجازي لـ"عربي21" إن الدمار الذي حل بمنطقة سكنه (قريبة مما يعرف بالجسر) كان مهولا ولا يمكن تخيله، حيث البيوت المسحوقة والشوارع الممزقة المليئة بالركام، فضلا عن حفر عميقة أحدثتها الصواريخ المدمرة التي ضربت المنطقة.
اظهار أخبار متعلقة
يضيف حجازي قائلا: " كنت أتوقع أن يكون بيتنا مدمرا بفعل حجم القصف والنار الذي تعرض له حي الشيخ رضوان على مدار أسابيع من الغارات والانفجارات العنيفة التي ضربت المكان، لكن كان لدى بصيص أمل في أن أجد منزل عائلتنا قد نجى من هذه المجزرة، لكن الواقع أليما ومفجعا ولا يصدق".
ووصف شهود عيان لـ"عربي21" أهوال ما حل بالأحياء السكنية والشوارع والبنى التحتية في مناطق عديدة من مدينة غزة، مؤكدين أن ما يشبه الزلزال العنيف حل بالعديد من المناطق وأحالها إلى أكوام من الركام والحطام، وسط غياب لكل معالم الحياة التي كانت تدب هنا قبل أسابيع قليلة فقط.
ومن بين المناطق والأحياء التي شهدت تدميرا عنيفا، تل الهوا، الصبرة، الزيتون، التفاح، الشجاعية، جباليا النزلة، الصفطاوي، الكرامة، الشيخ رضوان، النصر، النفق، مخيم الشاطئ، المخابرات، أرض الشنطي، ومناطق عديدة أخرى.
ودخل سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة يومه الثاني على التوالي، مع تواصل عودة النازحين عبر شارعي الرشيد وصلاح، الرابطان بين الجنوب إلى الشمال، وبدء جهود محلية لفتح الشوارع المدمرة، وإزالة الأنقاض منها.
ورصد مراسل "عربي21" السبت، استمرار تدفق النازحين العائدين من مناطق جنوب ووسط القطاع إلى شماله، سواء مشيا على الأقدام أو بالسيارات والشاحنات التي تحمل الأمتعة، وسط محاولات لإعادة الحياة إلى المدينة المدمرة.