خطا النائب البريطاني جيرمي
كوربين وزميلته النائبة زارا
سلطانة خطوة إضافة لإطلاق حزبهما الجديد، بعد أشهر من توتر بينهما على خلفية تتعلق
بجمع التمويل.
وظهر كوربين وسلطانة في تجمع في ليفربول الخميس ثم الجمعة
في مانشستر، مؤكدين أنهما عادا صديقين، وأن مشروع حزبهما "عاد للطريق الصحيح".
وكانت سلطانة قد أطلقت في تموز/ يوليو الماضي حملة على منصة
"ActionNetwork"
لجمع التبرعات وتسجيل المؤيدين قبل الإعلان عن هيكل تنظيمي واضح للحزب، وسط مخاوف
من سيطرة سلطانة على بيانات المتبرعين ومعلومات المؤيدين، لا سيما أن خطوتها جاءت قبل
تأكيد كوربين حينها بشأن إنشاء
الحزب، كما وصف كوربين الخطوة بأنها غير مصرح بها.
وذُكر حينها أن الخلافات تم احتواؤها بعد أسبوع من
الاتصالات المكثفة خلف الكواليس، وأن جميع الأصول المتعلقة بالحملة سيتم دمجها في
البنية التحتية المشتركة للحزب الجديد. لكن سلطانة حينها رفعت حدة الخطاب، واتهمت
أشخاصا على رأس الحزب بالتمييز الجنسي ومعاداة النساء.
اظهار أخبار متعلقة
والخميس، قالت سلطانة خلال تجمع لمؤيدي الحزب الجديد في
ليفربول حيث تم افتتاح فرع للحزب الذي أطلق عليه اسم "حزبكم" (Your Party)، بحضور كوربين، إنها
"آسفة حقا" بسبب دورها في ذلك الخلاف، وذكرت الجمعة على هامش "مؤتمر
العالم المتحول" في مانشستر، والذي يمثل اليسار في
بريطانيا، إن الحزب الآن عاد
للطريق الصحيح.
وظهر كوربين وسلطانة جنبا إلى جنب في التجمعين. وقال
كوربين إن الحزب "واجه أياما مشحونة"، مضيفا: "لم نكن على ما يرام".
ويجري افتتاح فروع للحزب وصولا إلى الخطوة الكبرى المتوقعة
في تشرين الثاني/ نوفمبر القادم لعقد المؤتمر التأسيسي للحزب.
وينتمي الحزب لتيار اليسار، وقالت سلطانة إن الحزب "ضد
الإمبريالية"، وهو يدعو إلى الانسحاب من حلف الناتو.
وأوضح كوربين وسلطانة أن الحزب يقف من أجل "السلام
والعدل والمساواة الاقتصادية ومناهضة العنصرية".
ويطرح تأسيس الحزب اليساري الجديد تساؤلات عما إذا كان سيجتذب
أصوات شريحة من حزب العمال الحاكم، وخصوص الشباب، حيث أشار استطلاع أجري في تموز/
يوليو إلى أن كوربين يتمتع بشعبية تفوق بكثير شعبية رئيس الوزراء الحالي وزعيم حزب
العمال كير ستارمر؛ بين فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاما، في تحول
مفاجئ قد يُضعف أحد أهم رهانات حكومة ستارمر الانتخابية.
اظهار أخبار متعلقة
ووفق الاستطلاع فقد حصل كوربين، الزعيم السابق لحزب العمال، على معدل تأييد إيجابي بلغ
+18 في الفئة العمرية 18-24 عاما، مقارنة بـ -30 فقط لستارمر في نفس الفئة. وهذه الفجوة الكبيرة بينهما في صفوف الشباب تثير
تساؤلات جدية داخل حزب العمال، خاصة مع قرار الحكومة الأخير توسيع قاعدة الناخبين
لتشمل من هم في سن 16 و17 عاما، ما يضيف نحو 1.6 مليون ناخب محتمل في الانتخابات
المقبلة.
وبرزت تحذيرات من أن تشتيت أصوات اليسار قد يفسح المجال
أمام حزب الإصلاح اليميني الصاعد بقوة، فيما لم يبد كوربين حتى الآن حماسة للتحالف
مع حزب الخضر.