حقوق وحريات

جريمة مروعة تهز بلدة ألمانية.. مقتل شابة جزائرية في ظروف غامضة

مقتل فتاة جزائرية واتهامات عنصرية تلاحق جارها في ألمانيا- الأناضول
مقتل فتاة جزائرية واتهامات عنصرية تلاحق جارها في ألمانيا- الأناضول
تحوّل حي سكني هادئ في بلدة أرنوم، التابعة لمدينة هيمينغن، المتواجدة في جنوب هانوفر، إلى مسرح جريمة مروعة، بعدما لقيت الشابة الجزائرية رحمة عياض (26 عامًا) مصرعها، طعنا داخل شقتها، صباح الجمعة الماضي، في حادث أثار صدمة واسعة داخل الجالية الجزائرية بألمانيا، التي سارعت للتحرك بغية المطالبة بكشف ملابسات الجريمة ومعاقبة الجاني.


دماء وصراخ وأدلة دامغة
وقعت الجريمة في ساعة مبكرة من صباح الجمعة الماضية، حين سُمعت صرخات استغاثة من داخل مبنى سكني، ما دفع الجيران إلى الاتصال بالشرطة والإسعاف في تمام الساعة 10:30 صباحًا. 

وفور وصول فرق الإنقاذ، عُثر على الضحية وهي غارقة في دمائها، على درج المبنى، بعد أن تلقّت طعنات مروعة في الصدر والكتف. ورغم محاولات إنعاشها، فارقت رحمة الحياة في موقع الحادث.

وفيما لا تزال التحقيقات في مراحلها الأولى، ألقت الشرطة القبض على رجل ألماني يبلغ من العمر 31 عاما داخل شقته في المبنى نفسه، بناء على إفادات الجيران. 

إلا أن السلطات لم تصنفه رسميا كمجرم بعد، وتواصل جمع الأدلة لتحديد ملابسات القضية بدقة.

شابة طموحة وحلم انتهى بوحشية
مع حلول صباح الثلاثاء الماضي، تمكّنت الجالية الجزائرية من التعرف على هوية الضحية، وهي الشابة رحمة عياض، المنحدرة من مدينة وهران، والتي قدمت إلى ألمانيا لمتابعة تدريبها في مجال التمريض.

وكانت تعرف بين زملائها بحُسن خلقها وتواضعها، ما جعل خبر مقتلها صادما ومؤلما، ليس فقط لعائلتها في الجزائر، بل أيضا للمجتمع المحلي المحيط بها.

وأكد الناشط حمزة علال شريف، من الجالية الجزائرية في ألمانيا، أنّ الضحية كانت قد تعرضت سابقا لمضايقات من قبل الجار نفسه، الذي جرى توقيفه، ما أثار شكوكا حول احتمال وجود دوافع عنصرية وراء الجريمة.

اظهار أخبار متعلقة


احتجاجات وتحرك دبلوماسي
في تحرك سريع، دعت الجالية الجزائرية والعربية في أرنوم إلى وقفة احتجاجية، مساء أمس الثلاثاء، أمام منزل الضحية، للمطالبة بكشف الحقيقة والعدالة للراحلة، والتأكيد على ضرورة محاسبة المجرم "الحقيقي"، وسط حالة من الحزن والغضب الشديدين.

وفي السياق نفسه، أجرت الجالية اتصالات مكثفة بالقنصلية الجزائرية، التي أكدت بدورها أنها ستتكفل بنفقات نقل جثمان الضحية إلى الجزائر. 

وبحسب ما أفاد به الناشط حمزة شريف، فإن بعض أفراد الجالية قد بدأوا فعليًا بجمع التبرعات، قبل أن تُبلغهم القنصلية بتحملها كامل التكاليف.

الشرطة تحقق والعائلة تترقب
فيما أغلقت السلطات الألمانية مسرح الجريمة لجمع الأدلة واستكمال التحقيقات، تواصل الشرطة استجواب الجيران وتحليل التسجيلات إن وجدت، وذلك وسط تكتم رسمي على الدافع الحقيقي للجريمة أو طبيعة العلاقة بين الضحية والجاني المشتبه به.

وأشارت تقارير صحفية ألمانية إلى احتمال وجود صلة بين هذه الجريمة ومحاولة هجوم سابقة وقعت في نيسان/ أبريل الماضي، استهدفت متسابقة جري في المنطقة، لكن لم يتم تأكيد الارتباط حتى الآن.

إلى ذلك، أثارت الجريمة ذهول سكان أرنوم الذين لم يعتادوا على هذا المستوى من العنف. 

اظهار أخبار متعلقة


وقال أحد الجيران في تصريح لأحد المواقع المحلية: "لم نكن نتوقع أن يحدث شيء كهذا في حيّنا. نحن في حالة صدمة وخوف." وتنتظر العائلة في الجزائر، ومعها الجالية العربية تطورات التحقيقات، في وقت تتعهد فيه القنصلية الجزائرية بمتابعة القضية عن كثب.

في ظل هذه الأجواء المشحونة، تطالب الجالية الجزائرية والناشطون الحقوقيون في ألمانيا بإجراء تحقيق شفاف وتقديم الجاني للعدالة، خاصة مع تزايد القلق من أن تُطوى القضية أو تُخفى دوافعها الحقيقية.
التعليقات (0)

خبر عاجل