كشف المسؤول السابق في جهاز "
الموساد" الإسرائيلي، رامي إيغرا، عن محاولة
إيرانية لتجنيده عبر واجهة أكاديمية تحمل اسم جامعة
هارفارد، في إطار ما وصفه بـ"نشاط تجنيدي مكثف" تقوم به طهران داخل الاحتلال الإسرائيلي، يتجاوز بكثير ما يتم الإعلان عنه رسمياً، ويهدف إلى اختراق منظومات الدولة من الداخل، إلى جانب تهديداتها العسكرية المباشرة.
وفي مقابلة مع "القناة 14" العبرية، مساء الإثنين الماضي، أكد إيغرا أنّ: "الجهاز الاستخباري الإيراني يعمل بشكل منظم وطويل الأمد لتجنيد مواطنين إسرائيليين من أجل تنفيذ مهام تتراوح بين التحريض، وجمع المعلومات، وحتى تنفيذ عمليات اغتيال"، مضيفاً أنّ: "حجم هذه الأنشطة أوسع ممّا تتخيله المؤسسة الأمنية".
وأوضح الرئيس السابق لشعبة الأسرى والمفقودين في الموساد٬ أنه تعرض شخصياً إلى: "محاولة تجنيد مُقنعة قبل نحو عامين"، قائلاً: "تواصلوا معي من جهة تدعي أنها تمثل جامعة هارفارد، وعرضوا علي العمل معهم على تأليف كتاب".
إلى ذلك، أضاف: "لكن سرعان ما اكتشفت أن العرض كان واجهة استخبارية، وقلت لنفسي: لست الشخص المناسب لهذه اللعبة، فأنا أشتم رائحتهم من بعيد".
وتابع المسؤول السابق في "الموساد" حديثه موضحاً أنه في أحد الأيام تلقى نحو 20 ألف رسالة ومكالمة عبر تطبيق "واتساب"، نصفها "يتضمن تهديدات بالقتل وشتائم مركبة للغاية"، بينما النصف الآخر "كان يتوسل الانضمام إلى جهاز الموساد"، وهو ما اعتبره مؤشراً واضحاً على حملة إلكترونية موجهة من داخل إيران تستهدف اختراق المؤسسات الإسرائيلية.
وفي السياق نفسه، أشار إيغرا إلى أنّ: "طهران لم تعد تكتفي بإطلاق الصواريخ أو تهديد إسرائيل من الخارج، بل تسعى باهتمام واضح لاختراق النسيج الداخلي الإسرائيلي، والتأثير في الرأي العام، بل واستخدام مواطنين إسرائيليين كأدوات تنفيذية على الأرض".
اظهار أخبار متعلقة
تجنيد إسرائيليين.. أكثر مما يُكشف
أكّد إيغرا أن محاولات التجنيد التي تنفذها إيران نجحت بالفعل في استقطاب عدد من المواطنين الإسرائيليين، وأنّ: "عدد هؤلاء يفوق بكثير ما تعترف به المؤسسة الأمنية أو ينشر في الإعلام"، معتبراً أن هذا الملف يمثل "تحدياً أمنياً خطيراً".
واعتبر أنّ "حسن الحظ بالنسبة لإسرائيل أن الإيرانيين ليسوا ماهرين بما فيه الكفاية"، مضيفاً: "لو كانوا أكثر احترافاً، لكان الضرر أكبر بكثير".
إلى ذلك، تأتي تصريحات المسؤول السابق في "الموساد" في ظل الكشف المتكرر عن قضايا تجسس وتخابر في الداخل الإسرائيلي، كان أبرزها في الأسابيع الأخيرة إعلان "الشاباك" عن اعتقال عدة إسرائيليين بشبهة العمل لصالح الاستخبارات الإيرانية، ومحاولة تنفيذ مهام أمنية تمس بأمن الدولة، بينها جمع معلومات حساسة والتخطيط لعمليات اغتيال.
اظهار أخبار متعلقة
وتشير التقديرات الأمنية في الاحتلال الإسرائيلي إلى أن إيران تركّز بشكل متزايد على "الحرب الرمادية"، عبر أدوات ناعمة وواجهات مدنية وثقافية وأكاديمية، بهدف زرع النفوذ والتأثير، إلى جانب نشاطها السيبراني وتطوير الصواريخ والطائرات المسيرة.
ويحذّر خبراء أمنيون من أنّ: "نجاح إيران في تجنيد مواطنين إسرائيليين، حتى إن لم يكونوا في مواقع حساسة، يفتح الباب أمام اختراقات أكبر وأكثر تعقيداً في المستقبل القريب".