تواجه مجتمعات العملات الرقمية حول العالم موجة متصاعدة من الهجمات العنيفة التي تستهدف المستثمرين والمديرين التنفيذيين، إذ يلجأ المجرمون إلى الاختطاف والتعذيب لابتزاز فدية تُدفع بالعملات المشفرة.
وأشارت صحيفة "
وول ستريت جورنال" في تقرير موسع، إلى أن هذه الهجمات أصبحت أكثر تواترا، وسط ارتفاع كبير في قيمة الأصول الرقمية، وعلى رأسها البيتكوين، ما جعل مالكيها أهدافا مغرية للمجرمين.
وسجلت
فرنسا وحدها خمس حالات اختطاف مرتبطة بالعملات المشفرة خلال الأشهر الأخيرة، بينما شهدت الولايات المتحدة وأستراليا وهيوستن حوادث مشابهة، تضمنت تهديدات بالسلاح وبتر أصابع وتعرض عائلات كاملة للاعتداء.
اظهار أخبار متعلقة
ونقل التقرير عن جيمسون لوب، المؤسس المشارك لشركة "كاسا" لأمن البيتكوين، قوله إن "الكثيرين بلغوا مستوى من الأمان يُشبه إخفاء الذهب تحت السرير. ولكن إذا كنتَ شخصية مرموقة… فهذا هو الوقت الذي يجب أن تقلق فيه بشأن الهجوم المادي".
وفي واحدة من أكثر الحوادث صدمة، تعرض ديفيد بالاند، أحد مؤسسي شركة "ليدجر" الفرنسية لمحافظ
العملات المشفرة، للاختطاف مع شريكه في كانون الثاني /يناير الماضي، وقام الخاطفون بقطع إصبع من يده لإجبار شركائه على دفع فدية قدرها 10 ملايين يورو. لاحقا، استعادوا 80 بالمئة من الفدية لأنها دُفعت بعملة مشفرة قابلة للتجميد.
وقالت المدعية العامة في
باريس، لور بيكو، تعليقا على العملية: "كان سباقا مع الزمن. كان الأمر يتعلق بتحرير الرهينتين، بإنقاذ حياتهما".
وأكد تقرير الصحيفة أن هذه الجرائم لم تعد عشوائية، بل باتت تنفذها عصابات منظمة تُجنّد المنفذين عبر تطبيقات مشفرة مثل "تلغرام" و"سيغنال"، وتتحكم بهم عن بُعد. وقال وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو إنه "من المحتمل أن تكون هذه الحالات مترابطة"، مشيرا إلى تشابه بين الحوادث.
اظهار أخبار متعلقة
كما أضاف ريتايو أن السلطات الفرنسية تدرس حاليا تقليص بعض التزامات الإفصاح التي ترى شركات العملات المشفرة أنها "قد تُعرّض العملاء للخطر في حال تسرب البيانات".
وتواجه الشركات تحديات متزايدة بعد تعرض منصة "كوين بيس" لخرق أمني كشف بيانات نحو 97,000 عميل، في حين تسببت اختراقات سابقة لشركتي "ليدجر" و"كرول" في تسريب معلومات حساسة استخدمها المجرمون لتحديد مواقع الضحايا.
وحذرت تايلور موناهان، الباحثة في شركة "ميتاماسك"، من أن المجرمين أصبحوا بارعين في "استخدام قواعد البيانات والمصادر المدفوعة لتحديد عناوين الضحايا".
وأضافت موناهان، حسب التقرير، أن "الجيل الأصغر سنا يتمتع بخبرة كبيرة في استخدام الإنترنت، وهم بارعون جدا في التشهير بالأشخاص".