كان للعصابات الصهيونية المسلحة دور محوري ومهم في التمهيد لتنفيذ
النكبة، عبر مجازر وحشية مروعة، ارتكبتها ضد
الفلسطينيين حتى عام 1948 الذي أعلن فيه قيام "دولة إسرائيل".
وللمفارقة، فإن هذه العصابات الإجرامية التي رعتها ومولتها الحركة الصهيونية، وغضت الطرف عنها حكومة الانتداب البريطاني في فلسطين، بل وقدمت لها تسهيلات جوهرية، شكلت لاحقا "الجيش الإسرائيلي" الذي يُزعم أنه الأكثر أخلاقية، رغم أساساته الإجرامية، وحاضره الوحشي، والذي يظهر جليا في قطاع غزة حيث يرتكب هناك إبادة جماعية غير مسبوقة في التاريخ الحديث.
وتاليا تعيد "عربي21" تسليط الضوء على العصابات الصهيونية:
هاشومير
من أوائل المنظمات الصهيونية المتخصصة التي شكلت في فلسطين عام 1909، تحت ذريعة الدفاع وحراسة المستعمرات والممتلكات اليهودية في فلسطين.
أسستها مجموعة من المهاجرين اليهود، في عصر الدولة العثمانية، وامتد عملها إلى عصر الانتداب البريطاني وقامت في ذلك الوقت بمهاجمة التجمعات الفلسطينية، وتنفيذ باكورة المجازر الكبيرة.
في بداية العشرينيات، قررت هاشومير حل نفسها وإعلان تأسيس الـ"هاغاناه"، إلا أن عدداً من أعضائها المتطرفين رفضوا الانضمام وأسسوا مجموعة محاربة صغيرة أطلقوا عليها اسم "كتائب العمل".
الهاغاناة
هي أكبر وأكثر العصابات تطرفا ودموية، تأسست في العام 1921 في مدينة القدس، كان الهدف المعلن من تأسيسها "الدفاع عن أرواح وممتلكات المستوطنات اليهودية في فلسطين" خارج نطاق الانتداب البريطاني، وبلغت المنظمة درجةً من التنظيم مما أهّلها لتكون حجر الأساس لجيش الاحتلال لاحقا.
اظهار أخبار متعلقة
بحلول العام 1936، أصبح أعداد الهاغاناة 10000 مقاتل و40000 من الاحتياط، حيث ساعدت هذه المنظمة في قمع الثورة الفلسطينية بين عامي 1936 - 1939، وتعاونت في ذلك مع القوات البريطانية. كما شنت هجمات دامية على الفلسطينيين.
من أبرز قادتها، اثنان من رؤساء حكومات الاحتلال السابقين، وهم إسحاق رابين، أرئيل شارون، والوزير المتطرف، رحبعام زئيفي، والأخير قتلته المقاومة الفلسطينية مع بداية الألفية الثانية.
إرغون
منظمة صهيونية شبه عسكرية تشكلت عام 1931 يُعزى لها الكثير من المجازر التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني لمنظمة الإرغون.
كان شعارها يتكون من خريطة فلسطين والأردن وعليها صورة بندقية كتب حولها "راك كاخ" أي "هكذا وحسب".
اظهار أخبار متعلقة
تعد هذه المنظمة الأكثر دموية بين العصابات، وهي فرع من فروع "الهاغاناة"، واشتهرت بارتكابها مذبحة دير ياسين عام 1948.
تلقّت الإرغون دعماً سريّاً من بولندا ابتداءً من العام 1936 وكانت الحكومة البولندية تأمل في تشجيع الهجرة اليهودية البولندية عن طريق هذا الدّعم.
تمثّل الدعم البولندي للإرغون في تقديم العتاد والتدريبات العسكرية، وفي العام 1943، تولّى «مناحيم بيغن» (أحد رؤساء وزراء إسرائيل لاحقاً) قيادة عصابة الإرغون، وبُعيْد إعلان دولة الكيان الصهيوني.
خلال ثورة فلسطين التي قامت ضد الانتداب البريطاني على فلسطين 1936 – 1939، قامت المنظمة الصهيونية إرغون بما يزيد عن 60 عملية إرهابية ضد الفلسطينيين العرب.
شنت عصابة الإرغون سلسلة من العمليات الإرهابية إبان نشوب الحرب العالمية الثانية، راح ضحيتها ما يزيد عن 250 شهيدا من العرب الفلسطينيين في تلك الفترة. وظلت ترتكب المجازر حتى عام 1948.
اظهار أخبار متعلقة
بيتار
هي عصابة شبابية صهيونية تأسست في عام 1923 في ريغا بلاتفيا بواسطة فلاديمير جابوتنسكي، قبل أن تنتقل إلى فلسطين.
تشكلت الحركة كتطبيق عملي لمبادئ الفاشية الصهيونية معتمدة على التكتيكات السياسية المدعومة بالعسكرية المتطرفة مع توليفة من الأعمال الدعائية لتحقيق أقصى حالة من القوة العسكرية والوحدة الاجتماعية لتأسيس الدولة اليهودية.
كانت هذه العصابة مكونة من غلاة المتطرفين وارتكبوا مجازر وحشية بشعة بحق الفلسطينيين.
خرج من هذه الحركة العديد من الشخصيات السياسية في
دولة الاحتلال، مثل رئيس الوزراء الأسبق، إسحاق شامير، ومناحم بيغن.
شتيرن أو "ليحي"
منظمة معروفة على نطاق واسع باسم عصابة شتيرن أسست عام 1941، وتعد من أكثر الميليشيات الصهيونية شراسة وشهرة. كانت شتيرن تفضل التحالف مع ألمانيا النازية بدلاً من بريطانيا.
يعود السبب الرئيسي لإنشاء جماعة شتيرن لرغبة مؤسسها وأتباعه العمل المستقل خارج نطاق وتوجيهات المنظمة الصهيونية العالمية، بل وحتى بعيداً عن مظلّة الهاغاناه، الذراع العسكري للمنظمة الصهيونية على أرض فلسطين قبل إعلان "إسرائيل" في عام 1948.
نمت حتى حرب عام 1948 إلى ثلاثة ألوية قتالية بالإضافة إلى وحدات جوية وبحرية واستخباراتية. واشتهرت بارتكابها مذابح كثيرة، منها مذبحة دير ياسين عام 1948.
اظهار أخبار متعلقة
أسهم البلماح بشكل كبير في الثقافة والشخصية الإسرائيلية. كون أعضائه العمود الفقري لجيش الاحتلال باحتلالهم مناصب قيادية، بالإضافة إلى بروزهم في السياسة والأدب والثقافة الإسرائيلية.
كان له الدور الأكبر في قتل وتعذيب وتشريد وتهجير وتدمير وقلع واقتلاع واضطهاد آلاف الفلسطينيين. أضف إلى ذلك كله، دوره في عمليات إرهابية وتفجيرات أودت بحياة الآلاف.