قال معاون وزير الطوارئ
والكوارث السوري، الدكتور حسام الحلاق، إنهم يعملون
على وضع "خطط لتطوير منظومات الاستجابة ومواجهة
الكوارث في
سوريا، وهذه الخطط تشمل إنشاء معهد عال للطوارئ والكوارث في جامعة دمشق، وتنفيذ برامج تدريب وطنية ودولية، وتعزيز مشاركة المجتمع المدني والمتطوعين في
الاستجابة، وإطلاق حملات إعلامية لرفع الوعي المجتمعي، والتوعية وتمكين المجتمعات، وسيتم ذلك
خلال السنوات القادمة".
ولفت، في مقابلة خاصة
مع "عربي21"، إلى أن "هناك دعما إقليميا ودوليا لوزارة الطوارئ والكوارث السورية؛ حيث تم توقيع اتفاقية تعاون مع قوة الأمن الداخلي
(لخويا) القطرية، وهناك تعاون مستمر مع الأمم المتحدة والصليب الأحمر وعدد من الدول
الشقيقة والصديقة، كما يجري العمل على إنشاء صندوق طوارئ وطني بتمويل مشترك من الدولة
والداعمين الدوليين".
وأوضح الحلاق أنه "تم
تكليف
وزارة الطوارئ والكوارث في الحكومة السورية الانتقالية بقيادة وتنسيق جهود الدولة
في مواجهة الكوارث والطوارئ بجميع أنواعها من خلال إعداد السياسات والخطط الوطنية، وتطوير أنظمة الإنذار المبكر، والإشراف المباشر على الاستجابة الميدانية
وفرق الإنقاذ والإطفاء، ودعم خطط التعافي وإعادة الإعمار".
اظهار أخبار متعلقة
وأشار معاون وزير الطوارئ
والكوارث السوري، إلى أن "من أبرز التحديات التي تواجه
وزارتنا هي ضعف الإمكانيات
التقنية واللوجستية بسبب استمرار فرض العقوبات، ونقص البنية التحتية والخدمات في المناطق المتضررة، والاعتماد النسبي على التمويل الدولي في التدريب
والتجهيز".
وذكر أنه "سيتم
الإعلان عن تطبيق الطوارئ الإلكتروني في سوريا حينما يتم الانتهاء من التجارب التقنية، ومن المتوقع
الإعلان عن إطلاق التطبيق رسميا خلال الربع الثالث من عام 2025 تحت اسم (أبشر)، ليتيح
للمواطنين إرسال نداءات استغاثة بالصوت أو الفيديو مع تحديد الموقع بدقة".
ونوّه إلى أن
"التنسيق والتعاون بيننا وبين كل الوزارات الأخرى ومنظمات المجتمع المدني، عال جدا في مواجهة الطوارئ والكوارث، وخلال الأيام الماضية تم تشكيل غرفة عمليات مشتركة
من قِبل وزارة الطوارئ والكوارث تضم وزارات الزراعة والدفاع والداخلية والخارجية، بهدف
تنسيق الجهود والسيطرة على الحرائق والاستجابة وحماية البيئة، وهناك تعاون بين
الجميع على مختلف المستويات من أجل إنجاز الأعمال والمهام المختلفة".
واستطرد قائلا:
"كما أننا نعمل على إعداد الخطط وتطوير قاعدة بيانات وطنية تشمل أنواع الكوارث
والمخاطر وتوزيعها الجغرافي، بالتعاون مع الهيئات المحلية والدولية المتخصصة".
اظهار أخبار متعلقة
حرائق الغابات
وعلى صعيد ملف الغابات
ومواجهة الحرائق، أوضح أنه "تم وضع خطة وطنية لمواجهة
حرائق الغابات بالتعاون
مع وزارة الزراعة والدفاع المدني، مع دراسة إمكانية استقدام طائرات متخصصة لمكافحة
الحرائق وتعزيز أنظمة المراقبة المبكرة عبر الطائرات المسيرة".
وشدّد على أن
"فرق الدفاع المدني مُجهّزة وتعمل بفعالية في جميع المحافظات، ويتم تدريبها
للتعامل مع مختلف السيناريوهات، وهناك خطط مستقبلية لاستقدام طائرات مُخصصة للإنقاذ
والإطفاء بالتعاون مع الدول الصديقة والداعمين الدوليين".
يُشار إلى أن فرق الإطفاء
السورية نجحت في إخماد حرائق ضخمة اندلعت في جبل التركمان بريف اللاذقية شمال غربي
البلاد، وذلك بعد 7 أيام من العمل المتواصل، وسط ظروف صعبة.
وذكر الحلاق أن
"غرفة العمليات المشتركة، والتي تضم كلا من وزارات الطوارئ والكوارث، والزراعة،
والداخلية، والخارجية، والدفاع المدني السوري، تم تشكيلها بهدف الاستجابة والسيطرة
على الحرائق التي اندلعت في منطقة الربيعة في ريف اللاذقية، لكن بسبب العوامل الجوية
وازدياد سرعة الرياح انتشرت الحرائق بشكل سريع، وتعقّدت الأوضاع نظرا لبُعد مصادر المياه،
فضلا عن وعورة الطرقات".
وأردف: "لقد سعينا
إلى حشد كل الطاقات الممكنة من أجل إخماد الحرائق ومنع انتقالها إلى أماكن جديدة، وهو
ما نجحنا فيه بعد أسبوع من الجهود المكثفة، ونشكر كل الجهات المحلية والخارجية التي
ساهمت في إخماد تلك الحرائق، وخاصة الجهود التي قادتها غرفة العمليات المشتركة التي
تم تشكيلها من قِبل وزارة الطوارئ والكوارث".
ونوّه معاون
وزير الطوارئ والكوارث السوري، إلى أنه "لم تتم معرفة أسباب
الحرائق المشتعلة على وجه الدقة؛ إذ لم تصدر وزارة الداخلية أو قوى الأمن الداخلي إلى
الآن معلومات عن أسباب الحرائق، لكننا نجري تحقيقات لمعرفة أسبابها".
علاقة "الخوذ البيضاء" بالحكومة السورية
وبشأن العلاقة بين
"
الخوذ البيضاء" والحكومة السورية الانتقالية، قال الحلاق: "منذ تأسيس
وزارة الطوارئ والكوارث، حرصنا على بناء علاقة تكاملية وشراكة وثيقة مع منظمة الدفاع
المدني السوري المعروفة بـ (الخوذ البيضاء)؛ فهذه المنظمة البطلة، التي قدّمت التضحيات
وأثبتت كفاءة استثنائية خلال السنوات الماضية في أخطر المناطق، أصبحت اليوم جزءا لا
يتجزأ من منظومة الاستجابة الوطنية".
اظهار أخبار متعلقة
وتابع: "نقوم
الآن بإعداد هيكلة واضحة لتوزيع الاختصاصات بين الوزارة والدفاع المدني بما يضمن استفادة
قصوى من إمكانيات الخوذ البيضاء ضمن إطار الدولة؛ فهناك مهام سيادية كانت تقع على عاتق
الدفاع المدني بشكل تطوعي أصبحت الآن من اختصاص الوزارة مباشرة مثل إدارة عمليات الإطفاء
الواسعة النطاق، ومهمة قيادة فرق البحث والإنقاذ المركزية يجري نقلها إلى إشراف الوزارة
لضمان توحيد القيادة".
وواصل حديثه
قائلا: "في المقابل، ستستمر منظمة الدفاع المدني بالاضطلاع بالمهام التي تبتعد
عن الاختصاص الحكومي المباشر أو تلك الداعمة لجهودنا، كالمشاركة في أنشطة التعافي المبكر
والمساعدة في مشاريع إعادة الإعمار على المستوى المحلي وغيرها".
وأضاف: "سوريا اليوم بحاجة ماسة لمثل
هذه الوزارة، خاصة في ظل الحجم الهائل للكوارث والطوارئ التي تعرّضت لها بلادنا
على مدى الـ 14 عاما الماضية، وبالطبع فسوريا تحتاج إلى بناء منظومة استجابة وطنية
تكون على قدر المسؤولية في مواجهة التحديات والكوارث التي قد تشهدها بلادنا بأي
مرحلة، ولذلك نحن نسعى جاهدين إلى بناء منظومة وطنية للاستجابة الفعالة
والعاجلة للطوارئ، للحد من المخاطر والكوارث الطبيعية والبشرية المحتملة".
ووزارة الطوارئ وإدارة الكوارث هي وزارة مُستحدثة تابعة لحكومة سوريا، تأسست
في 29 آذار/ مارس 2025، بهدف المواجهة في حالات طارئة في سوريا.