بورتريه

عاصم منير أحمد شاه | جنرال باكستان القوي ولاعب الكريكيت الملتزم

عربي21
عربي21
تطلق عليه وسائل الإعلام الهندية "الجنرال الملا"، لتقيده الشديد بتعاليم الإسلام وحفظه القرآن الكريم، إلا أن مؤيديه يعتبرون هذا التوصيف دليلا على "توازن الشخصية وعمق القيم" التي تحكم توجهاته الوطنية والدينية.

ورغم أنه الرجل الأقوى في الباكستان غير أنه يفضل البقاء بعيدا عن وسائل الإعلام.

متشدد تجاه الهند، ويؤمن بأن الصراع مع نيودلهي هو في جوهره صراع ديني.

ويعتبر أن الصراع حول كشمير يتجاوز الأبعاد السياسية والأمنية، ليأخذ طابعا عقائديا.

تعود أصول، عاصم منير، واسمه الكامل، سيد عاصم منير أحمد شاه، والمولود في مدينة روالبندي القريبة من إسلام آباد عام 1968، لعائلة محافظة تعود جذورهم إلى البنجاب في الهند، حيث هاجر والداه بعد تقسيم الهند عام 1947.

كان والده مدرسا ومدير مدرسة فنية، نشأ في مدينة روالبندي المحاذية للعاصمة الباكستانية إسلام آباد، وكان إمام  مسجد قريش، الواقع في منطقة ديري حسن آباد.

اظهار أخبار متعلقة



تلقى عاصم منير تعليمه الديني المبكر في مدرسة إسلامية تقليدية في راولبندي، وهي المدرسة المركزية دار التجويد، ونشأ في بيئة محافظة ومتدينة أثرت بشكل مباشر في تكوينه الفكري والسلوكي، حيث بدأ تعليمه في المدارس المحلية وأظهر انضباطا ملحوظا منذ صغره، كما كان مولعا بالرياضة وخاصة لعبة الكريكيت التي مارسها في شبابه.

حصل على تكوين عسكري وأكاديمي عالي المستوى، فقد التحق بأكاديمية تدريب الضباط في مانغلا وتخرج منها عام 1986، وقد نال وسام "سيف الشرف" المرموق الذي يمنح لأفضل الخريجين، وهو ما يعكس تميزه المبكر، كما تابع دراسته العليا في جامعة الدفاع الوطني بإسلام آباد حيث نال درجة الماجستير في السياسات العامة وإدارة الأمن الاستراتيجي، وتلقى أيضا تدريبات عسكرية متقدمة في عدد من الدول مثل اليابان وماليزيا، وهو ما أكسبه خلفية معرفية واسعة في الشؤون العسكرية والإستراتيجية.

التحق في الجيش الباكستاني عام 1986 وبدأ حياته العملية بالجيش في الكتيبة 23 من  قوات حرس الحدود الباكستانية، ثم قاد فرقة في المناطق الشمالية برتبة عميد تحت قيادة الجنرال قمر جاويد باجوا، الذي كان يترأس فيلقا للجيش الباكستاني، كما خدم في المناطق المتنازع عليها مع الهند، وخدم في المملكة العربية السعودية.

شغل منصب قائد قوة المنطقة الشمالية في الجيش ما بين عامي 2014 و2016. ثم عين مديرا عاما للاستخبارات العسكرية في الفترة من عام 2016 وحتى عام 2018 حين تسلم موقع مدير المخابرات العامة وبقي فيها مدة قصيرة نسبيا لا تتعدى ثمانية أشهر حيث حل مكانه الجنرال فايز حميد بطلب من رئيس الوزراء آنذاك عمران خان، وقيل إن خان أقاله بعد خلاف معه.

اظهار أخبار متعلقة



عاد إلى الجيش بتولي قيادة فيلق للجيش في إقليم البنجاب ما بين عامي 2019 و2021، حيث ترأس قيادة الإمداد والتموين المسؤولة عن الإمداد لجميع وحدات الجيش الباكستاني حتى عام 2022 حيث تولى منصب القيادة العامة للجيش الباكستاني خلفا للجنرال قمر جاويد باجوا، الذي انتهت فترة ولايته الثانية في المنصب العسكري الأعلى والأقوى في باكستان.

سعى الجنرال عاصم إلى تحسين علاقات باكستان مع الدول الكبرى والدول الإقليمية، حيث أجرى في عام 2023 زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، التقى خلالها بعدد من المسؤولين العسكريين والسياسيين، وناقش ملفات التعاون الدفاعي ومكافحة الإرهاب، كما يتمتع بعلاقات وثيقة مع المملكة العربية السعودية نتيجة خدمته السابقة هناك، ويعمل على تعزيز الشراكات الاستراتيجية مع الصين وتركيا ودول الخليج في إطار سياسة تنويع التحالفات الخارجية بعيدا عن الاعتماد الكامل على واشنطن.

لم يكن يظهر كثيرا في وسائل الإعلام الباكستانية، وكان يفضل العمل بعيدا عن الأضواء، مقتصرا ظهوره على مناسبات عسكرية رسمية، لكنه ظهر بشكل مفاجئ، وكان ظهور الضرورة والحاجة، فقد استدعت الظروف الداخلية لدى الجيش الباكستاني ذلك لإعادة ترميم صورته، بعد سنوات من الأزمات السياسية، والانقسامات الداخلية، والانهيار الاقتصادي، التي أضعفت مكانة المؤسسة العسكرية في البلاد.

لا يخفي "الجنرال الملا" عداوته وكراهيته للهند، وقد ربطت وسائل الإعلام الهندية فترة رئاسته للمخابرات الباكستانية بتفجير "بولواما" بالهند الذي أسفر عن مقتل 40 من أفراد الشرطة الهندية، وهي فترة تصاعدت فيها التوترات بين باكستان والهند، وكان البلدان على وشك الدخول في حرب واسعة.

وكادت التوترات وقتها بين باكستان والهند، أن تشعل حربا واسعة النطاق.

اظهار أخبار متعلقة



تقدم الجميع وتسيد المشهد الإعلامي بعد الهجوم الذي وقع في نيسان/أبريل الماضي في الجزء الهندي من كشمير، وأودى بحياة 26 شخصا في مدينة باهالغام، ودفعه هذا الهجوم، الذي تنصلت منه  الباكستان، إلى تبني خطاب علني غير مألوف، حمل لهجة حادة ونبرة مواجهة مباشرة مع الهند.
وفي مشهد لافت، وقف منير فوق دبابة خلال مناورة عسكرية وأعلن "لا مجال للغموض. أي مغامرة عسكرية من جانب الهند ستقابل برد سريع، حاسم، ومتصاعد".

يعرف الجنرال عاصم بمواقفه المتشددة تجاه الأمن القومي لبلاده، ويركز بشكل كبير على حماية الحدود ومكافحة الإرهاب والتطرف، كما أن له مواقف صارمة من التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للبلاد، وربما يكون هذا السبب وراء العلاقة المتوترة بين الباكستان وبين الجارة أفغانستان، ويعد عاصم منير الهدف الأول لهجوم الإعلام الأفغاني عليه.

لا يكترث كثيرا لغضب أعداء بلاده  وجيرانها  فهو قومي باكستاني متشدد في هذا الجانب تحركه عقيدة قتالية ترى في كل ما يجري حوله صراعا دينيا.

التعليقات (0)