مقابلات

أوكسفام لـ"عربي21": غزة تشهد أسوأ كارثة إنسانية في التاريخ المعاصر (فيديو)

مسؤولة الإعلام والاتصالات في منظمة أوكسفام غادة الحداد أكدت أن منع دخول المساعدات لغزة يُعد كارثيا للغاية- عربي21
مسؤولة الإعلام والاتصالات في منظمة أوكسفام غادة الحداد أكدت أن منع دخول المساعدات لغزة يُعد كارثيا للغاية- عربي21
قالت مسؤولة الإعلام والاتصالات في منظمة أوكسفام الدولية، غادة الحداد، إن "قطاع غزة يشهد أسوأ كارثة إنسانية في التاريخ المعاصر، وخطر المجاعة أصبح وشيكا ما لم يتحرك العالم فورا، خاصة في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية، ومنع دخول جميع أنواع المساعدات لأكثر من شهرين متتابعين".

وأكدت، في مقابلة مصورة مع "عربي21"، أن "الحظر والمنع الذي فرضته إسرائيل على دخول المساعدات لغزة يُعد كارثيا للغاية، حيث حرم العديد من العائلات من الحصول على المواد الضرورية الأساسية مثل الغذاء والماء والدواء، وهذا الحصار الخانق يدمر حياة ملايين المدنيين –أطفال ونساء وكبار سن– ممن لا ذنب لهم سوى أنهم وُلدوا في هذا المكان من العالم".


وأشارت الحداد إلى أن "هناك عائلات في غزة لجأت إلى أكل ما لا يُؤكل، ويضطرون إلى تناول مصادر غذائية غير تقليدية؛ فهناك تقارير عن أطفال يمضغون ورق الشجر، ولمسنّين يبحثون في الأنقاض عن بقايا طعام. هؤلاء لا يعيشون في غابة، بل في واحدة من أكثر المناطق اكتظاظا بالسكان على وجه الأرض".

ومنذ 2 آذار/ مارس الماضي، تغلق إسرائيل معابر قطاع غزة أمام دخول المساعدات الغذائية والإغاثية والطبية والبضائع، ما تسبب بتدهور كبير في الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين، وفق ما أكدت تقارير حكومية وحقوقية ودولية.

وتاليا نص المقابلة المصورة مع "عربي21":

ما رؤيتكم للوضع الإنساني في قطاع غزة اليوم؟


الوضع الإنساني في غزة يُعد كارثيا بكل المقاييس، حيث إن وصفه بالكارثي لا يعكس مطلقا حجم المأساة الحقيقية والبشعة التي يعيشها السكان؛ فهناك نقص حاد في الغذاء، وندرة شديدة في وصول المجتمعات إلى المياه النظيفة، بالإضافة إلى شح الإمدادات الطبية بشكل كبير. نحن لا نتحدث فقط عن أزمة إنسانية، بل عن انهيار كامل لكل مقومات الحياة، ولم يعد هناك مكان آمن ولا حتى شربة ماء مضمونة.

العديد من العائلات الفلسطينية في قطاع غزة تواجه ظروفا قاسية للغاية، نتيجة الحصار الإسرائيلي الخانق الذي فرضته قوات الاحتلال منذ الثاني من آذار/ مارس الماضي، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع المأساوية. واستئناف الحرب الإسرائيلية على القطاع منذ الثامن عشر من آذار/مارس زاد الطين بلة، حيث انتشر سوء التغذية، وانهارت الخدمات الأساسية، وتوقفت العجلة الإنسانية تقريبا بالكامل.

قطاع غزة يعاني اليوم من شلل شامل في الجهود الإنسانية على أرض الواقع، وخطر المجاعة أصبح وشيكا ما لم يتحرك العالم فورا.

كيف تنظرون لقيام إسرائيل منذ أكثر من شهرين بمنع دخول جميع المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة؟

الحظر والمنع الذي فرضته إسرائيل يُعد كارثيا للغاية، حيث حرم العديد من العائلات في قطاع غزة من الحصول على المواد الضرورية الأساسية مثل الغذاء والماء والدواء، وهي حقوق إنسانية أساسية يكفلها القانون الدولي الإنساني.

مثل هذا الحظر والحصار الخانق الذي تفرضه إسرائيل يُعتبر انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني، وهو ما أدى إلى خلق أزمة إنسانية متفاقمة بشكل خطير في القطاع.

هذا الحصار الخانق جريمة أخلاقية وإنسانية. منع دخول المساعدات يدمر حياة ملايين المدنيين –أطفال ونساء وكبار سن– ممن لا ذنب لهم سوى أنهم وُلدوا في هذا المكان من العالم؛ فهذا الحصار المُحكم هو خنق علني ومدروس لأرواح بشرية. بعض الأهالي الذين يفارقون الحياة اليوم لم يسقطوا بصاروخ، بل سقطوا لأن شاحنة أغذية لم يُسمح لها بالدخول، لأن دواء السرطان تُرك على الحدود حتى فسد بعضه، لأن العالم لم يصرخ كفاية.

هل استمرار منع دخول المساعدات الإنسانية ربما يؤدي إلى تلف بعض هذه المساعدات؟

بدون وصول المساعدات في الوقت المناسب، تُهدَر السلع وقد تُتلف أو تفسد بالفعل، خاصة تلك السلع القابلة للتلف. عندما يتم شراء مساعدات غذائية في وقت مُحدد بناءً على تقدير وصولها السريع إلى قطاع غزة، فإن إغلاق إسرائيل للمعابر يؤدي إلى تعطيل هذه العملية. نتيجة لذلك، تبقى المساعدات عالقة في المخازن حتى انتهاء صلاحيتها، مما يؤدي إلى تلفها وهدرها بالكامل.

بالإضافة إلى ذلك، لا تصل هذه المساعدات إلى العائلات التي هي بأمس الحاجة إليها، وهو ما يُشكّل مأساة إنسانية كبيرة ومعاناة شديدة؛ فبدلا من تسهيل دخول المساعدات إلى قطاع غزة، تستمر إسرائيل في وضع العراقيل أمام وصولها، مما يتسبب في خسائر مادية كبيرة ويؤدي إلى حرمان السكان من الدعم اللازم لبقائهم على قيد الحياة.

هناك أطنان من المساعدات العالقة –غذاء وأدوية ومستلزمات طبية– تتحلل ببطء بينما الناس تتحلل أسرع في الداخل. نرى شاحنات تتكدّس خلف المعابر. هذه المساعدات التي تُركت لتتلف تحت الشمس، كانت كفيلة بإحياء آلاف الأرواح.

لماذا لم تلق جميع الدعوات الدولية لفك الحصار عن غزة أي صدى حتى الآن؟

لا ندري لماذا لم تلقَ مثل هذه الدعوات أي صدى أو استجابة، نحن نتحدث عن قطاع غزة الذي يعيش تحت وطأة حرب ضروس وصعبة للغاية منذ أكثر من 18 شهرا.

الجميع في القطاع يقولون: "تغيرنا كثيرا بعد هذه الحرب"؛ فهي لم تغيّرهم فقط من الخارج، بل أيضا من الداخل.

إسرائيل لم تترك أي وسيلة أو أداة حرب إلا واستخدمتها؛ فقد اتبعت سياسة التجويع كسلاح، وقامت بقصف المراكز الصحية، ومرافق المياه، والمنشآت، وحتى خيام النازحين، كما أجبرت السكان على التهجير القسري من أماكن سكنهم ومأواهم.

كل هذه الجرائم كانت تُبث عبر التلفاز، وهناك العديد من الفيديوهات التي توثق مأساة الناس في قطاع غزة والفظائع التي ترتكبها إسرائيل. ومع ذلك، لا يوجد أي محاسبة لإسرائيل على هذه الجرائم والممارسات الوحشية، لذلك استمرت إسرائيل في انتهاك القانون الدولي الإنساني دون أي عقاب، وهو ما يجعلها تستمر في ارتكاب المزيد من الانتهاكات واستمرار الحرب.

الوضع في غزة اليوم ليس مجرد كارثة إنسانية. نحن أمام مجتمع يُجتث من جذوره، لا يجد ما يأكله، ولا مأوى يؤويه، ولا دواء يُسكن ألمه. في غزة، الأمهات لا يبحثن عن مدارس لأطفالهن، بل عن شيء يسد الرمق ليعيشوا ليوم آخر. المشافي باتت مقابر مؤقتة، والبيوت أنقاضا تحتها أناس يُنسَون. الوضع خرج من خانة "الطوارئ".

للأسف، يبدو أن هناك تواطؤا بالصمت، وتقاعسا في الفعل، وكأن حياة مليوني إنسان لا تستحق التحرك الفعلي. هذا الإخفاق الدولي سيُكتب في صفحات العار؛ لأن الضمير الدولي في هذه القضية بات هشا، هناك بيانات تخرج كل يوم، لكنها تُرمى في الهواء. الحقيقة المؤلمة أننا أمام نظام عالمي يسمح بالمأساة طالما أنها "بعيدة".

هل المجتمع الدولي عاجز عن إجبار إسرائيل على فك الحصار عن غزة؟

هو ليس عاجزا، بل اختار ألّا يستخدم أدواته. هناك قرارات أممية، قوانين دولية، وآليات محاسبة، لكنها تُجمَّد كلما تعلق الأمر بفلسطين. إن استمرار الحصار ليس فشلا أخلاقيا فحسب، بل تعبير عن تواطؤ من نوع ما، حتى وإن كان بالصمت.

المجتمع الدولي يتحمل مسؤوليات كبيرة، ليس فقط على الصعيد القانوني بل أيضا الأخلاقي، في ظل الحصار الذي فرضته إسرائيل منذ الثاني من آذار/ مارس، والذي أدى إلى خنق الشعب الفلسطيني. وبعد ذلك، عادت إسرائيل واستأنفت الحرب بشكل أكثر شدة ووحشية من الأشهر الأولى للعدوان.

المجتمع الدولي مُطالب اليوم بالضغط بكل ما لديه من قوة لإجبار إسرائيل على وقف هذه الحرب؛ فنحن نتحدث عن أكثر من 18 شهرا من القصف والغارات الجوية المتكررة، وطائرات الاستطلاع (الزنانة) التي لا تزال تحلق في سماء غزة، بالإضافة إلى استخدام المدفعية والآليات العسكرية المختلفة.

يجب على المجتمع الدولي التحرك بأقصى سرعة لضمان التزام إسرائيل بوقف إطلاق نار شامل وكامل، مع توفير ضمانات حقيقية لهذا الالتزام، لا نريد وقف إطلاق نار مؤقتا لبضعة أيام أو أسابيع، ومن ثم تستأنف إسرائيل الحرب بشكل أكثر شراسة، مما يؤدي إلى قتل الأبرياء من الأطفال والنساء.

الأولوية الآن هي الضغط على إسرائيل لفرض وقف إطلاق نار دائم وكامل، وهذه هي أهم خطوة يجب تحقيقها على الفور، وبعد ذلك، يجب رفع الحصار عن قطاع غزة والسماح بدخول كافة أنواع المساعدات الإنسانية دون قيد أو شرط.. هذه هي أهم مطالب الناس الآن في قطاع غزة.

ما تداعيات نفاد مخزون المساعدات الغذائية في قطاع غزة؟

أعلنت كافة المؤسسات الإغاثية في قطاع غزة نفاد مخزونها من الغذاء والوقود والماء. مؤسسة أوكسفام، إحدى هذه الجهات، قامت بتسليم آخر مساعداتها الغذائية يوم 20 نيسان/ أبريل المنصرم، والوضع اليوم يشهد أزمة حادة في التغذية، مع ارتفاع معدلات الأمراض نتيجة سوء التغذية الشديد.

في الأسواق المحلية، هناك عدد قليل جدا من الأكشاك التي تبيع الخضروات، والتي زرعها المزارعون في الأراضي التي لم تتعرض للقصف الإسرائيلي حتى الآن.

يتم بيع بعض المنتجات مثل الطماطم (البندورة)، والخيار، والباذنجان، ولكن بأسعار مرتفعة للغاية. ومع ذلك، يعاني غالبية سكان القطاع من أزمة سيولة حادة، حيث لا يمتلكون سيولة نقدية كافية لشراء حتى هذه المواد المحدودة.

الأوضاع الزراعية في القطاع ليست بأفضل حال؛ فمعظم الأراضي الزراعية تعرضت للقصف، مما أدى إلى هلاك المحاصيل وتدمير القدرة الإنتاجية الزراعية، والأراضي المتبقية قليلة ومحدودة للغاية، وإنتاجها ضئيل جدا، بالإضافة إلى ذلك، هناك معوقات أخرى تعوق الإنتاج الزراعي، مثل نقص المياه ونقص السيولة النقدية لدى السكان.

أصدرت «أوكسفام» عدة تقارير أكدت فيها أن إسرائيل تستخدم التجويع كوسيلة حرب. هذا لا يقتصر فقط على منع دخول المساعدات الإنسانية، بل يتعدى ذلك إلى أنواع متعددة من الحصار والهجمات، مثل قصف الأراضي الزراعية، منع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم القريبة من الحدود، وقطع إمدادات المياه.

الوضع الغذائي في قطاع غزة أصبح صعبا للغاية ومنهارا تماما، نتيجة للسياسات الإسرائيلية. عندما تنفد الأغذية، لا نتحدث فقط عن جوع، بل عن انهيار الجهاز المناعي لأطفال غزة، عن انتشار الأمراض، عن موت بطيء. نرى اليوم أجسادا نحيلة تتكئ على جدران مهدّمة، وأمهات يحتضنّ أطفالهن وهم لا يملكون لهم إلا الدعاء وفقط.

والنتائج لا تُقاس فقط بالأرقام، بل بالأصوات التي انطفأت، بالبطون التي خرّت من الجوع، بعيون الأمهات التي جفّت من الدموع. نفاد الغذاء يعني أطفالا يولدون بهياكل عظمية، ومرضى يموتون لا لخطورة حالتهم، بل لعدم توفر طبق من العدس أو ماء نظيف يبتلع به دواءه.

هل رصدتم قيام بعض الغزيين بأكل أوراق الشجر أو لحوم السلاحف أو ما شابه بسبب المجاعة في غزة؟

شهدنا في تقارير صادرة عن بعض المجتمعات في قطاع غزة أن العائلات لجأت إلى تناول مصادر غذائية غير تقليدية، أي غير مألوفة في المنطقة الفلسطينية؛ فعلى سبيل المثال، تقوم الأمهات بسلق وطبخ أوراق الشجر بسبب عدم توفر أي مواد غذائية أخرى في الأسواق أو داخل منازلهم، حيث لا تجد الأمهات خيارا أمامهن سوى البحث عن أي شيء يمكن أن يُطهى لأطفالهن الذين يتضورون جوعا.

من الصعب للغاية على أي أم أن ترى طفلها يطلب منها الطعام ولا تملك ما تقدمه له. هذه العائلات لم تلجأ إلى هذه الخيارات بدافع التفاخر أو الاختيار، بل بدافع اليأس الكامل بعد نفاد كل الخيارات الأخرى.

وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على عمق الأزمة الإنسانية التي يعيشها الناس في قطاع غزة وعلى الصعوبات الجسيمة التي يواجهونها فقط للبقاء على قيد الحياة.

بكل أسف هناك عائلات لجأت إلى أكل ما لا يُؤكل. هناك تقارير عن أطفال يمضغون ورق الشجر، ولمسنّين يبحثون في الأنقاض عن بقايا طعام. هؤلاء لا يعيشون في غابة، بل في واحدة من أكثر المناطق اكتظاظا بالسكان على وجه الأرض، مُحاصَرين من البر والبحر والجو.

نحن نتحدث هنا عن الغذاء، وهو حق أساسي كفله القانون الدولي لكل إنسان.

ومن المثير للاستغراب أن ننقل هذه الوقائع لأصدقائنا أو زملائنا في الخارج، حيث يبدون دهشتهم لأن فكرة استخدام التجويع كسلاح حرب تبدو بعيدة عن الخيال البشري.

هل هناك أرقام محدّثة عن معدلات سوء التغذية لا سيما بين الأطفال والنساء؟

لا أملك أرقاما دقيقة حول الوضع الحالي، نظرا لأن الأزمة مستمرة ومتفاقمة.

إحدى السيدات التي قابلتها أخبرتني أنها ذهبت إلى العيادة الطبية لأن طفلها كان يعاني من نقص حاد في الوزن، فأخبرها الطبيب أنه يعاني من سوء التغذية.

إذا استمرت الأزمة على هذا النحو، واستمر إغلاق المعابر، فإننا سنواجه معدلات مقلقة ومخيفة من سوء التغذية بين الأطفال والنساء.

نحن نتحدث عن الفئات الأكثر هشاشة في المجتمع، مثل الأطفال، النساء، الأشخاص ذوي الإعاقة، وأولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة. هذه الفئات تحتاج إلى عناصر غذائية قوية لتعزيز نموها، تطويرها، ومكافحة الأمراض التي تعاني منها.

لكن الواقع الذي نراه هو عكس ذلك تماما؛ فالأشخاص يفقدون أوزانهم بشكل ملحوظ، وكثير منهم أخبروني أنهم يعانون من هزال شديد وأمراض أخرى ناجمة عن سوء التغذية ونقص العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها الجسم.

ما مدى توفر المياه الصالحة للشرب للسكان الآن؟

المياه النظيفة المُخصصة للشرب أصبحت شحيحة للغاية، كما أن الوصول إليها بات محدودا بشدة؛ فإسرائيل قامت بقصف العديد من مرافق المياه في قطاع غزة، بما في ذلك محطات التحلية، مما أدى إلى تفاقم الأزمة.

منذ بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع وإغلاق المعابر في الثاني من آذار/ مارس 2025، تم قطع إمدادات المياه بشكل كامل، ولم يدخل الوقود إلى قطاع غزة.

الوقود ضروري لتشغيل محطات معالجة وتحلية المياه، لكن نقصه الشديد حال دون تشغيل هذه المحطات أو مرافق المياه الأخرى، هذا الوضع أدى إلى تقييد وصول السكان إلى المياه النظيفة.

كما أن الكثير من الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، مثل أمراض الكلى، بحاجة إلى مياه معبأة في زجاجات تحتوي على عناصر غذائية محددة حسب وصفات الأطباء، وبسبب عدم توفر هذه المياه في القطاع، اضطر هؤلاء الأشخاص إلى الاعتماد على مصادر مياه غير آمنة لحالتهم الصحية، مما يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة.

علاوة على ذلك، يساهم استخدام المياه الملوثة في تفشي الأمراض التي تنقل عبر المياه، مثل الإسهال، مما يزيد من معاناة السكان ويزيد الأوضاع الإنسانية سوءا.

كيف ترون استمرار بعض الدول كأمريكا وبريطانيا في بيع السلاح للاحتلال الإسرائيلي؟

معظم هذه الأسلحة تُستخدم لقتل الأطفال والأبرياء، بما في ذلك النساء والأشخاص ذوو الإعاقة، كما تُستخدم هذه الأسلحة في قصف المنازل فوق رؤوس ساكنيها وأصحابها الآمنين.

استمرار بيع الأسلحة يثير دائما مخاوف أخلاقية جدية؛ لأن استمرار بيع هذه الأسلحة يعني أنك تساهم في قتل هؤلاء الأطفال والعائلات، حتى وإن لم يكن ذلك بشكل مباشر.

نحن نتحدث هنا عن بيع الأسلحة في ظل أزمة إنسانية خانقة للغاية، وكأننا بحاجة لبيع الأسلحة.

بيع الأسلحة في مثل هذه الظروف يفاقم المعاناة الإنسانية في القطاع، ويتعارض تماما مع مبادئ القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، وقد يرقى إلى شراكة حقيقية في جرائم الحرب في غزة؛ فكل قذيفة تُستخدم ضد المدنيين تحمل بصمات مَن صدّروها. هؤلاء لا يمكنهم الادعاء بأنهم حماة حقوق الإنسان، وهم يوقّعون صفقات تسليح تُستخدم في قصف المدارس والمستشفيات. التاريخ لن يرحم هذه الازدواجية.

لذا، نتمنى من كافة شعوب الدول الضغط على حكوماتهم لإيقاف بيع الأسلحة إلى إسرائيل.

برأيكم، ما الحل الأنجع لوقف حالة التدهور الإنساني المتفاقمة في غزة؟

يُعتبر وقف إطلاق النار الشامل والكامل الحل الأهم والأمثل لوقف التدهور المستمر في الوضع الإنساني في قطاع غزة.

من الضروري جدا أن يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار، مع وجود ضمانات واضحة لضمان استمراريته بشكل شامل وكامل، فلا نريد أن يكون هناك وقف مؤقت لإطلاق النار يستمر لبضعة أسابيع فقط، ثم تعود إسرائيل لقصف القطاع مرة أخرى.

نطالب بوقف إطلاق نار دائم وكامل، يعقبه رفع الحصار ودخول المساعدات الإنسانية بشكل مستدام وغير مشروط. هذا هو السبيل الوحيد الذي يمكننا كفلسطينيين من خلاله العودة إلى حياتنا الطبيعية، والبدء في إعادة بناء وإعمار غزة كما كانت في السابق.

اليوم، إذا مشيت في شوارع غزة، ستجد أن معظمها ممتلئة بالركام والأنقاض، والبيوت المقصوفة والمهدمة التي تحتاج إلى سنوات طويلة لإعادة إعمارها.

لكن ذلك لن يكون ممكنا إلا بعد وقف إطلاق النار بشكل كامل، حتى نتمكن من إزالة هذا الركام واستعادة الحياة الطبيعية في غزة من جديد.

Image1_52025721270546128727.jpg
Image2_52025721270546128727.jpg
التعليقات (0)

خبر عاجل