وجّه الباحث في شؤون الشرق الأوسط، والمحاضر في الكلية الأكاديمية رامات جان، روني شالوم، انتقادات حادة لما وصفه بـ"عجز الغرب، وفي مقدمته الولايات المتحدة، عن مواجهة المثلث الذي يُبقي حركة
حماس على قيد الحياة"، والمتمثل في المال، والدبلوماسية، والتهديدات لدولة الاحتلال الإسرائيلي.
وفي مقابلة مع صحيفة "
معاريف" الإسرائيلية، أشار شالوم إلى أن "حماس، وإيران، وقطر، تتمتع بنوع من الحصانة على الساحة الدولية، تقوم على مزيج معقد من التمويل، والغطاء السياسي، والضغط من خلال الإرهاب"، لافتًا إلى أن طهران والدوحة تدعمان حماس بهدف تعزيز نفوذهما في المنطقة، واستخدام حلفائهما – مثل حزب الله والحركة – كورقة ضغط على الدول الغربية.
ووصف شالوم
قطر بأنها "عنصر محوري في المنظومة التي تتيح لحماس ليس فقط البقاء، بل والازدهار دوليًا"، مشيرًا إلى أن الإمارة الخليجية الثرية "توفر الدعم الاقتصادي والغطاء السياسي لحماس، وتستضيف قيادتها في الدوحة، في حين تُمنح في الوقت ذاته شرعية كوسيط دولي يحظى بالاحترام".
وكشف شالوم عن وجود تقارير تشير إلى تورط
إيران وقطر في تقديم رشى لكبار المسؤولين الغربيين، لضمان استمرار غضّ الطرف عن أنشطتهما الداعمة للإرهاب. وعلّق على دعوة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة لقطر بـ"اختيار جانبها"، قائلاً: "قطر اتخذت خيارها منذ زمن، فهي ليست مضطرة للاختيار مجددًا. هويتها الإعلامية والدبلوماسية تنتمي بوضوح إلى محور الإخوان المسلمين والتطرف الإسلامي".
وانتقد الباحث ما اعتبره تواطؤًا إسرائيليًا ضمنيًا مع هذا الواقع، مشيرًا إلى أن إسرائيل "تغض الطرف، ليس عن جهل، بل انسجامًا مع السياسة الغربية بقيادة واشنطن"، لافتًا إلى أن الولايات المتحدة "لا ترغب في معاداة قطر لما تملكه من موارد مالية ونفوذ سياسي"، مستشهدًا بتوقيع صفقات عسكرية ضخمة معها خلال الحرب على
غزة، من بينها عقد لبيع طائرات مسيّرة بقيمة ملياري دولار، وتمديد عقد استئجار قاعدة العديد الجوية، وصفقة تحديث أنظمة الدفاع الجوي بقيمة 197 مليون دولار.
اظهار أخبار متعلقة
واعتبر شالوم أن الاحتلال الإسرائيلي "مكبّل سياسيًا" طالما أن الولايات المتحدة لا تغيّر موقفها، متسائلًا: "إذا كانت واشنطن ترفض التعامل مع قطر كعدو، فهل تملك إسرائيل، التابعة لها، الجرأة على فعل ذلك؟ عندما تغض الولايات المتحدة الطرف، تفقد إسرائيل حرية اتخاذ مواقف مغايرة".
وحذّر الباحث من أن هذه السياسة الغربية لا تهدد إسرائيل فحسب، بل الغرب بأسره، مضيفًا: "ما يحدث ليس مجرد إغفال، بل سياسة واعية. فعندما يقابل الغرب الضعيف تطلعات إسلامية حازمة، يتمدد العنف وتتسع رقعته".
وزعم أن الامتناع عن فرض عقوبات على قطر وإيران بسبب دعمهما للإرهاب "يُغذي العنف ويفتح المجال أمام مزيد من التصعيد"، مشيرًا إلى أن "من لا يُحاسب، لا يتوقف عن العدوان".
واختتم شالوم تصريحاته بطرح سؤال قال إنه يجب أن يُوجَّه ليس إلى القدس فحسب، بل أيضًا إلى واشنطن: "هل اشترت قطر أسلحة أمريكية – أم أنها اشترت وقتًا إضافيًا لحماس؟ هل هي صفقة سلاح، أم صفقة دم؟".