الأطفال يدفعون الثمن الأكبر لمقاومة المضادات الحيوية عالميا

مضادات حيوية  جيتي
مقاومة مضادات الميكروبات هي الحالة التي تُطوّر فيها البكتيريا مقاومة للعلاجات المتاحة- جيتي
  • لندن- عربي21, وكالات
  • الإثنين، 14-04-2025
  • 04:20 ص
أظهرت دراسة حديثة أعدّها خبيران في صحة الطفل، أن أكثر من 3 ملايين طفل حول العالم توفوا في عام 2022 بسبب العدوى المقاومة للمضادات الحيوية، وهو رقم صادم يُسلّط الضوء على أزمة صحية متفاقمة تهدد مستقبل الأجيال القادمة. 

وتشير البيانات إلى أن الأطفال في أفريقيا وجنوب شرق آسيا، هم الأكثر تأثرا بهذه العدوى، في ظل تفاقم ظاهرة مقاومة مضادات الميكروبات (AMR)، وهي الحالة التي تُطوّر فيها البكتيريا مقاومة للعلاجات المتاحة، مما يجعل المضادات الحيوية غير فعّالة، بحسب ما نقلت "بي بي سي".

واعتمدت الدراسة، التي استندت إلى مصادر من بينها منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي، على تقديرات تُظهر ارتفاعا حادّا بأكثر من عشرة أضعاف في حالات العدوى المقاومة للأدوية بين الأطفال خلال ثلاث سنوات فقط، وهو ما كان من الممكن أن يكون أسوأ لولا تباطؤ العدوى خلال جائحة كوفيد-19.

اقرأ أيضا:

استئصال كلية خنزير لدى مريضة أمريكية بعد أربعة أشهر من عملية الزرع
 وأوضح الباحثان، الدكتورة يانهونغ جيسيكا هو من معهد مردوخ الأسترالي، والبروفيسور هيرب هارويل من مبادرة كلينتون للصحة، أن الإفراط في استخدام المضادات الحيوية، لاسيما تلك المخصصة لأخطر أنواع العدوى، ساهم في تفاقم المشكلة.

وبين عامي 2019 و2021، زاد استخدام المضادات الحيوية "المراقبة" بنسبة 160 بالمئة في جنوب شرق آسيا و126 بالمئة في أفريقيا، بينما ارتفع استهلاك المضادات الحيوية "الاحتياطية" بنسبة 45 بالمئة و125 بالمئة على التوالي في نفس المنطقتين. هذه الأدوية، التي تمثل الخط الأخير في مواجهة البكتيريا المقاومة، تفقد فعاليتها بسرعة، مما يقلّص خيارات العلاج المستقبلية بشكل خطير.

وسيعرض البروفيسور هارويل نتائج هذه الدراسة خلال مؤتمر الجمعية الأوروبية لعلم الأحياء الدقيقة السريرية في فيينا، مؤكدا أن مقاومة المضادات الحيوية تمثل تهديدا عالميّا غير متوازن، حيث يتحمل الأطفال العبء الأكبر منها. كما أشار إلى تعقيد المشكلة وتشعبها، موضحا أن المضادات الحيوية أصبحت جزءا من البيئة والطعام، مما يصعب إيجاد حلول سريعة لها.

اقرأ أيضا:

حبات صغيرة بمنافع كبيرة | تعرف على فوائد القرنفل (تفاعلي)
وشدد الخبراء على أن أفضل وسيلة للحماية تكمن في الوقاية من العدوى عبر تحسين معدلات التحصين، وتوفير مياه نظيفة، وتعزيز معايير النظافة. كما دعا هارويل إلى ترشيد استخدام المضادات الحيوية، وضمان وصفها فقط في الحالات المناسبة، وبالجرعات الصحيحة.

وفي تعليقها على الدراسة، قالت الدكتورة ليندسي إدواردز من كلية كينجز في لندن؛ إن الأرقام الجديدة "مثيرة للقلق"، ويجب أن تكون بمنزلة جرس إنذار عالمي، محذرة من أن الفشل في اتخاذ خطوات حاسمة قد يؤدي إلى تراجع عقود من الإنجازات في مجال صحة الطفل، خاصة في أكثر المناطق هشاشة حول العالم.
شارك
التعليقات