سياسة عربية

وزير مالية الاحتلال يعترف باستخدام التجويع كسلاح حرب ضد غزة

سموتريتش: لن يدخل غزة حبة قمح.. معترفا بتجويع الفلسطينيين - الأناضول
سموتريتش: لن يدخل غزة حبة قمح.. معترفا بتجويع الفلسطينيين - الأناضول
في تصريحات صادمة تكشف النوايا الحقيقية لحكومة الاحتلال الإسرائيلي، اعترف وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش صراحةً باستخدام سياسة التجويع كأداة حرب ضد سكان قطاع غزة، حيث قال في تصريحات صحفية الاثنين: "لن يدخل إلى قطاع غزة حتى حبة قمح واحدة". 

جاءت هذه التصريحات العنصرية رداً على تقارير إعلامية عبرية تفيد بتحضيرات جيش الاحتلال الإسرائيلي لاستئناف دخول المساعدات الإنسانية دون انتظار اتفاق لتبادل الأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية حماس.

وكان الاحتلال الإسرائيلي قد فرض حصاراً شاملاً على القطاع منذ الثاني من آذار/مارس الماضي، مما أدى إلى تدهور كارثي غير مسبوق في الأوضاع الإنسانية وفقاً لتقارير صادرة عن الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية دولية. 

وقد بررت الحكومة الإسرائيلية هذا القرار اللاإنساني بمحاولة الضغط على حركة حماس لقبول شروطها في المفاوضات الجارية، في خطوة وصفتها منظمات دولية بأنها تمثل "عقاباً جماعياً" ينتهك القانون الدولي الإنساني.

وأشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية في تقرير مفصل إلى أن القيادة العسكرية الإسرائيلية بدأت تدفع باتجاه استئناف محدود للمساعدات الإنسانية، محذرة من تبعات قانونية وسياسية خطيرة قد تطال قادة إسرائيليين بسبب التدهور المتفاقم للأوضاع الإنسانية في القطاع المحاصر. 

اظهار أخبار متعلقة


إلا أن سموتريتش استهجن هذه التوصيات العسكرية بلهجة متعالية، معتبراً أن الأولوية الاستراتيجية يجب أن تكون لهزيمة حماس عسكرياً وليس لإنقاذ المدنيين من المجاعة، في تصريحات تكشف عن النزعة الانتقامية المتطرفة التي تحكم القيادة السياسية الإسرائيلية.

من جانبه، أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان رسمي مقتضب أنه "يعمل وفق تعليمات المستوى السياسي"، مشدداً على رفضه "نقل أي مساعدات لحماس"، في إشارة واضحة إلى أن أي مساعدات إنسانية قد تصل إلى القطاع ستكون محدودة للغاية وخاضعة لشروط إسرائيلية صارمة، وهو ما يؤكد استمرار سياسة العقاب الجماعي ضد السكان المدنيين.

يذكر أن الأزمة الإنسانية في غزة وصلت إلى مستويات غير مسبوقة في التاريخ الحديث، حيث تشير إحصاءات صادرة عن وزارة الصحة في غزة ومنظمات دولية إلى نقص حاد في المواد الغذائية الأساسية والأدوية والمستلزمات الطبية، مع انتشار أمراض سوء التغذية بين الأطفال بشكل خاص. 

بينما يواصل الاحتلال الإسرائيلي مدعوما بدعم أمريكي عملياته العسكرية الوحشية التي خلفت حتى الآن أكثر من 166 ألف ضحية بين شهيد وجريح منذ بداية الحرب في تشرين الأول/أكتوبر 2023، معظمهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود تحت الأنقاض.
التعليقات (0)