نشرت مجلة "
ذا أتلانتيك" الأمريكية تفاصيل محادثة داخلية جرت بين مسؤولين أمنيين أمريكيين بارزين حول الضربات الجوية الأمريكية على
اليمن، وذلك بعد أن تمت إضافة رئيس تحرير المجلة، "جيفري غولدبرغ"، إلى مجموعة الدردشة على تطبيق سيغنال عن طريق الخطأ.
وفي حين امتنع غولدبرغ سابقًا عن نشر بعض مقتطفات هذه المحادثة، قرر لاحقًا نشر النصوص كاملة تقريبًا، بعد تأكيد مسؤولين أمريكيين عدم احتواء المجموعة على معلومات سرية.
وأوضح أن هذا التأكيد دفعه إلى الاعتقاد بأن الجمهور يجب أن يطلع على محتوى المحادثات للتوصل إلى استنتاجاته الخاصة.
خطة الضربات الجوية
كشفت المحادثات عن تفاصيل خطة الجيش الأمريكي لشن الضربات، حيث تم الإشارة إليها بـ"حزمة"، وهو مصطلح عسكري يشير إلى مجموعة من الطائرات، وأنظمة الأسلحة، وأجهزة جمع المعلومات الاستخباراتية المشاركة في العملية.
ووفقًا للمستشار السابق لوكالة الأمن القومي الأمريكية، جلين غيرستيل، فإن الادعاء بأن هذه المعلومات لم تكن سرية وقتها "غير قابل للتصديق"، مشيرًا إلى أن السرية قد تكون رُفعت لاحقًا، لكن أي تحرك عسكري وشيك يتضمن قوات أمريكية يُفترض أن يظل سريًا لحظة تنفيذه.
اظهار أخبار متعلقة
وتضمنت الرسائل الصادرة عن وزير الدفاع الأمريكي، بيت
هيغسيث، معلومات حول توقيت إطلاق الطائرات المقاتلة من طراز F-18، والفترة الزمنية المقررة لتنفيذ الهجمات، مع الإشارة إلى أنها كانت بانتظار "الإشارة"، والتي تعني في المصطلحات العسكرية مجموعة من الشروط الواجب تحققها قبل استخدام الأسلحة، وقد تكون هذه الإشارة مرئية، مثل إضاءة شاشة الهاتف المحمول.
ويرى فيليب إنغرام، الضابط السابق في الاستخبارات العسكرية البريطانية، أن المعلومات التي كُشِف عنها "تندرج تحت فئة السرية التامة"، موضحًا أنها قد تتيح رسم مسار الطائرات وتحديد مواقع انطلاقها.
وفي أعقاب هذا التسريب، أكد البيت الأبيض ومسؤولون أمريكيون أن المعلومات المسربة لا تشكل "خطط حرب"، فيما قال وزير الدفاع، بيت هيغسيث، عبر منصة إكس: "ما نُشر ليس سوى ادعاءات حول خطط عسكرية، لكنها لا تتضمن أسماء أو أهدافًا أو مواقع أو مسارات أو وحدات أو مصادر استخباراتية".
أظهرت إحدى الرسائل التي كتبها مايك والتز، مستشار الأمن القومي الأمريكي، تفاصيل تقييم الأضرار الناجمة عن الضربة العسكرية (BDA)، حيث أشار إلى أن المبنى المستهدف انهار، وأن الهدف كان خبيرًا في مجال الصواريخ تابعًا لجماعة الحوثي، تم رصده أثناء دخوله إلى مبنى يُعتقد أنه منزل صديقته.
وفي الرسالة ذاتها، هنّأ والتز وزير الدفاع هيغسيث وقادة أجهزة الاستخبارات الأمريكية، إلى جانب الجنرال مايكل كوريلا، قائد القيادة المركزية المسؤولة عن العمليات العسكرية في الشرق الأوسط.
اظهار أخبار متعلقة
ولم تكشف المحادثة عن الآلية التي استخدمها الجيش الأمريكي لتحديد موقع الهدف أو تتبع تحركاته، إلا أن خبيرًا عسكريًا – رفض الكشف عن هويته – أشار إلى احتمال استخدام منصات جوية، أو قدرات تتبع تكنولوجية، أو استخبارات بشرية على الأرض، أو مزيج من هذه الأساليب.
ووفقًا لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، أسفرت الموجة الأولى من الضربات الجوية عن مقتل ما لا يقل عن 53 شخصًا، واستهدفت أكثر من 30 موقعًا حوثيًا، من بينها مرافق تدريب، وبنية تحتية للطائرات بدون طيار، ومراكز قيادة وتحكم، ومنشآت لتصنيع وتخزين الأسلحة.
كما أشار البنتاغون إلى أن أحد المواقع المستهدفة كان يضم عددًا من خبراء الطائرات المسيّرة، إلا أنه لم يتضح ما إذا كان هذا هو الهدف الذي تحدث عنه والتز في المحادثة المسربة.