كشف باحثون عن آثار لكائنات دقيقة غير معروفة حفرت أنفاقا في الرخام والحجر الجيري في مناطق صحراوية بالسعودية وسلطنة
عمان وناميبيا، مشيرين إلى احتمال انتمائها لشكل حياة قديم قد يكون مجهولا.
وقال الجيولوجي سيس باسكير من جامعة "ماينتس" الألمانية، الذي قاد فريق البحث، إنه عثر على "ما يشبه جحورا صغيرة" في الصخور، حيث كشف التآكل عن هذه الأنفاق الأحفورية.
وأوضح باسكير أن الفريق أجرى تحليلات مكثفة ووجد مواد بيولوجية داخل الجحور، ما يعزز فرضية أن كائنات حية قد حفرتها، بحسب
دراسة نشرتها مجلة "
علم الأحياء الجيولوجية".
اظهار أخبار متعلقة
وأكد الفريق أن "الأصل الحيوي للهياكل المرصودة يفترض وجود الماء السائل، والذي بدونه سيكون النمو البيولوجي مستحيلا"، مشيرا إلى أن المناطق التي جرى فيها الاكتشاف قاحلة حاليا، لكنها شهدت في الماضي فترات مطيرة.
وأشار الباحثون إلى أن الفطريات والبكتيريا والأشنات تمتلك القدرة على العيش داخل الصخور في البيئات القاسية، لكن لم يُحدد بعد نوع الكائنات الدقيقة التي حفرت الجحور.
واستبعد باسكير أن تكون هذه الكائنات من البكتيريا الزرقاء، لأنها تحتاج إلى ضوء الشمس للتمثيل الضوئي ولا تحفر بعمق في الصخور. وأضاف أن "الفطريات أيضا غير مرجحة، لأن الجحور المكتشفة لا تتطابق مع أنماط نمو الفطريات المعروفة".
اظهار أخبار متعلقة
ولفت الباحثون إلى أن الجحور كانت واسعة جدا بحيث لا يمكن أن تكون قد حفرتها كائنات فردية، كما أنها أظهرت علامات تدل على أنها تشكلت بواسطة مستعمرات ميكروبية، مؤكدين أن "غبار كربونات الكالسيوم الموجود داخل الأنفاق يعد من الإفرازات الشائعة للميكروبات التي تعيش في الصخور"، رغم أنه لم يُعثر على أي كائنات متحجرة حتى الآن.
وشدد باسكير وزملاؤه في الدراسة على أنه "لا توجد أي عملية تجوية كيميائية أو فيزيائية معروفة يمكنها تفسير هذه الظاهرة"، ما يعزز الاعتقاد بأن هذه الأنفاق كانت بالفعل من صنع كائنات حية.