بورتريه

عالمة نفس يسارية تعري نفاق أوروبا حول "الإبادة" في غزة (بورتريه)

شغلت مونتيرو منصب وزيرة المساواة ما بين عامي 2020 و2023 في حكومة رئيس الوزراء الحالي  الاشتراكي بيدرو سانشيز الائتلافية- عربي21
شغلت مونتيرو منصب وزيرة المساواة ما بين عامي 2020 و2023 في حكومة رئيس الوزراء الحالي الاشتراكي بيدرو سانشيز الائتلافية- عربي21
أصبحت المرأة القادمة من مدريد قطعة أساسية في التشكيل الأرجواني، وسيدة اللحظة في السياسة الإسبانية منذ أن دخلتها عبر بوابة اليسار الراديكالي.

سياسية إسبانية منفتحة، تتحدث كثيرا وبطلاقة، صارمة، تسعى إلى الكمال، أنيقة ببساطة.

عالمة النفس، إيرين مونتيرو، المولودة في عام 1988 في حي موراتالاز بالعاصمة الإسبانية مدريد، تخرجت من جامعة مدريد المستقلة تخصص علم النفس، وبماجستير في علم النفس التربوي. حصلت على منحة دراسية من جامعة "هارفارد"، لكنها اختارت الانخراط في العمل السياسي بدلا من الانتقال إلى الولايات المتحدة.

بينما كانت تنهي دراستها وتحضر درجة الماجستير في التربية، عملت كأمينة صندوق في سلسلة متاجر مخصصة للإلكترونيات.

انضمت إلى "اتحاد الشباب الشيوعي الإسباني" عام 2004  منذ أن كانت في فترة المراهقة، ولم يكن هذا مستغربا في محيطها، وكان طبيعيا في بيئة من الطبقة العاملة والأيديولوجية اليسارية التي عاشت فيها.

وفي عامي 2009 و2011، أمضت فترتين مدة كل منهما 5 أشهر في تشيلي، وهي تجربة أثرت فيها كثيرا بحسب ما قالت لاحقا.

اظهار أخبار متعلقة


انضمت بعد انتخابات البرلمان الأوروبي في عام 2014 إلى حزب "بوديموس" (قادرون) اليساري الراديكالي.

رشحها الحزب لمجلس المواطنين في حزب "بوديموس"، وعينت رئيسة للحركات الاجتماعية، وبدأت في قيادة الحكومة الافتراضية للحزب، وفي ذلك الوقت أجلت مشروع أطروحتها للدكتوراه حول الأساليب الجديدة للإدماج التعليمي لتكرس نفسها بالكامل لحزب "بوديموس".

وما بين عامي2017 و 2020 كانت المتحدثة باسم المجموعة البرلمانية "متحدين نستطيع معا" في الكونغرس. وأصبحت بذلك أصغر امرأة تشغل منصب المتحدث الرسمي باسم البرلمان في الكونغرس الإسباني، بعد أن انتخبت نائبة عن مدريد.

في 2018، واجهت مشكلة داخلية في الحزب حيث طرح منصبها للتصويت بسحب الثقة، عقب ردود فعل غاضبة لشرائها منزلا ريفيا بقيمة 615 ألف يورو. وصوت نحو 68 % من أعضاء الحزب لصالح بقائها في المنصب بعد أن تبين أن المبلغ هو من إرث حصلت عليه من والدها.

شغلت منصب وزيرة المساواة ما بين عامي 2020 و2023 في حكومة رئيس الوزراء الحالي  الاشتراكي بيدرو سانشيز الائتلافية التي ما لبث الحزب أن انسحب منها.

ولاحقا ترشحت لعضوية البرلمان الأوروبي وفازت بمقعد بعد أن ترأست قائمة حزب "بوديموس".

وعقب انتخابها، عينت نائبة لرئيس كتلة اليسار في البرلمان الأوروبي. ورشحتها كتلة اليسار لرئاسة البرلمان التي ذهبت إلى المالطية، روبيرتا ميتسولا، بدعم من كتلة اليمين المتطرف في البرلمان.

اتخذت مونتيرو موقفا مبكرا وصريحا منذ بدء الحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر عام 2023، وقالت مونتيرو إن "انتهاكات إسرائيل للقانون الجنائي الدولي وجرائم الحرب يجب أن تواجه عواقب". و اتهمت الاتحاد الأوروبي بـ"التواطؤ" في "الإبادة الجماعية " في قطاع غزة.

ووصفت الاتحاد الأوروبي بأنه "خادم" لدولة الاحتلال. واستطردت قائلة إن "الاتحاد الأوروبي اليوم نفاق محض"، لأنه، بينما يرسل أسلحة إلى أوكرانيا فإنه "يتخلى عن الشعب الفلسطيني"، وهو "شريك لدولة الإبادة الجماعية الإسرائيلية".

اظهار أخبار متعلقة


وهاجمت رئيس الوزراء سانشيز  وطالبته بتطبيق القانون: "لا يمكن أن تكون بلادنا محطة عبور لنقل الأسلحة لإسرائيل".

وكتبت إيرين، عبر حسابها على منصة أكس" تقول: "إن إسرائيل تنتهك حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني منذ عقود في مواجهة صمت الكثيرين، الآن يرون أنهم يتمتعون بالقدرة على الاستمرار في فرض الصمت".. "لنتحرك الآن.. قطع العلاقات الدبلوماسية وفرض العقوبات الاقتصادية، ومحاكمتها في المحكمة الجنائية الدولية".

وذهبت مونتيرو، إلى المطالبة بمنع دولة الاحتلال من المشاركة في الرياضة الأوروبية.. توضح فكرتها أكثر: "لا يمكننا السماح باستخدام الرياضة لتبييض وجوه مرتكبي الإبادة الجماعية.. يا له من عار عميق، ويا له من اشمئزاز عميق وتواطؤ غير مقبول لأوروبا مع هؤلاء المجرمين".

وفتحت النار على رئيسة البرلمان الأوروبي: "لا أعرف إن كنت تدركين حجم النفاق والبؤس والانحطاط السياسي الذي ينطوي عليه انزعاجك من أن تلبس زميلتنا ريما حسن (فرنسية من أصول فلسطينية نائبة في البرلمان الأوروبي) كوفية في الجلسة العامة أكثر من انزعاجك من تواطؤ أوروبا في إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني!".

وعندما طرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فكرته المجنونة والعنصرية لتهجير سكان غزة، ونشر لاحقا فيديو للمشاريع التي سيقيمها في غزة، ردت عليه إيرين مونتيرو بشدة: "فيديو ترامب عن غزة لا يحتمل وهو مقزز ويروج للإبادة الجماعية وللطرد القسري للملايين من الفلسطينيين والفلسطينيات من أراضيهم. هذا فيديو يحول الإبادة إلى معلم سياحي يشرع خطة المجرمين ترامب ونتنياهو لتحويل غزة إلى منتجع سياحي".

لا تتوقف إيرين مونتيرو، ورفيقتها أيون بيلارا، زعيمة حزب "بوديموس" عن مهاجمة وفضح جرائم الاحتلال، وقد شبهت بيلارا مقتل الفلسطينيين النازحين حرقا في خيامهم بمستشفى شهداء الأقصى إثر قصف إسرائيلي بـ"غرف الغاز النازية".

بوجود إيرين مونتيرو، وأيون بيلارا، أصبح حزب "بوديموس" لاعبا أساسيا في السياسة الإسبانية والأوروبية وأحد ألوان الطيف الإسباني الأرجواني.
التعليقات (0)
الأكثر قراءة اليوم

خبر عاجل