هاجم العقيد العسكري الأردني المتقاعد محمد مقابلة، الأنظمة العربية بشدة، معبرًا عن حزنه وغضبه إزاء ما يتعرض له قطاع
غزة.
ووجه مقابلة انتقادات إلى عضو مجلس الأعيان الأردني عمر العياصرة، على خلفية دعوته حركة
حماس إلى تسليم ملف
المفاوضات إلى جهات عربية.
وقال مقابلة: "هل ننتظر من بريطانيا أو أمريكا أن تنصرنا؟ أحيانًا أتكلم بغضب، والذي يجري أقسم بالله وكأننا نحن المسلمين السنة مجرد حشرات".
وأضاف مقابلة بلهجة حادة خلال مقابلة مع الإعلامي حسام الغرايبة على إذاعة "حسنى" المحلية: "أقسم بالله، عيب على كل رجل عربي مسلم أن ينظر في وجه زوجته بعد هذا الصمت. الأطفال يموتون، ونحن عاجزون عن فعل أي شيء، ثم يأتي من يحمّل المقاومة المسؤولية. وأنا أقول: إذا رفع أهل غزة أو المقاومة أيديهم عن السلاح، فإن العار سيلحق بهم إلى يوم الدين".
يذكر أن عضو مجلس الأعيان الأردني عمر العياصرة٬ قال: "إن موازين القوى الاستراتيجية بين حماس والاحتلال الإسرائيلي قد تغيرت، مشيرًا إلى أن حماس أصبحت عاجزة في ملف التفاوض، وأن عليها أن تضع هذا الملف بين أيدي العرب".
اظهار أخبار متعلقة
وأوضح العياصرة خلال استضافته في برنامج "صوت المملكة" أن "الانحناء للعاصفة لا يعني الاستسلام أو رفع الراية البيضاء"، مؤكدًا أن وجود حماس "ليس أهم من حرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها قطاع غزة وتهجير سكانه". وأضاف أن حماس قادرة على إعادة إنتاج نفسها داخل السلطة من جديد.
وأشار العياصرة إلى أن المنظومة العربية قادرة على بناء مسار تفاوضي أوسع للحفاظ على قطاع غزة وإعادة إعماره، كما تملك الفرصة الأكبر للحفاظ على الأجزاء المتبقية من الضفة الغربية.
ولفت إلى أن عنصر القوة الوحيد الذي تمتلكه حماس هو الـ59 أسيرًا، لكنها بدأت تخسر هذا العنصر منذ استئناف الحرب، خاصة مع قبول الجانب الإسرائيلي بتحمّل الخسائر البشرية والاقتصادية مقابل تحقيق أهدافه في الحرب.
وأكد العياصرة أن "إسرائيل" تستخدم الحرب كأداة لخدمة مصالحها، خاصة في الضغط على حماس لقبول شروط إنهاء الحرب على القطاع.
منذ استئناف الاحتلال الإسرائيلي عملياته العسكرية في قطاع غزة فجر الثلاثاء الماضي وحتى مساء أمس الخميس، ارتفع عدد ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 591 شهيدًا و1042 جريحًا، معظمهم من النساء والأطفال، وفق أرقام رسمية صادرة عن "حكومة غزة".
اظهار أخبار متعلقة
وبحلول الأول من آذار/مارس الجاري انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حركة حماس والاحتلال الذي بدأ سريانه في 19 كانون الثاني/يناير الماضي. إلا أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، تنصل من بدء المرحلة الثانية من الاتفاق.
وحاول نتنياهو إطلاق سراح مزيد من الأسرى الإسرائيليين دون الوفاء بالتزامات المرحلة الثانية، والتي تشمل إنهاء حرب الإبادة والانسحاب الكامل من قطاع غزة، في حين تمسكت حركة حماس بضرورة تنفيذ بنود المرحلة الثانية وفقًا للاتفاق.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أمريكي، ارتكاب إبادة جماعية في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، مما أدى إلى استشهاد وإصابة أكثر من 162 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى اختفاء أكثر من 14 ألف مفقود.