أكّدت روسيا، الأربعاء، أنّها تنتظر الاطّلاع من الولايات المتحدة على تفاصيل مقترح لوقف إطلاق
النار مع أوكرانيا لمدة 30 يوما، غداة إعلان كييف موافقتها عليه، عقب مباحثات مع
وفد أمريكي، في السعودية.
وقال المتحدث
باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، في مؤتمر صحافي: "لدينا اتصالات متوقعة مع
الأمريكيين في الأيام المقبلة، ونعوّل عليها للحصول على معلومات كاملة" بشأن
المقترح.
وأضاف: "نفترض أن وزير الخارجية، روبيو، ومستشار الأمن القومي، مايك والتز، سيقومان
عبر قنوات مختلفة، بإطلاعنا خلال الأيام المقبلة على المباحثات، التي جرت والتفاهمات
التي تمّ التوصل إليها".
وأشار إلى أن
"اتصالا هاتفيا عالي المستوى" بين روسيا والولايات المتحدة قد يحصل خلال
"مدة وجيزة للغاية"، ومن غير المستبعد أن يكون بين الرئيسين، فلاديمير
بوتين، ودونالد ترامب، الذي أعلن الثلاثاء، أنه سيتحدّث إلى بوتين على الأرجح هذا
الأسبوع.
من جانبهم، حثّ حلفاء أوكرانيا الغربيون روسيا على إعلان موقفها. وقال المستشار الألماني، أولاف
شولتز، على موقع التواصل الاجتماعي "إكس": "الكرة الآن في ملعب بوتين". ومنذ مساء الثلاثاء،
رحّبت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، ورئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا بالمقترح وقالا إنهما ينتظران صدور قرار من بوتين.
وعبر ماركو
روبيو، الأربعاء، عن اعتقاده بأنه يجب أن يكون للأوروبيين دور في أي اتفاق سلام
محتمل. فيما قالت الصين
التي تقدم نفسها كطرف محايد في النزاع الأربعاء إنها "أخذت علما"
بالمقترح.
وإذ قال رئيس
الإدارة الرئاسية الأوكرانية، أندريه يرماك، عند دخوله قاعة المفاوضات، في جدة: "نحن مستعدون لبذل كل ما في وسعنا لتحقيق السلام"، فقد قوبل الاقتراح
الأمريكي، بردود فعل متباينة في كييف.
وقالت المدرِّسة
أوكسانا إيفسوكوفا لوكالة "فرانس برس": "نظرا للوضع السياسي الراهن في أوكرانيا،
لا أعتقد أن هذه
الهدنة التي تستمر 30 يوما ستساهم في إحلال السلام".
وقال رومان
دونايفسكي وهو من سكان العاصمة: "الفكرة جيدة، لكنني لا أعتقد أن روسيا ستوافق
عليها أبدا. سبق وانتهكت جميع الاتفاقات"؛ وفي كراماتورسك،
بالقرب من الجبهة في الدونباس، يقول ضابط أوكراني إنّ: "الروس سوف يواصلون الهجوم".
اظهار أخبار متعلقة
استئناف
المساعدات العسكرية
أعلنت واشنطن
خلال المحادثات، الثلاثاء، استئناف المساعدات العسكرية لأوكرانيا، التي علقتها
الأسبوع الماضي إلى جانب تبادل المعلومات الاستخباراتية، في أعقاب المشادة التي
وقعت في 28 شباط/ فبراير في المكتب البيضوي بين دونالد ترامب، ونائبه جي دي فانس، والرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي.
وذكرت بولندا، الأربعاء، أنّ: "عمليات التسليم عبر مركز ياسيونكا اللوجستي، عادت إلى مستوياتها
السابقة". وتقول السلطات في وارسو، إنّ: "ما يصل إلى 95% من المساعدات الغربية
تمر عبر بولندا".
وإثر المشادة في
واشنطن، غادر زيلينسكي من دون التوقيع على اتفاقية بشأن استغلال المعادن في بلاده
بالشراكة مع الولايات المتحدة. لكن الثلاثاء، في جدة، اتّفق الجانبان على إبرام
اتفاق المعادن "في أقرب وقت ممكن"، وفقا لبيان مشترك.
ولكن روبيو، حرص
الأربعاء، على القول بأنّ: "الاتفاق لا يمكن اعتباره ضمانة أمنية لكييف". وقال روبيو: "لا يمكنني أن أعتبره ضمانة أمنية، لكن بالتأكيد في حال كانت للولايات
المتحدة مصلحة اقتصادية مباشرة تؤمن إيرادات لشعبنا إضافة إلى شعب أوكرانيا، ستكون
لنا مصلحة مباشرة في حمايتها".
اظهار أخبار متعلقة
استمرار القتال
قالت أوكرانيا
إنّ: "هجومها الضخم بالمسيرات، ليل الاثنين، الذي استهدف بشكل خاص
موسكو والمنطقة
المحيطة بها، على بعد أكثر من 400 كيلومتر من الحدود الأوكرانية، من شأنه أن
"يشجع" فلاديمير بوتين على قبول هدنة جوية".
أسفر الهجوم عن
مقتل ثلاثة أشخاص. واتّهم الكرملين كييف بمهاجمة "البنية التحتية الاجتماعية
والمباني السكنية". فيما قالت موسكو، إنّ: "343 طائرة مُسيرة أُسقطت في الهجوم الذي استهدف أيضا منطقة كورسك على الحدود مع
أوكرانيا".
أمّا فيما يخصّ العمل العسكري، تقول أوكرانيا إنّ: "على الولايات المتحدة أن "تقنع" روسيا
بقبول وقف إطلاق النار".
وقال مستشار
الأمن القومي الأمريكي، مايك والتز، إنّ: "السؤال الآن هو "كيف" ستنتهي الحرب
وليس "ما إذا" كانت ستنتهي".
أما ميدانيا، استمرت
المعارك والقصف. وفي أوديسا جنوب أوكرانيا، أسفرت ضربة صاروخية باليستية روسية عن
مقتل أربعة أشخاص وإلحاق أضرار بسفينة شحن ترفع علم باربادوس، وفقا للسلطات
الأوكرانية.
اظهار أخبار متعلقة
إلى ذلك، أعلنت روسيا، صباح الأربعاء، أنها استعادت خمس قرى من الجيش الأوكراني بالقرب من بلدة سودجا في
منطقة كورسك. وذكرت وسائل إعلام روسية رسمية أن قوات موسكو دخلت مدينة سودجا نفسها، وهو ما يمثل انتكاسة أخرى لكييف، لكن السلطات الروسية لم تؤكد ذلك.
كما أعرب حاكم
منطقة كورسك، بالإنابة ألكسندر خينتشتين عن مقتل "ثلاثة رجال وامرأة"
وإصابة شخصين بجروح في ضربة استهدفت مصنعا في قرية كوزيريفكا، على بعد حوالي خمسة
عشر كيلومترا من المنطقة التي تشهد معارك عنيفة بين الجيشين الأوكراني والروسي.