الاحتلال يسرق الأكلات الشعبية الفلسطينية والعربية.. "هل الحمص والكنافة إسرائيلية؟"
عربي21- محمد خليل01-Mar-2503:52 PM
0
شارك
عملت مختلف الجهات الإسرائيلية على سرقة أشهر الأطعمة والأطباق الفلسطينية والعربية- جيتي
بعدما جرى احتلال الأراضي الفلسطينية عام 1948 جراء أحداث حرب النكبة، وجد المستوطنون أنفسهم مجموعة جرى تشكيلها من مختلف دول العالم، وكل فرد منهم يحمل ثقافة وعادات مختلفة تعكس البلاد التي جاء منها، وهي كلها غريبة عن المنطقة العربية والشرق الأوسط.
وعمل الاحتلال على حل هذه المشكلة ليس من خلال إنتاج مروث وإرث ثقافي لا يمكن إنجازه في أقل من 77 عاما منذ النكبة، إنما بسرقة التراث الموجود فعليا لدى الفلسطينيين والدول العربية المجاورة ونسبه إلى "إسرائيل".
وطوال السنوات الماضية عملت مختلف الجهات الإسرائيلية على تبني نفس الرواية وسرقة أشهر الأطعمة والأطباق الشعبية العربية والفلسطينية، ونسبها إلى دولة الاحتلال حديثة التأسيس.
"الحمص إسرائيلي" يحتدم الجدل في الشرق الأوسط حول هوية أكلة أو طبق الحمّص المنتشر جدا في الدول العربية، وذلك حول موطنه الأصلي وهوية الشعب الذي سلقه وطحنه وأضاف إليه زيت الزيتون والطحينة.
وبينما استمر الجدل هذا لسنوات طويلة بين دول بلاد الشام وحتى تركيا واليونان، التي تنتشر فيها مكونات صنع هذا الطبق، دخلت "إسرائيل" إلى هذا الجدل واعتبرت أنها الموطن الرئيسي له، وأنه تراث يهودي قديم.
اظهار أخبار متعلقة
وأكد مدير أحد المطاعم الإسرائيلية في مرتفعات الجولان، واسمه توم كابالو وبشكل قاطع، أن "اليهود أول من اخترعوا الحمص"، معتبرا أن أكلة الحمص ذكرت في "سفر راعوث قبل 3500 سنة".
واستشهد بـ"دعوة بوعز أبي لزوجته راعوث، للعشاء، حيث قال: تعالي يا راعوث وكلي الخبز وغمّسيه بالخوميتس"، رغم أن "الخوميتس" بالعبرية المعاصرة تعني الخل.
ويرى صاحب المطعم، في تهويده للحمص، أنه من غير المعقول أن يكون بوعز قد دعا راعوث لتغمّس خبزها بالخل.
تروج العديد من الشركات، ومنها شركة "صدف فود"، الحمص كمنتج إسرائيلي الأصل، وتستهدف الجاليات العربية في الولايات المتحدة كزبائن رئيسيين لها.
I saw this video on Sadaf & I was like what is this all about so I went to their website https://t.co/o0WqHn1yKr They look like an amazing company with great Middle Eastern food products. And the boycott campaign by pro-Palestinians seems deeply rooted in antisemitism… pic.twitter.com/7NXbfq692P
وتشتري شركة "صدف" البضائع من التجمعات الاستيطانية، وتعمل على تطبيع "إسرائيل" ثقافيًا باستمالة الثقافة العربية، كما أنها أحد عملاء "بنك الخصم"، الداعم مباشرة للاستيطان، بحسب ما أكدت شبكة الجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة "USPCN".
وتزدحم الصفحات الإسرائيلية، التي تحاول تبييض وجه الاحتلال بمختلف الطرق الثقافية والرياضية والاجتماعية، بمحاولات "تهويد الحمص" ونسبه إلى "إسرائيل" أو على الأقل وصف الحمص الإسرائيلي بأنه ألذ حمص في المنطقة.
"الحمص مذاق إسرائيل"
اليوم العالمي للحمص يوافق 13 من مايو كل عام. لن تجدوا إسرائيليا لا يحب الحمص، ويمكنكم الاستمتاع به في كل مدينة إسرائيلية pic.twitter.com/qKW5GeN9A5
"الفلافل إسرائيلي" ينتشر طبق الفلافل بشكل كبير في الدول العربية والعالمية كمنتج وطبق عربي، وهو طالما كان رفيقا لطبق الحمص على مختلف الموائد وطرق التقديم، وهو يُسمى "الطعمية" في معظم أنحاء مصر والسودان، و"الباجية" في اليمن وجيبوتي وشمال الصومال.
والفلافل هو عجينة تقلى بالزيت، وشكلها على هيئة كرات أو أقراص طولية، وتصنع من الحمص أو الفول أو كليهما، وهي طعام تقليدي في مطبخ الشرق الأوسط، وتؤكل في جميع أنحاء العالم حيث تعتبر وجبة نباتية سريعة.
وعلى خلاف الحمص، تعمل "إسرائيل" على نسب طبق الفلافل بشكل صريح لها باعتبار أنه "وجبة وطنية وتراث إسرائيلي".
وفي حلقة لمدونة الطعام الأمريكية ريتشيل راي نشرت عام 2018، جرى تقديم الفلافل على أنه من "التراث الإسرائيلي"، وقيل في الحلقة حينها إن هذا الطبق إسرائيلي وفقا لكتاب وصفات "الروح الإسرائيلية".
وبعد عقد اتفاق التطبيق بين الإمارات والاحتلال الإسرائيلي في عام 2020، ساهم تلفزيون دبي في تعزيز هذه المزاعم بعد استضافة حاخام إسرائيلي يعمل بالطهي ليتحدث عن ثقافة الطعام الإسرائيلية.
وتعمل مختلف الأذرع الإسرائيلية على تسويق نفس الفكرة، وذلك حتى ضمن جيش الاحتلال، بزعم أن لفظ "فلافل" يُستخدم أيضا لوصف الرتبة العسكرية.
— كابتن إيلا Captain Ella (@CaptainElla1) June 12, 2022
وتأتي هذه المحاولات رغم أن "القناة 12" أكدت في تقرير لها: "الفلافل كما تعلمون، ليس ملكنا حقا، لكن التخصيص الذي صنعناه منه مثالي".
"المفتول إسرائيلي" لم تقتصر محاولات السرقة الإسرائيلية على فلسطين والدول المحيطة بها، إنما وصلت إلى طبق المفتول الشامي مغربي الأصل "الكسكس"، الذي يتكون من حبيبات أو كرات تُحضّر من البرغل أو الدقيق الأبيض والأسمر.
اظهار أخبار متعلقة
وبحسب المصادر الإسرائيلية فإنه يسهل تتبع أصل نسب الحمص إلى "إسرائيل"، فخلال الفترة ما بين عامي 1949 و1950 اتبع الاحتلال سياسة تقشف، وتوجّه رئيس الوزراء الإسرائيلي الأول، دافيد بن غوريون، لشركة "أوسم - Osem" بهدف إنتاج طعام رخيص بديل عن الأرز، وسمي حينها باسمه.
واستلهمت شركة "أوسم" (مملوكة حاليا من نستله) منتجها الجديد من الطعام المغربي الذي يطبخه الفلسطينيون، وأطلقت عليه اسم "بتيتيم"، الذي أصبح يُباع حاليًا بكميات تجارية للمطاعم ودور الرعاية والعالم تحت اسم "كسكس إسرائيلي".
מפתול הוא "פתיתים" שמבוססים בורגול וקמח חיטה (או רק קמח חיטה) ומזכירים בניראות שלהם פתיתים. התפקיד הקולינרי וצורת הבישול שלהם דומה. מצד שני, יש את המאכל האשכנזי פרפלך: "פתיתים" אפויים מבצק אטריות ביצים.
وفي آذار/ مارس 2022، وخلال "قمة النقب"، التي عقدت في المستوطنة الزراعية "سديه بوكير"، وهي التي ضمت منزل بن غوريون، تم تقديم الطعام المنتج في المستوطنات للحضور، ومن بينه "أرز بن غوريون".
وفي 2018، شنت اللوبيات الإسرائيلية حملة ضد شركة "فيرجين اتلانتيك" البريطانية للطيران، بعد إدراجها المفتول كـ "طبق سلطة" في قوائم الطعام وكتبت إلى جانبه "مفتول فلسطيني".
وتحت الضغوط، خضعت الشركة البريطانية، وحذفت اسم فلسطين عن المفتول من قائمة طعام المسافرين، فراح الفلسطينيون ومناصروهم ينتقدون هذا الإذعان، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية حينها.
"الكنافة إسرائيلية" رغم أن طبق الحلويات الشهير ارتبط عالميا باسم مدينة نابلس الفلسطينية ويعود تاريخها إلى عام 1805، ويتم وصف أي طريقة تحضير للكنافة بالجبن الأبيض على أنها "كنافة نابلسية"، إلا أنها لم تسلم أيضا من محاولات السرقة الإسرائيلية.
وعلى موقع ادرعي الرسمي الناطق بالعربية قبل حذفه، جرى نشر عنوان عريض كان بادعاء: "الكنافة الإسرائيلية أصل الكنافة".
اظهار أخبار متعلقة
وجاء في التقرير الذي ينسب طبق الكنافة إلى "إسرائيل": أن "أصل الكنافة اختلف الكثير في تحديد أصولها الحقيقية، لكن ما نعرفه ويعرفه العالم أجمع وهو عين الحقيقة هو أنها إسرائيلية، مهما حاولوا طمس هويتها".
وأضاف التقرير: "نؤمن بأنها الموروث الثقافي والحضاري لدولة إسرائيل وفي طبق إسرائيلي لا يمكن لأحد استقلاله لصالحه أو الاستيلاء عليه، فالكنافة في العالم هي صناعة وموروث ثقافي إسرائيلي وستبقى إسرائيلية الأصل".
وفي قناة على منصة "يوتيوب" تحمل اسم "أكلات أصلها إسرائيلي" جرى نشر طريقة إعداد "الكنافة الإسرائيلية"، وهي نسخة مقلدة من الكنافة النابلسية وبنفس المكونات تقريبا.