أكبر تجمع ديني في العالم.. اختتام فعاليات "مها كومبه ميلا" وسط مخاطر التلوث البيئي

شهدت ولاية أوتار براديش شمال الهند اختتام أكبر تجمع ديني في العالم، حيث شارك أكثر من 620 مليون شخص في مهرجان "مها كومبه ميلا" على ضفاف نهر تريفيني سانغام، الذي يعتبر ملتقى للأنهار المقدسة في الهند.

ويمتد الحدث لأكثر من 45 يومًا، يجذب أعدادًا ضخمة من الهندوس الذين يأتون للاحتفال بالطقوس الدينية، التي تشمل الغطس المقدس في المياه، بهدف تطهير الخطايا والاقتراب من التحرر الروحي.

وفي تصريح لـ سوشوفان سيركار، مستشار من دلهي، قال: "إنها تجربة فريدة، لا تتكرر إلا مرة واحدة في العمر.. رأيت سيارات تحمل لوحات أرقام من كل ولاية تقريبًا". وأضاف أن المخاوف من التلوث قائمة، ولكن "في ذهنك، تقول لنفسك، هذا الجزء يبدو نظيفًا، اقض بضع دقائق ثم تلاوة الصلاة". كما أشار سيركار إلى أنه رغم تطهير نفسه من الخطايا، إلا أنه يشعر بالحاجة للاستحمام مجددًا لإزالة التلوث من جسده بعد الطقوس.

اظهار أخبار متعلقة

مخاوف من التلوث البيئي في الأنهار المقدسة
وأظهرت التقارير الأخيرة الصادرة عن المجلس المركزي للتلوث والسيطرة عليه (CPCB) التابع لوزارة البيئة الهندية، أن مستويات البكتيريا القولونية في مياه نهر الغانغ ونهر يامونا كانت مرتفعة بشكل غير آمن.

ورغم الترويج الحكومي لمبادرات الحفاظ على البيئة وتحسين جودة المياه، أصر رئيس وزراء ولاية أوتار براديش، يوغي أديتياناث، على أن المياه آمنة للطقوس الهندوسية، بما في ذلك شربها بعد الاستحمام، مؤكدًا أنها لا تشكل خطرًا على صحة المشاركين.




حوادث مميتة واحتياطات أمنيّة
رغم الأعداد الضخمة التي شاركت في المهرجان، شهد الحدث هذا العام حوادث مأساوية حيث لقي عدة أشخاص مصرعهم في حادثين منفصلين بسبب الاكتظاظ الشديد، وهو ما يسلط الضوء على المخاطر التي ترافق هذه التجمعات الكبيرة في الأماكن المزدحمة.

كما أن الحكومة المحلية اتخذت تدابير أمنية مشددة لمواجهة التحديات المرتبطة بالتنظيم، إلا أن هذه الحوادث تثير تساؤلات حول قدرة السلطات على إدارة مثل هذه الفعاليات الكبرى.

ويعتبر مهرجان "مها كومبه ميلا" أحد أقدس وأكبر التجمعات الدينية في العالم، حيث يتجمع الهندوس من مختلف أنحاء الهند والعالم ليغسلوا أنفسهم في المياه المقدسة. تعود أهمية هذا المهرجان إلى اعتقاد الهندوس بأن المياه في هذا الموقع تحمل قدرة تطهيرية كبيرة، وأن غطسهم في هذه المياه يمكن أن يمحو خطاياهم ويقربهم إلى التحرر الروحي أو "موكشا". هذا التجمع هو ليس فقط مناسبة دينية بل أيضًا حدث ثقافي واجتماعي يعكس التزام الهندوس العميق بإيمانهم وتعاليمهم.