مع عودته للبيت الأبيض، أصبحت التوترات القديمة الجديدة في
قلب العلاقات بين الرئيس دونالد ترامب ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، ورغم أنهما
افتخرا في الماضي بصداقتهما المهنية، وعلاقات العمل الجيدة بينهما، وكونهما قريبان
ودودان، لكن عدداً من القضايا وقفت بينهما خلال ولايته الأولى، والآن، مع بدء
ولايته الثانية، لا تزال بعض القضايا الرئيسية مطروحة على جدول الأعمال، بجانب
ظهور توترات جديدة، وقد يكون لها آثار على دولة
الاحتلال في ساحات مختلفة.
وذكرت نوعا ليزيمي، الباحثة في معهد مسغاف للشؤون الأمنية
والاستراتيجية، أن "القضية الفلسطينية، والساحة السورية، والعلاقات التركية
القطرية، باتت من القضايا الإشكالية بين واشنطن وأنقرة، فيما القضية الأكثر إلحاحا
هذه الأيام هي رؤية ترامب لتهجير الفلسطينيين من غزة، وإعادة إعمارها لتصبح
"ريفييرا الشرق الأوسط"، وكما كان متوقعا، لم يتأخر الرد التركي الغاضب،
وقال أردوغان إن الخطة لا تستحق المناقشة، ولا أحد لديه السلطة لإخراج الفلسطينيين
من وطنهم".
وأضافت في
مقال نشره موقع ويللا، وترجمته "عربي21"
أن "أردوغان، المؤيد القوي لحماس، الذي تعتبر بلاده عضوا فاعلا في حلف
الناتو، قد يستخدم نفوذه لدى عناصر في الإدارة الأمريكية لإحباط الخطة، ونظرا
للمعارضة القوية التي أثارتها تصريحات ترامب بشأن غزة، حتى بين الدول العربية،
ومحاولة
تركيا لإحياء حل الدولتين، فستكون
إسرائيل مطالبة بالتأكيد على دعم أنقرة
الشامل لحركة حماس، وعدم السماح لضغوطها بدفع ترامب للتخلي عن خطته، والاكتفاء
بتهديد حماس فقط".
اظهار أخبار متعلقة
وأوضحت أن "ساحة أخرى لتوترات أنقرة وواشنطن هي
سوريا،
وهنا يمكن لإسرائيل أن تستفيد، فمنذ ما يقرب من عقد من الزمن، دعمت الولايات
المتحدة قوات سوريا الديمقراطية الكردية، وينتمي أعضاؤها لأعداء أنقرة المريرين في
الداخل، وفي 2019، وبسبب الاستعدادات لغزو أنقرة لسوريا، فضّل ترامب عدم التدخّل،
وأمر بانسحاب القوات الأمريكية من شمال سوريا، لكنه تراجع في النهاية عن خطته
الأصلية".
وأشارت أنه "من أجل إرضاء أنقرة، يبدو ترامب الآن أقل
ترددًا بشأن سوريا، ويقوم مسؤولو البنتاغون بصياغة خطة لسحب جميع القوات المنتشرة
فيها خلال ثلاثة أشهر، الأمر الذي يعتبر من منظور إسرائيلي خبرا سيئا، لأن
الانسحاب الأمريكي سيسهّل على الإسلاميين المؤيدين لتركيا والقوى المعادية الأخرى
ترسيخ وجودهم في الأردن المجاور، الذي يهدده بالفعل إيران، الساعية للإطاحة به،
ومهاجمة إسرائيل من الضفة الشرقية، ولذلك مهم أن تصرّ إسرائيل على إبقاء جزء من
القوات الأمريكية في مثلث الحدود بين سوريا والعراق والأردن".
وأوضحت أن "حقل ألغام آخر يعكر صفو علاقات واشنطن
وأنقرة، يتمثل في أن الأخيرة، العضو في حلف شمال الأطلسي، اشترت نظام الدفاع الجوي
إس-400 من روسيا، وبعد استلامها الشحنة الأولى في يوليو 2019، أعلنت واشنطن إخراج
أنقرة من برنامج إنتاج طائرات إف35، وإلغاء البيع المخطط لـ 100 طائرة لها، لكن
اليوم هناك "جزرة" أمريكية موعودة لها تتمثل بترقية أسطولها الجوي بـ40
طائرة إف16 جديدة".
اظهار أخبار متعلقة
وزعمت أنه "في ضوء ما سبق، سيكون من الصواب أن تضغط إسرائيل
على الولايات المتحدة لكبح جماح سلوك تركيا الخطير، سواء في موقفها بجانب حماس أو
الساحة السورية، حيث يتم بناء محور جديد، وبالتالي فإن فرض رسوم جمركية مرتفعة على
واردات الألومنيوم والصلب من تركيا، وهي ما اتخذه ترامب في ولايته الأولى، قد يشكل
رافعة ضغط كبيرة عليها، لأن اقتصادها لم يتعافى إلا مؤخرا من الأزمة المستمرة".