ملفات وتقارير

محاولة اغتيال وزير بحكومة "الدبيبة" في ليبيا.. ما الرسالة والتداعيات؟

مخاوف من عودة مسلسل الاغتيالات إلى المشهد الليبي- الأناضول
مخاوف من عودة مسلسل الاغتيالات إلى المشهد الليبي- الأناضول
أثارت محاولة الاغتيال التي تعرض لها وزير بحكومة الوحدة الليبية بطرابلس بعض التساؤلات عن الرسالة من وراء هذا الحادث، وعلاقة الأمر بتغيير الحكومة والتغيرات السياسية الراهنة.

وأعلنت حكومة الدبيبة تعرض وزير الدولة لشؤون رئاسة الوزراء، عادل جمعة، لمحاولة اغتيال بواسطة إطلاق النار على سيارته في أثناء مروره داخل أحد أحياء العاصمة طرابلس، مؤكدة أن الوزير أصيب برصاصة في قدمه اليمنى، حيث جرى نقله إلى أحد المستشفيات وإجراء عملية له.

وكشفت وكالة نوفا الإيطالية عن وصول الوزير الليبي مساء أمس، إلى إيطاليا لتلقي مزيد من العلاج عقب محاولة اغتياله في طرابلس، دون ذكر طبيعة إصابته.

ردود دولية ومحلية
ولاقت محاولة الاغتيال ردود فعل وإدانات دولية ومحلية واسعة، حيث أدانت بعثة الاتحاد الأوروبي والبعثات الدبلوماسية للدول الأعضاء في الاتحاد لدى ليبيا، محاولة الاغتيال، ودعت السلطات المختصة في ليبيا إلى إجراء تحقيق سريع وشفاف وشامل في هذه الحادثة، وضمان تحديد هوية المسؤولين عنها وتقديمهم إلى العدالة.

ودعت البعثة الأممية لدى ليبيا إلى إجراء تحقيق سريع وكامل وشفاف؛ لضمان تقديم الجناة إلى العدالة، وقالت إنه لا يوجد أي مبرر لاستخدام العنف ضد المسؤولين الحكوميين، أو أي مدنيين آخرين. وهذه الاعتداءات تُقوض الاستقرار والأمن في طرابلس وعموم البلاد.

في حين، دعت السفارة الأمريكية لدى ليبيا إلى توقيف مرتكبي محاولة اغتيال جمعة، وقالت: نضم صوتنا إلى بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، في إدانة محاولة اغتيال الوزير جمعة بشدة، ونتمنى له الشفاء العاجل.

وأدانت السفارة الفرنسية لدى ليبيا الهجوم المسلح الذي استهدف وزير الدولة بحكومة الوحدة، عادل جمعة، قائلة إنها تضم صوتها إلى البعثة الأممية في إدانة الهجوم، وفق تغريدة عبر منصة «إكس».
"تحقيق عاجل"

من جهته، طالب المجلس الرئاسي، حكومة الوحدة والجهات الأمنية التابعة لها، بفتح تحقيق عاجل لمعرفة ملابسات حادث محاولة اغتيال وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، عادل جمعة، وتعقب الجناة وتقديمهم للعدالة.

بينما وصف المجلس الأعلى للدولة التابع "لتكالة والمشري" الحادث الذي تعرّض له جمعة، بـ"العمل الإرهابي"، وطالب الأجهزة الأمنية بسرعة فتح تحقيق في الحادث، و"التعامل بكل قوة وحزم مع مرتكبي هذه الأعمال أياً كانت أسبابها وخلفياتها".

من جانبها، أكدت حكومة الوحدة أن الأجهزة الأمنية المختصة باشرت تحقيقاتها المكثفة لكشف ملابسات الحادث، وتوعدت بتعقب الجناة، مضيفة أنها لن تتهاون مع أي محاولات تستهدف أمن الدولة أو تهدد استقرار البلاد، وتشدد على استمرار جهودها في بذل كل المساعي لتعزيز الأمن وفرض سيادة القانون.

اظهار أخبار متعلقة




فما الرسالة التي تحملها حادثة محاولة اغتيال وزير بحكومة الدبيبة في هذا التوقيت؟

عمل ممنهج ومخطط
وأكد مقرر المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، بلقاسم دبرز أن "القضاء فقط المختص بالحكم في هذه القضايا بعيدا عن التلويح بالاتهامات الشخصية التي يختص بها القضاء والجهات الأمنية، لكن ما حدث هو عملية إرهابية كاملة لمحاولة اغتيال الوزير وليست الأولى فقد سبقها حادث مماثل من حوالى سنة وأكثر".

وقال في تصريحات خاصة لـ"عربي21" إن "مثل هذه الحوادث تستهدف ضرب الاستقرار والهدوء والأمن الذى تنعم به العاصمة طرابلس والذي نشهد تحسنه بنسب عالية، وف تقديري مثل هذه الوحشية ليست لأسباب شخصية وإنما هو عمل ممنهج مخطط له يستهدف ضرب أمن الدولة أولا لكى يظهر الحكومة بالضعف والفشل والتفكك"، وفق قوله.

وتابع: "وثانيا لبث رسائل أن العاصمة غير آمنة ولا تصلح أن تستضيف البعثات الدبلوماسية والسفارات وشركات الطيران وغيرها، إذا هي أجندة مدروسة وممنهجة قبل الشخصنة التي بالتأكيد يجب وضعها في الحسبان أيضا"، كما صرح.

تصفية جمعة سياسيا وجسديا
في حين رأى الأكاديمي الليبي، عماد الهصك أن "محاول اغتيال وزير الدبيبة "عادل جمعة" تدل على مؤشرات عديدة منها أن الوضع الأمني في العاصمة زاد هشاشة، وأن وتيرة الخصومة بين وزراء حكومة الدبيبة بدأت ترتفع، ودائرة الولاءات أصبحت تضيق، والرغبة في إقصاء بعض حلفاء الأمس أضحت واضحة".

وأشار في تصريحه لـ"عربي21" إلى أن "هناك وزراء هم أكثر قربًا من الدبيبة لجؤوا إلى إقصاء المشكوك في ولائهم من الوزراء وقد يصل الأمر إلى التصفية الجسدية، رأينا محاولات اغتيال سبقت هذه الحادثة وهي تأتي في نفس السياق، منها محاول اغتيال عبد الحميد امليقطة، وأعتقد أن تحركات جمعة قبل هذه الحادثة كانت مثارًا للشكوك لدى الدبيبه والمحيطين به"، بحسب كلامه.

وأضاف: "قد تكون هذه الحادثة تحذيرًا لهذا الوزير المارق عن سيده، فهو لن يكون بعدها كما كان قبلها، فلن يكون ضمن دائرة صنع القرار، وعادل جمعة شخصية تبحث عن الاستمرار في المنصب والبقاء فيه مهما كلف الأمر، فقد يصل به الأمر إلى أن يتحالف مع أعداء الأمس، وهذا ما استشعره الدبيبة، فهناك وعود لجمعة من أطراف إقليمية ومحلية بتولي رئاسة مؤسسة النفط وهو أمر لا يروق الدبيبة ولكثير من المحيطين به وحلفائهم من التشكيلات المسلحة"، وفق تقديره ومعلوماته.

اظهار أخبار متعلقة



أطراف خارج الحكومة
لكن المحلل السياسي الليبي، وسام عبدالكبير، قال من جانبه إن "الحادثة تحمل رسالة سياسية كون المجني عليه يحظى بموقع مهم جدا في إدارة ديوان رئاسة الوزراء، وهي محاولة إعطاء مؤشر على عدم الاستقرار الأمني في العاصمة".

وأوضح أن "هذه المحاولة قد تكون رسالة تحذير لباقي الوزراء من أجل أخذ الترتيبات الأمنية اللازمة، حيث إن غالبيتهم حركتهم عادية في التنقل دون أي إجراءات أمنية خاصة، وفي تقديري، فإن محاولة الاغتيال تقف خلفها أطراف من خارج الحكومة لها رسائل معينة ترغب في إيصالها ومنها توظيف الحدث سياسيا"، وفق تصريحه لـ"عربي21".
التعليقات (0)

خبر عاجل