سلطت صحيفة
"
فايننشال تايمز" البريطانية، الضوء على محاولات
حزب الله اللبناني
لتعزيز سلطته، بعدما ضعُف بفعل
الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان.
وقالت الصحيفة في تقرير لها، إن "الحزب يستخدم
شبكة واسعة من الرعاية لتعزيز قاعدته"، متطرقة إلى قصص مرتبطة بعائلات
لبنانية فقدت أبناءها المقاتلين، وتلقت رعاية واهتماما من الحزب.
وذكرت الصحيفة أن "حزب الله الذي كان القوة
السياسية والعسكرية الأكثر قوة في لبنان، يترنح من أسوأ هزيمة تعرض لها في
تاريخه"، معتبرة أن "الحرب تسببت في دمار هائل في المجتمعات ذات
الأغلبية الشيعية والتي يعتمد عليها الحزب"، وفق تقديرها.
ولفتت إلى أن الحزب يحاول الحفاظ على ولاء أنصاره،
ويركز في جهوده على شبكة واسعة من المنظمات الاجتماعية، بما في ذلك المدارس والمستشفيات،
وجناحه الإنشائي، الذي نشر مئات المهندسين لمعاينة المنازل المتضررة وبدء إصلاح
مناطق نفوذه.
وذكرت الصحيفة أنها تحدثت مع أكثر من 20 شخصا حول
كيفية تعزيز حزب الله لقاعدته، بما في ذلك مسؤولون في لبنان وسكان يستفيدون من
نظام الرعاية الاجتماعية للحزب، إلى جانب أشخاص على دراية بتفكير الحزب.
اظهار أخبار متعلقة
ولفتت إلى أنه "بعد حرب 2006 عزز حزب الله دعمه
من خلال الوفاء بوعد قائده حسن نصر الله، بإعادة البناء أفضل من قبل، وباستخدام
أموال إيرانية، ومشاريع تجارية خاصة بالحزب (..)".
واستدركت: "لكن اليوم يواجه الحزب دمارا كبيرا،
وهو بدون نصر الله، ومع ذلك فإن نظام الإصلاح بعد الحرب مستمر داخل الحزب"،
موضحة أنه "تم تعيين لجنة من حوالي 12 مهندسا لكل أربع أو خمس قرى في جنوب
لبنان، لمعاينة أكثر من 270 ألف منزل حتى أواخر الشهر الماضي".
ونوهت إلى أنه "بمجرد مراجعة التقييمات في
بيروت، يُطلب من السكان استلام شيكات
التعويضات الخاصة بهم وصرفها في فرع محلي
لمؤسسة التمويل الصغير التابعة لحزب الله (القرض الحسن)، والتي تعرض أكثر من 30 من
فروعها للضربات الإسرائيلية".
وتطرقت "فايننشال تايمز" لما أوردته صحيفة
"الأخبار" اللبنانية المقربة من حزب الله، بشأن توزيع الحزب لتعويضات
تقدر قيمتها بـ400 مليون دولار على حوالي 140 ألف شخص، مشيرة إلى أن الحزب وزع ما
بين 12 ألفا و14 ألف دولار لأصحاب المنازل المدمرة بالكامل، وهي مخصصة لتغطية إيجار
سنة وتعويض لأثاثهم المدمر.