ما
زالت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب غير العادية، التي اقترحت تهجيراً
للفلسطينيين من قطاع
غزة، تثير الآمال بين حاشية رئيس حكومة
الاحتلال بنيامين
نتنياهو بأنها ستساعده في منع حلّها، ويعتقد البعض أن كلمات ترامب كانت منسقة
مسبقاً معه، بمعنى أنه إذا اتفقت واشنطن وتل أبيب على تهجير الفلسطينيين، فلن تكون
هناك حاجة لتجديد الحرب في غزة، ولن يواجهوا مشكلة مع المرحلة الثانية من الصفقة.
وذكر شالوم
يروشالمي، الكاتب في موقع زمن إسرائيل، إن "اقتراح ترامب العلني بتهجير
طوعي للفلسطينيين من غزة، أثار تطلعات كبيرة، ليس فقط في الدوائر اليمينية
الإيديولوجية الإسرائيلية، بل وأيضاً بين مقربين من نتنياهو وكبار وزراء الليكود
في مجلس الوزراء السياسي الأمني، الذي ذكر أحدهم أن تصريحات ترامب غير العادية تم
تنسيقها مع نتنياهو، بهدف مساعدته لمنع حلّ حكومته عقب إبرام صفقة التبادل".
وأضاف
في
مقال ترجمته "عربي21"، أن "قضية
تشجيع الهجرة الطوعية للفلسطينيين عادت الآن لجدول الأعمال الإسرائيلي، كما أراد ذلك
وزراء الصهيونية الدينية والعصبة اليهودية دائمًا، وهو ما طالب به أيضاً رئيس
الوزراء نفسه ووزراء في الليكود فور اندلاع حرب غزة، ويبقى التعويل الآن على مدى نجاح
ترامب في "تطهير المنطقة، ونقل مليون ونصف فلسطيني إلى مصر والأردن".
اظهار أخبار متعلقة
وقال يروشالمي إن "هذه الخطوة قد تكون ردّا على تهديدات سموتريتش بالانسحاب من الحكومة، ورغبة
بإعادة بن غفير إليها، عقب إبرام صفقة تبادل الأسرى مع حماس".
ونقل عن وزير
إسرائيلي مرموق من الليكود قوله، إن "كل من سمع ترامب يفهم أن الأمر منسق وشفاف"،
رغم أنها أثارت معارضة في العالم، ومن الواضح أن هذه القضية ستشغل الحلبة السياسية
الإسرائيلية الآن، ولذلك فقد تحدث ترامب بنفسه مع الرئيس المصري بشأنها، فيما سيتوجه
نتنياهو لواشنطن للقائه خلال أيام، لبحث المرحلتين الثانية والثالثة من الصفقة".
كما قال له وزير الليكود الكبير، إن "نتنياهو أبلغ وزراءه أنه إذا اتفق الجميع على تهجير
الفلسطينيين من غزة، فلا حاجة لتجديد الحرب، ولن يكون لدى أحد مشكلة في المرحلة
الثانية، حيث سينتقلون من غزة إلى الأردن أو مصر أو إندونيسيا، وسيعيد ترامب بناء
غزة، وبعد ثلاث سنوات سنرى ما سيحدث".
وأكد يروشالمي أن "تهجير الفلسطينيين من غزة بدا مسألة مكثفة للغاية بداية الحرب، ونشر رام
بن باراك من حزب يوجد مستقبل وداني دانون من حزب الليكود مقالاً
مشتركاً بصحيفة وول ستريت جورنال يدعوان فيه للهجرة الطوعية، وشكلت وزارة الخارجية
فرقاً برئاسة الوزير إيلي كوهين، وأجرى اتصالات مع الدول الأفريقية كي توافق على
استيعاب الفلسطينيين، وعقد مؤتمر ضخم في يناير 2024 في الكنيست بحضور عدد من كبار
المسؤولين، الذين بدأوا بالفعل في تشجيع وتخطيط الهجرة الفلسطينية لصالح إقامة
المستوطنات في غزة".
وأشار كاتب المقال إلى أن "حدثا مشابها في الكنيست عقد في ديسمبر 2023، ألقت فيه وزيرة المخابرات
غيلا غمليئيل خطابًا حول الخطة الاستراتيجية للإخلاء الطوعي لسكان قطاع
غزة، ولا تزال تزعم حتى اليوم أن التهجير هو الحل الوحيد، وعقدت مؤتمرات
ومناقشات في الكنيست حول موضوع الترحيل، مع العلم أنها اليوم عضو كامل العضوية في
المجلس المصغر للشؤون السياسية والأمنية".
اظهار أخبار متعلقة
وأوضح
أنه "منذ ذلك الحين، تجنب المسؤولون الحكوميون والحزب الحاكم الحديث عن قضية
التهجير، في ضوء تورط دولة الاحتلال في دعاوى المحاكم الدولية في لاهاي، وإصدار
مذكرات اعتقال ضد نتنياهو، الذي تجنب الإشارة إليها، رغم إصداره مقطع فيديو يشكر
فيه ترامب على تجديد شحنات الأسلحة".
وأكد أن "تصريح ترامب أعطى حياة جديدة للساسة اليمينيين، خاصة زعماء الصهيونية
الدينية والعصبة اليهودية، وكتب سموتريتش على تويتر أنه متحمس ومادح لترامب، زاعما
أن مساعدة سكان غزة بالعثور على أماكن أخرى فكرة رائعة، بحيث يتمكنون من تأسيس
حياة جديدة وأفضل في مكان آخر"، فيما صدرت ردود فعل غاضبة وسلبية في الأردن
ومصر على مقترحات ترامب".
وختم
بالقول إن "وصول مبعوث ترامب الخاص لشؤون الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، لدولة
الاحتلال يعتبر علامة على أن مقترح التهجير وضع للنقاش على الطاولة، ما يمنح
نتنياهو فرصة لكسب المزيد من الوقت الثمين، ويعطي سموتريتش سببًا جيدًا للبقاء في
الائتلاف حتى نهاية المرحلة الثانية من الصفقة، على الأقل".