طب وصحة

المصابون البالغون باضطراب "ADHD" لديهم متوسط عمر أقصر

يمكن أن يسبب اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط صعوبات في التركيز ومشاكل في الاندفاع- الأناضول
يمكن أن يسبب اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط صعوبات في التركيز ومشاكل في الاندفاع- الأناضول
وجدت دراسة حديثة أولى من نوعها أن الرجال الذين تم تشخيص إصابتهم باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط "ADHD"، يموتون قبل سبع سنوات في المتوسط من الأشخاص المماثلين لهم دون الإصابة بالاضطراب، بينما تبلغ فجوة العمر المتوقع للنساء ما يقرب من تسع سنوات.

ونقلت صحيفة "الغارديان" في تقرير لها نتائج الدراسة قالت فيه؛ إن "يمكن أن يسبب اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، صعوبات في التركيز ومشاكل في الاندفاع، على الرغم من أن الأشخاص المصابين باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط لا يعانون بالضرورة من كليهما، وبينما تختلف التقديرات، تشير الدراسات إلى أن 3-4 بالمئة من البالغين في جميع أنحاء العالم يعانون من اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط".

وكشف الباحثون الآن، أن الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بالاضطراب يميلون إلى أن يعيشوا حياة أقصر.

قال البروفيسور جوشوا ستوت، أحد كبار مؤلفي البحث من جامعة يونيفيرسيتي كولدج لندن: "بالنسبة لهذه المجموعة من الأشخاص، فإن متوسط العمر المتوقع لديهم أقل بشكل كبير، في المتوسط، وهو أمر مقلق".

إظهار أخبار متعلقة


في حين اقترحت دراسة سابقة أن الأشخاص المصابين باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط لديهم متوسط عمر متوقع أقل، إلا أن هذا لم يكن قائما على دراسة الوفيات المسجلة.

في المقابل، استخدمت الدراسة الجديدة بيانات الرعاية الأولية لأكثر من 9 ملايين بالغ في جميع أنحاء المملكة المتحدة، من عام 2000 إلى عام 2019، لاستكشاف ما إذا كان اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه مرتبطا بالفعل بحياة أقصر.

على وجه الخصوص، نظر الفريق في سجلات 30039 بالغا تم تشخيصهم باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وقارنهم بـ 300390 مشاركا دون تشخيص، لكنهم كانوا متشابهين من حيث العمر والجنس وممارسة الرعاية الأولية.

وتكشف النتائج أن الذكور الذين تم تشخيصهم باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لديهم متوسط عمر متوقع أقصر بمقدار 6.8 سنوات في المتوسط من غير المصابين، بينما كان متوسط العمر المتوقع للإناث المصابات باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، أقصر بمقدار 8.6 سنوات في المتوسط من غير المصابات.

وأضاف البروفيسور ستوت أنه من غير المرجح أن يكون اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه سببا مباشرا لانخفاض متوسط العمر المتوقع، إلا أنه قال؛ إن هناك عددا من التفسيرات المحتملة للنتائج، مشيرا إلى أن الأشخاص المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، هم أكثر عرضة للإصابة بمشاكل الصحة العقلية، وقد يواجهون المزيد من الصعوبات في الوصول إلى الرعاية الصحية التي يحتاجون إليها، في حين يمكن أن تؤدي عوامل نمط الحياة دورا أيضا.

وأوضح: "نحن نعلم أن الأشخاص المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لديهم معدلات انتحار أعلى للأسف"، قال ستوت: "وهم أيضا أكثر عرضة للانخراط في سلوكيات محفوفة بالمخاطر مثل التدخين والشرب، وحتى الإفراط في تناول الطعام على الأرجح أيضا".

وبين أن الأرقام الخاصة بمتوسط العمر المتوقع، تنطبق فقط إذا لم يتغير الوضع الراهن للأشخاص المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

ومع ذلك، حذر الفريق من أن الدراسة قد تبالغ في تقدير فجوة متوسط العمر المتوقع للأشخاص المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بشكل عام -حيث قد يكون البالغون الذين تم تشخيصهم أكثر عرضة للإصابة، إما بحالات الصحة العقلية أو النمو العصبي أو كليهما-، في حين أن أسباب الارتباط بين اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والحياة الأقصر تتطلب المزيد من البحث.

إظهار أخبار متعلقة


وتثير الدراسة، التي نُشرت في المجلة البريطانية للطب النفسي، أيضا مخاوف بشأن نقص تشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، حيث لاحظ المؤلفون أن 0.32% فقط من البالغين في الدراسة لديهم تشخيص. وقالوا؛ إن هذا يمثل حوالي واحد من كل تسعة من العدد الحقيقي المحتمل للأشخاص المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، بناء على المسوحات القائمة على السكان.

وقال أوليفر هاوز، أستاذ الطب النفسي الجزيئي في كينغز كوليدج لندن، الذي لم يشارك في العمل؛ إن الدراسة أظهرت التأثير الكبير لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه على حياة الناس، ومدى قلة الأشخاص المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه الذين حصلوا على تشخيص، على الرغم من أنه حذر من أن الدراسة لم تنظر في متى تم تشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه فيما يتعلق بمشاكل طبية أخرى، أو تأثير العلاج. 

وقال: "تسلط هذه النتائج الضوء على الحاجة إلى المزيد من الاستثمار في خدمات الصحة العقلية، حتى يتمكن الناس من الحصول على المساعدة التي يحتاجون إليها".
التعليقات (0)