"لَن يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى
ۖ وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ".. أكثر
من 15 شهرا لو أردت أن تلخص فيها الأحداث في
غزة فهي هذه الكلمات القليلة المعجزة
التي ذكرها الله عز وجل في سورة آل عمران.
الأولى: لن يضروكم إلا أذى
فهم يقتلون الأطفال والنساء والكبار،
وهم يهدمون البيوت وينسفون المستشفيات ويقتلون الأطفال الخدج في الحضانات وهم
يمنعون الطعام والماء والكهرباء ويمارسون التجويع. إنهم سبب الفساد والظلم بل هم
الفساد والظلم بذاته.
ولقد تأذينا كثيرا من هذا وتأذى أهلنا
في غزة وفي كل فلسطين ولكنهم كانوا ـكبر من الأذى وأثبت من الجبال، فمنهم من قضى
نحبه ومنهم من ينتظر فصبرهم وثباتهم فاق كل صبر وثبات في التاريخ كله.
الثانية: وإن يقاتلوكم يولوكم
الأدبار
470 يوما ويملكون كل أنواع القوة، ويكفي
أن الشيطان بايدن أمدهم بعشرة آلاف قنبلة زنة كل واحدة 2000 رطل ولديهم أحدث
الطائرات والدبابات والمدمرات ولكنهم يهربون ولا يستطيعون المواجهة.
كانت النسبة بين سلاحهم وسلاح
المقاومة هي النسبة بين عصا السنوار وطائرة إف35، ومع ذلك كان الهاجس الأكبر
للجنود وقادتهم على حد سواء هو كيف يهربون من الأسر ورأينا المقاوم الأعزل يواجه
الدبابة من مسافة الصفر الحقيقي ويصعد على ظهرها ويخرج الجنود منها.
رأيناهم يُهزمون في كل مكان من غزة
وفي الزيتون وتل الهوى ولن ننسى جحر الديك، في الشجاعية وفي جباليا، وفي خان يونس
التي هاجموها بسبع فرق ورأينا المقاومين يفجرون كتيبة الهندسة بالعبوات التي
زرعتها لنسف البيوت.
رأينا إعلام العدو لا يتوقف عن
الحديث عن الأحداث الصعبة في كل مكان يحاولون الدخول إليه، ورأينا تخبطهم في
البيانات عن الإصابات والقتلى ورأينا استقالات الجنرالات اعترافا بالفشل.
ويا للعجب كيف استطاعت عصابات من
هؤلاء أن تهزم سبعة جيوش عربية دخلت بحجة الدفاع عن فلسطين.
أما الثالثة فهي قانون سماوي "ثم
لا ينصرون"
إنهم لا يستطيعون
النصر لأن المرعوب لا ينتصر والجبان لا ينتصر،
وهذا ما قالته المقاومة منذ الأيام الأولى. وكان أبو الوليد واضحا في هذا وهو
يخاطب قادة العرب: ستنتصر المقاومة فتعالوا لتكونوا شركاء في النصر.