صحافة إسرائيلية

خمسة إخفاقات أمنية إسرائيلية أدت إلى "كارثة" أكتوبر في قطاع غزة.. ما هي؟

التقرير الإسرائيلي أشار إلى صعوبة مراقبة "حماس" والتنبؤ بنواياها- الأناضول
التقرير الإسرائيلي أشار إلى صعوبة مراقبة "حماس" والتنبؤ بنواياها- الأناضول
ما زالت المحافل الإسرائيلية تسلط الضوء على ما كشفه هجوم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في السابع من أكتوبر من فشل عميق في نظام الإنذار الإسرائيلي، والعجز عن القدرة على مراقبة الحركة عن كثب، ما يعني إخفاقا في أولويات الاحتلال الأمنية. 

إيهود عيلام الباحث الاستراتيجي وخبير الأمن القومي منذ ربع قرن، وكان قد خدم باحثا في جيش الاحتلال، أرجع الإخفاق الإسرائيلي إلى ما اعتبره وجود "عدة عناصر مجتمعة في آن واحد، أخطرها أن حركة حماس مردوعة، وهي تفضّل الوضع الراهن، وعلى أقصى تقدير، ستنفذ عملية محدودة سيتم الكشف عنها مسبقا، وفي كل الأحوال لن تكون مؤلمة جدا للاحتلال، دون توفر أدنى تحذير من هجوم واسع النطاق". 

وأضاف في مقال نشرته مجلة "يسرائيل ديفينس"، وترجمته "عربي21"، أنه "منذ البداية، كان يصعب على إسرائيل الاعتماد على التحذير، بسبب عوامل كثيرة، أولها الاعتماد المفرط على التكنولوجيا، والتركيز على إيران وحزب الله على حساب حماس، واضطرار مجتمع الاستخبارات لتقسيم جهوده عبر العديد من البلدان والمنظمات، وقد أثر ترتيب الأولويات هذا على تراجع مراقبة حماس، وبالتالي القدرة على تلقي التحذير في الوقت المناسب، رغم أنه كان منطقيا التركيز على إيران، بسبب الخطر المحتمل الكبير الذي تشكله، مقارنة بأي تهديد آخر".  

اظهار أخبار متعلقة


وأشار إلى أن "العامل الثاني يتمثل في أن إسرائيل لو خصصت مزيداً من الوقت لتلقي تحذير بشأن حماس، لربما كانت قادرة على الاستعداد بشكل أفضل لهجوم السابع من أكتوبر، لكن هذا كان من الممكن أن يأتي على حساب مراقبة إيران، خاصة برنامجها النووي، ما سيكلفها غالياً، لا سيما بعد أن فوجئت بالفعل في الماضي بالكشف عن البرامج النووية لخصومها، مثل سوريا وليبيا، وإذا اكتشفت إسرائيل فجأة أن إيران أصبحت قريبة جداً، بل وتمتلك أسلحة نووية، فقد تكون لذلك آثار هائلة، بل وحتى وجودية".  

وأكد أن "العامل الثالث بطبيعة الحال لا يبرر إهمال مراقبة حماس، ولكن يجب النظر إليه في ضوء التهديد الرئيسي الذي يهدد الاحتلال، بعد إيران، وهو حزب الله، لأنه حتى حرب "السيوف الحديدية" 2023، كانت آخر حرب معه عام 2006، ومنذ ذلك الحين، تعززت قوته بشكل ملحوظ، وتعتبر تهديدًا أكبر بكثير من حماس، رغم كل الجولات في قطاع غزة".  

وأوضح أنه "كان بإمكان إسرائيل تخصيص موارد أقل لحزب الله من أجل مراقبة حماس بشكل أكبر، لكنها كانت ستكون أقل استعدادا ضده، مع أن مثل هذا التوجه كان من شأنه أن يقلل من الإنجازات التي تحققت ضده في الحرب الجارية التي اعتمدت على التركيز الاستخباري عليه، مع ما يترتب عليه من عواقب".  

اظهار أخبار متعلقة


واستدرك بالقول إن "العامل الرابع يتعلق بأنه حتى لو خصصت إسرائيل المزيد من الميزانيات والوقت لمراقبة حماس، فقد كان صعبا للغاية التنبؤ بنواياها، خاصة بالنسبة لمنظمة مغلقة ومعزولة، تتم عملية صنع القرار فيها بطريقة محدودة، صحيح أن مجتمع الاستخبارات الإسرائيلي لديه معرفة طويلة الأمد بالحركة، ولعل قربها الجغرافي يساعد في مراقبتها، لكن هذه العناصر ساعدت حماس في التعرف على مجتمع الاستخبارات الإسرائيلي، وصياغة خطة احتيال كجزء من استعداداتها للهجوم".  

وختم بذكر العامل الخامس المتعلق بأنه "لو كان هناك تحذير حقيقي، وزاد جيش الاحتلال قواته حول قطاع غزة مساء يوم السابع من أكتوبر، فمن المحتمل أن حماس، التي تتابع الأمر عن كثب، لم تكن لتهاجم على الإطلاق مستوطنات غلاف غزة، لكن خلاصة القول أنه كان هناك فشل خطير في توجيه تحذير لحماس، ما يستدعي فحص الأولويات الاستخباراتية الشاملة، وتقديم صورة واسعة لطبيعة التهديدات التي تواجه الاحتلال". 
التعليقات (0)