تلعب
النساء دورًا حاسمًا دائما في
الانتخابات الأمريكية، حيث يمثلن شريحة كبيرة
ومتزايدة من الناخبين الذين لديهم اهتمامات وأولويات سياسية تتباين عن نظرائهم
الرجال، حيث أظهرت الانتخابات الرئاسية لعام 2020، تمثيل النساء حوالي 53% من
الناخبين، مما يظهر ارتفاع نسبة المشاركة بينهن مقارنة بالرجال.
وأظهرت
النساء دوا جوهريا في حسم نتائج الانتخابات الأمريكية. وبينما تظهر النساء البيض
ميلًا لبعض المرشحين، فإن النساء من الأقليات - خاصة اللاتينيات والسوداوات -
يظهرن دعماً ملحوظاً للمرشحين الذين يدافعون عن حقوقهن ويستجيبون لتحدياتهن
اليومية.
ودائما
ما تميل المرأة إلى التصويت لصالح المرشحين الذين يعبرون
عن قضايا تتعلق بالعدالة الاجتماعية، والرعاية الصحية، وحقوق المرأة، والقضايا
النسوية، إلا أن استطلاعات الرأي الحديثة أظهرت مفاجئات حول تصويت المرأة في الانتخابات
التي تقام في الخامس من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري.
وجاءت
المفاجأة التي أظهرها أحدث استطلاع للرأي لتصويت النساء في الانتخابات الأمريكية هو
انحياز المرأة الامريكية للانتماء العرقي، والفوارق
الجندرية، وكشف عن فروقات في
التوجهات بين المجموعات العرقية المختلفة، حيث يميل النساء البيض بشكل أكبر إلى
المرشح "الرجل الأبيض" ترامب، دون المرشحة الأنثى، في حين تحظى هاريس
بتأييد واسع بين النساء من ذوي الأصول الأفريقية واللاتينية، ما يعكس تأثير
الديناميات الاجتماعية والثقافية في تشكيل خريطة الناخبين الأمريكيين لهذا العام.
وعند
النظر في نتائج استطلاع بحسب العرق يظهر تخلي تخلي "النساء البيض" عن
هاريس وأعطى 46% منهم لترامب مقابل 44% لهاريس، وتفوقت هاريس بشكل ملحوظ بين
الناخبين السود، حيث حصلت على نسبة تأييد من الراجل السود فقط بواقع63% مقابل 19%
لترامب، والنساء السوداوات يعطين نسبة تأييد عالية لهاريس بواقع 73% مقابل 7% فقط
لترامب.
وتظهر
هاريس دعمًا ملحوظًا بين الأقليات العرقية، خاصة بين الناخبين من أصول لاتينية
وسوداء. إذ تتقدم بنسبة 50% لدى الناخبين من أصول لاتينية مقابل 38% لترامب، مع
ميل كبير بين النساء اللاتينيات اللاتي يدعمن هاريس بنسبة 53% مقابل 32% لترامب.
أما الرجال اللاتينيون، فتتساوى بينهم نسب الدعم تقريبًا بنسبة 46% لهاريس و44%
لترامب.
اظهار أخبار متعلقة
وفي
المجمل عند النظر في نتائج استطلاع بحسب العرق، يظهر أن ترامب يحتفظ بشعبية قوية
بين الناخبين البيض، حيث يتقدم بنسبة 50% مقارنة بـ40% لهاريس، ويتجلى هذا الدعم
بشكل خاص بين الرجال البيض، حيث بلغت نسبة تأييد ترامب 54% مقابل 36% لهاريس، أما
في صفوف النساء البيض، فقد تقاربت النسب بواقع 46% لترامب و44% لهاريس.
ويبرز
استطلاع الرأي الفروقات الواضحة في التوجهات الانتخابية بين الجماعات العرقية
المختلفة، حيث يميل الناخبون البيض لدعم ترامب، في حين تظهر هاريس كخيار مفضل لدى
الأقليات العرقية، خاصةً بين الناخبين السود واللاتينيين.
التأثير
التعليمي على اختيارات الناخبين
وفي
الوقت الذي شهدت فيه الولايات المتحدة احتجاجات طلابية أطلق شرارتها طلاب جامعة
كولومبيا في نسيان/ إبريل من العام الماضي، احتجاجا على دعم أمريكا لحرب الاحتلال
الإسرائيلي المتصاعدة في قطاع غزة، والتي دخلت عامها الثاني وسط صمت عالمي وتزايد
رفض سياسيات إدارة بايدن ونائبته هاريس والدعم المطلق للاحتلال إلا أن الاستطلاع
أظهر تفوق لهاريس في أوساط الخريجين.
وبحسب
الاستطلاع يميل خريجو الجامعات إلى دعم هاريس بنسبة 55% مقارنة بـ34% لترامب، أما
الناخبون من غير خريجي الجامعات، فيميلون إلى دعم ترامب بنسبة 49% مقابل 39%
لهاريس. يعكس هذا الاختلاف مدى تأثير التعليم في تشكيل مواقف الناخبين وتفضيلاتهم
السياسية.
اظهار أخبار متعلقة
الأقليات
اللاتينية وتزايد تأثيرها
مع
تصاعد أهمية الأقليات العرقية، تُعد الجالية اللاتينية من أسرع الفئات نموًا في
الولايات المتحدة، ويتوقع أن تلعب دورًا محوريًا في الانتخابات القادمة، خاصةً في
ولايات رئيسية مثل تكساس وفلوريدا، وبينما ظهر بعض التأييد لترامب بين الرجال
اللاتينيين، إلا أن النساء اللاتينيات يظهرن ميلاً أكبر لدعم هاريس، ربما بسبب
مواقف الحزب الديمقراطي الداعمة لقضايا مثل الرعاية الصحية وإصلاح الهجرة، وتعكس
هذه التوجهات مدى قدرة الأقليات اللاتينية على التأثير في نتائج الانتخابات،
وخصوصًا في الولايات المتأرجحة.
التأثير
العرقي في الولايات المتأرجحة
في
ولايات مثل جورجيا وأريزونا، التي تلعب دورًا حاسمًا في الانتخابات، يبرز تأثير
الناخبين من الأقليات، حيث تشكل تلك الجماعات العرقية نسبة كبيرة من السكان، ويمثل
هؤلاء الناخبون صوتًا مؤثرًا في تلك الولايات، ومن المتوقع أن يساهموا في قلب
النتائج لصالح هاريس إذا ما استمرت في التركيز على القضايا التي تتعلق بالعدالة
الاجتماعية، والمساواة، وإصلاح نظام الهجرة.
وتستعد
الولايات المتحدة لخوض انتخابات رئاسية في الخامس من تشرين الثاني/ نوفمبر، حيث
تتجه الأنظار إلى التنافس الشرس بين المعسكرين الجمهوري والديمقراطي.
ومع
اقتراب موعد التصويت، تشهد الساحة الانتخابية استقطابًا واسعًا وسط انقسام
الناخبين وحدة المنافسة بين المرشحين وتعمق الفجوة السياسية بين الناخبين، ما
ينعكس على توجهاتهم في استطلاعات الرأي، ويجعل من توقع النتائج النهائية أمرًا
صعبًا في ظل التغيرات المستمرة.