كلنا محمد حسني الغريب.. كلنا مجانين

تواصل معي صديق وهو أحد أقارب زوجة محمد حسني الغريب وهو قريب للزوجة من الدرجة الأولى، وأكد لي جازما أن الرجل إخوان ومجنون، وأنه تم استدعاؤه للأمن الوطني أكثر من ثلاث مرات وأنهم عملوا جلسة للعائلة لتطليقه من زوجته قبل الحادث بأسبوع..

وبمناقشته هل ثبت انتماؤه تنظيميا للإخوان؟.. هل حمل السلاح في وجه الدولة؟.. هل نشر أفكار الإخوان؟ فلم يرد ولم يجب..

وبسؤاله.. هل عرض على طبيب نفسي لبيان حالته السيكولوجية وتحديد مدى مرضه والعمل على علاجه، فقال يا أستاذ أنا بتكلم صح وكلامي حقيقي، أنا قريبه..

بخصوص انتمائه للإخوان فالرجل قد لا يكون إخوانيا وقد يكون، وماذا لو كان إخوانيا؟ ورغم أنه كذب صريح، هل هذا يستدعي أن نعتقل أو نوصم كل من قال كلمة حق بأنه إخواني كما يفعل الإعلام الآن؟..

مجنون.. من يستطيع أن يحدد ـنه مجنون.. أنا.. أنت.. يا صديقي لا يستطيع تحديد المريض النفسي في الدنيا كلها سوى شخصين، أحدهما الطبيب النفسي وثانيهما هو المريض نفسه الذي يقرر أنه غير مستقر ويتوجه للطبيب النفسي..

الحقيقة الواضحة الجلية هي أن الرجل ليس مريضا نفسيا إنما الإعلام المنحط والأجهزة المغيبة التي أتت بزوجته وأولاده أمام الشاشات ليقولوا عن والدهم بأنه مجنون.. هم المجانين.. ما هذه السفالة وما كل هذا الانحطاط للإتيان بفتى لم يبلغ الثالثة عشرة بعد لينعت والده بأنه مجنون؟.. فعلوها مع والد محمد علي وقلنا خلاف سياسي وبيضربوا بعض تحت الحزام، وكذلك مع زبيدة وأمها وقلنا سقطة إعلامية.. والآن يأتون بأطفال ليوصموا أباهم بأنه مجنون..

يا سادة يا كرام هو ليس بمجنون بل نحن المجانين.. نظرة على السياسة وتخبطها.. نظرة على الإعلام وانحطاطه... نظرة على الوضع الاجتماعي وكل مصري يحمل لأخيه المصري سيف ليظفر به.. سيف لسانه أو ذراعه.. نظرة على الأوضاع الثقافية.. يا سادة يا كرام نحن طوال ثماني سنوات لم ننتج منتجا ثقافيا أو أدبيا يشار إليه.. إلا إذا اعتبرنا أفخاذ دينا أنور ومؤخرة ياسمين الخطيب وتفاهة فكر خالد منتصر فكرا ثقافيا..

يا سادة نحن وصلنا للحضيض، ومن هنا فإن الرجل ليس بمجنون بل نحن المجانين.. نحن يا سادة ننام نحلم بكوابيس مصاريف المدارس والجامعات ونصحو على كوابيس فواتير الغاز والكهربا ونمشي في الشارع واحنا بنكلم نفسنا.. احنا المجانين... كلنا..